عماد عبد المحسن

حياة كريمة.. حتى لا تختطف العقول

الإثنين، 29 نوفمبر 2021 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشتكى زميله لشيخه، قال له: لقد وشى بي بالأمس أمام المعلم، سأله الشيخ.. ماذا حدث؟!، أجاب الولد، كنت قد تأخرت عندك بالأمس بعد صلاة الظهر لأستمع إلى الدرس عقب الصلاة، وعندما سألني المعلم، لماذا لم تأت في موعد الحصة؟.. أجبته بأنني كنت مريضاً.. فقال زميلي له إنه يكذب وكشف عن الحقيقة.
 
فلام الشيخ زميل الولد، وقال له: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً".. هكذا كانت تختطف العقول في القرى البعيدة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
 
كانوا ينصبون شباكهم.. ويصبرون على الضحايا، حتى يدخلوا إليها صاغرين، مستخدمين اسم الدين في تغييب العقول، في غفلة من الآباء والأمهات.. هكذا وجدنا أبناءً متطرفي الفكر، مغيبي العقول، كن العنف في قلوبهم، وانعكس على تصرفاتهم، تجاه الآخرين.
وفي حياتنا الكريمة، لا مكان للفتن والدسائس، في حياتنا الكريمة، سنسعى إلى اجتثاث المعتاد من خطابات الكراهية والحقد والبغضاء.
هذا ما ثار في الآونة الأخيرة في محاولة يائسة لإعادة اختراع الفتنة الطائفية التي وئدت بفضل التوحد حول أهداف التنمية والتشبث بالاستقرار، والبحث الجاد عن أسباب التقهقر التي أصابتنا في سنوات عجاف مضت إلى غير رجعة.
 
لكن علينا أن نعترف أن بعض القرى لا تزال تسكنها عفاريت الفتنة، التي تتغذى على الجهل والفراغ الفكري والديني القويم، علينا أن نسلط الضوء على هذه النار الكامنة ولا ننتظر مثل هذه الشرذمة التي تسعى من آن إلى آخر لتحدث الوقيعة، علينا أن نتذكر بجدية خطاب الرئيس المتكرر بتجديد الخطاب الديني، هذا الأمر لا يتعلق بالدين الإسلامي فقط بل والمسيحي أيضا، فماذا لو أن مؤسسة الأزهر أطلقت مسابقات حول صفات الخلفاء الراشدين، ما ذا لو أطلقت مسابقة حول تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل الديانات الأخرى؟.
 
الأمر يبدأ من هناك، وليس من هنا، يبدأ من القرى النائية التي قد تشعل النار فيها زاوية مسجد صغيرة، ورجل من مخلفات الإخوان، يستطيع بمفرده أن يجر خلفه عشرات من ضعاف العقول قبل النفوس.
 
نعم على عاتقنا الكثير والكثير، على المدرسة أن تجمع بين أبناء الوطن الواحد في حصة دينية، تختار ذات الموضوع وكيف تناوله الدينان، العفو والصفح على سبيل المثال في الإسلام والمسيحية، الصبر، الصيام، صلة الأرحام، السلام، حسن الخلق، العفو عند المقدرة.
نحن بحاجة إلى إعادة صياغة العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.
 
من المؤسف أنني تابعت بعض تعليقات متعلمين على صفحات التواصل الاجتماعي كرد فعل على الفتنة الموءودة التي حدثت في الأسابيع الأخيرة وهالني ما كتبوه، هم إذن لا يعلمون، وإن كانوا يعلمون فلم يقر هذا العلم في صدورهم، فإلى متى نصمت ونكتفي بردود الأفعال إذا وقعت الواقعة، علينا أن نتحرك جميعا أزهراً وكنيسة ومدرسة وجامعة، علينا أن نعيد الفكر الديني المعتدل، فالمسجد ليس خطبة جمعة ، وليس حديثا في مناسبات تعاد فيها نفس الخطبة سنويا.
 
هذا ليس إنقاصا من دور مؤسساتنا الدينية بقدر ما هو تأسيس لمرحلة جديدة.
 
لماذا لا تقرر إحدى عبقريات العقاد على المرحلة الثانوية، فنرى الدين برؤية أدبية معاصرة، ولماذا لا يكون التحليل هو المنهج المتبع، وفتح باب التفكير بدلا من التلقين.
 
لدينا الكثير من الأفكار بل ما هو أفضل مما أطرح في هذا المقال بكثير، فقط علينا أن تتوافر لدينا الإرادة الحقيقية لتجديد الفكر الديني، وانطلاقه من القرى الأكثر احتياجا، وهي بالمناسبة الأكثر عرضة للمد المتطرف فكريا.
 
حمى الله مصر ووقاها شر الفتن والمختبئين في الكهوف ينتظرون أملاً زال بإذن الله.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة