رغم مرور أكثر من 80 عاما على نجاة القرية من مرض الطاعون والكوليرا "الموت الأسود" فى وقتها إلا أن الوفاء بالنذر والحفاظ عليه ظل متوارثا بين أهالى القرية والأجيال، ففى الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر بكل عام ومع بداية موسم الزراعة، يبدأ أهالى القرية فى إحياء ذكرى نجاة الأجداد من الموت المحقق بمرض الطاعون الذى توغل فى القرية والقرى المجاورة.
وتضرع الأهالى لله للنجاة من المرض منذرين بإطعام أهل القرية والمحتاجين بعد النجاة من المرض وهو ما تحقق ليتسارع الأهالى إلى تقديم الطعام للمحتاجين من أهالى القرية والحفاظ على تقديمه فى كل عام، ليجتمع الأهالى فى ترابط محبة وروح واحدة يجمعهم رائحة الماضي.
وفى مشهد يجمع بين الألفة والتعاون يخرج الأهالى من منازلهم حاملين الولائم والعيش ويجتمعون أمام المسجد الكبير، للبدء فى تناول الطعام وإحياء الذكرى وتوزيع الطعام على المحتاجين من أبناء القرية والقرى المجاورة، كما يشاركهم فى الاحتفال أهالى القرى المجاورة، ويعلم الآباء أبنائهم كيفية الحفاظ على العادة التى توارثوها منذ القدم لتظل إلى السنوات القادمة.
وقال عزت إبراهيم، من أهالى القرية، أن القرية قديما تعرض لموت العشرات متأثرين بمرضهم من الطاعون، مما جعلهم يرفعون أيديهم للدعاء طلبا لرفع الوباء والشفاء، ونذر أهالى القرية وقتها تقديم الطعام للفقراء بعد نهاية الوباء وهو ما كان حيث استجاب الله للدعاء كما أن آخر أسبوع من شهر نوفمبر تحول إلى احتفال بهذه الذكرى ولإطعام المحتاجين من أهالى القرية، ويجتمع آخرين من قرى مجاورة.
وأوضح مدحت عباس، من الأهالى، أن أهالى تخرج فى الجمعة الأخيرة بشهر نوفمبر من العام وكل منزل يحمل صينية للطعام أمام المسجد الكبير ويأكل المارة والمساكين والأيتام، مشيرًا إلى تكليف كبار البلدة من يقوم بجمع الخبز واللحوم والأطعمة وتوزيعها على فقراء القرية والنجوع فى فرح وسرور ومشاركة ومحبة، ثم يقوم الجميع بالتصافح والتهنئة مثل يوم العيد.
ولفت عباس، إلى أن الهدف من إقامة الذكرى فى كل عام هو الحفاظ على موروث ونوع من الصدقات التى تقى البلاد من الشر والفتن، كما تحافظ على الترابط بين الأسر والقرى بعضها البعض، وتجمع العائلات فى مكان واحد.
وأشار عبد الرحيم يونس، إلى أن أهالى القرية يعلنون عن يوم الاحتفال مسبقًا للتجهيزات، ثم يجتمع الأهالى فى صباح يوم الجمعة لتجهيز الطعام والخبز، وبعد صلاة الجمعة يبدأ التوافد على مكان أمام مسجد القرية الكبير ويجتمع الأهالى فى ود وترابط وكذلك يأتى المحتاجين من أهل القرية والقرى المجاورة للمشاركة فى الطعام والأطفال أيضًا يشاركون.
وتابع يونس، بعد انتهاء المائدة يقوم شباب متطوع بجمع الخبز لتوزيعه، ثم يبدأ الجمع فى الانصراف بعد إحياء الذكرى وهو نوع من الصدقات التى تقى من الأمراض، ويحافظ أهل القرية عليها احتفالات بنجاة القرية من الطاعون منذ عشرات السنين، حينما نجاهم الله من الموت الأسود والكوليرا وقتها.
أهالي القرية
قرية النزله
من الأهالي بالقرية
من الأهالي
موائد الطعام_1
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة