ختم مدرس فى العقد السادس من عمره حياته، برسالة مؤثرة لأسرته وطلابه، كتب فيها "سامحونى واستروا عيوبي"، وذلك قبل وفاته بأربعين يوما، ليدخل بعدها فى غيبوبة ويحجز داخل أحد المستشفيات، وبعد وفاته قام العديد من طلابه بالتبرع فى العديد من المشاريع الخدمية صدقة على روحه.
التقى "اليوم السابع" أسرة الراحل بقرية سنباط، التابعة لمركز ومدينة زفتى فى محافظة الغربية، وقال يوسف، إنه كان نعم الأب والأخ فهو الذى عمل على تربيتهم بعد وفاة والدهم، فكان دائما يعمل على خدمتهم وقضاء احتياجاتهم دون أن يشعرهم بغياب الأب، مشيرًا إلى أن رحيله كان كالصاعقة التى نزلت على قلوبهم حيث شعروا بالوحدة والحزن الشديد.
وأوضح إنه كان دائما يساعد طلابه ويعمل على تشجيعهم لتحقيق أحلامهم فى الحياة، وكان يعطيهم دروسا فى المواقف الصعبة التى ممكن أن يتعرضوا لها حتى يصبحوا قادرين على تخطى الصعاب، ولم يتوقف الأمر على طلابه فقط بل كان دائما ناصحا لجميع أهالى القرية.
فيما قالت زوجته بأنه كان ونعم الزوج والأب لم يجعلها تشتكى فى يوم من الأيام منذ 27 سنة قضتهم بجواره، كان دائما يعلمها ويعطيها دروس فى التسامح والرضا بقضاء الله، وتعلمت منه أشياء كثيرة كحب النفس وخدمة الغير، مشيره إلى أن الله رزقهم بثلاث أبناء، الابن الأكبر يعمل طبيب أسنان والثانى فى السنة الأولى بكلية الطب بشرى جامعة طنطا، والثالث طالب بالمرحلة الثانوية.
وأضافت: قبل وفاته بفترة قرابة الأربعين يوما أبلغها بإنه سيتوفى قريبا فقامت بالضحك معه وأبلغته بأن الله سيطيل فى عمره حتى يشاهد تخرج أبناءه من كلية الطب كما كان يتمني، وبعد فترة فوجئت بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعى له وهو يتنبأ بوفاته، وبعد فترة قصيرة دخل فى أزمة صحية "غيبوبة سكر" وتم حجزه فى أحد المستشفيات وظل بداخلها قرابة أسبوع، وقبل الوفاة بثلاثة أيام أبلغه الأطباء أن حالته فى تحسن وسيغادر المستشفى فى غضون أيام، وفى اليوم المحدد لخروجه فوجئنا بخبر وفاته داخل المستشفي.
وأوضحت: أن طلابه قاموا بتبرعات كثيرة فوجئت بها الأسرة بأكملها وصدقات جارية فى أماكن كثيرة من طلابه الذين تلقوا العلم على يده، منها فى مستشفيات السرطان ووحدة الكلى بقرية سنباط، ولم تتوقف التبرعات على ذلك، حيث فوجئوا بميكروفونات المساجد تنادى أن الطلاب قاموا بالتبرع بأشياء كثيرة منها توسعات فى مساجد القرية كصدقة على روحه.
فيما قال أحمد وهبة نجل الراحل، إنه لم يكن مجرد أب فقط بل كان بمثابة كل شئ له فى الحياة فكان رحمة الله عليه الوالد والأخ والصديق أحسن تربيتهم وتعليمهم وأخلاقهم، مضيفًا أنه كان حريصا على تعليمهم وتحفيظهم القرآن الكريم منذ الصغر عن طريق التعاقد مع أحد مشايخ القرية الذى كان يأتى إلى المنزل .
وأوضح، كانت جنازته مهيبة شارك فيها جميع أهالى القرية والقرى المجاورة، كما شارك فيها المئات من الشباب طلابه الذين تعلموا ودرسوا تحت يديه داخل المدرسة الثانوية، مضيفا أن جميع طلابه لم ينصرفوا من أمام قبره يوم الوفاة إلا بعد عمل خاتمة قرآن على روحه.

الأسرة تتحدث

الأسرة

من داخل منزله

يتحدثون لليوم السابع