حالة من الحزن خيمت على قرية ميت فارس التابعة لمركز بنى عبيد بالدقهلية، بعد وفاة شهيد الواجب ومعلم الأجيال هلال لبيب مخيمر، صباح اليوم أثناء طابور الصباح بمدرسة محمد يحيى شلال الإبتدائية، بعدما سقط فجأة على الأرض وحاول زملاؤه مساعدته، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وتم نقله إلى أحد الوحدات الصحية التى أكدت وفاته، ليعيشوا حالة من الصدمة والألم على فراق محبوبهم الذى أفنى حياته فى سبيل تربيتهم وتعليمهم.
واكتست القرية بالسواد بعد الإعلان عن وفاة المدرس، وتحولت صفحات التواصل الاجتماعى للقرية إلى دفتر عزاء قدم فيه المئات من الأهالى العزاء لأسرته، وأطلق أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة عليه لقب شهيد مدرسة الشهيد محمد يحيى عيد شلال، وكتبوا أنه فقيد التربية والتعليم بإدارة بنى عبيد التعليمية، ونرضى بقضاء الله ونحسبك عند الله شهيد العمل.
وفى مشهد حب ووفاء على رحيل معلم أجيال تعلموا على يديه، حاملا معانى النبل، شيع المئات من طلاب ومحبى ومعلمى مدرسة بنى عبيد الإبتدائية جثمان أستاذهم بمشهد جنائزى أبكى الجميع، وذلك من ساحة على يوسف بقرية كفر ميت فارس، بعد الانتهاء من كافة الاستعدادات وإنهاء إجراءات وتصاريح الدفن.
ظهر محبو مربى الأجيال وهم يلتفون ويحملون جثمانه ويصلون عليه صلاة الجنازة، سائلين الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويصطفون ليستقبلوا واجب العزاء جنبا إلى جنب مع أهله ومحبيه فى مشهد مهيب وجليل، تعبيرا عن حبهم ووفائهم لرحلة عطائه التى دامت لأكثر من ثلاثين عام، مشيدين بحسن خلقه وتواضعه وإخلاصه وتفانيه فى العمل وصرامته لخلق جيل نافع متسلحا بالأخلاق والعلم.
وقال علاء اسماعيل مدير عام إدارة بنى عبيد التعليمية، لـ"اليوم السابع"، إنه أصر على التواجد بجنازة الأستاذ هلال بصورة شخصية ونيابة عن على عبدالرؤوف وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية؛ تعبيرا عن حزنه الشديد على رحيل معلم فاضل كان خير مثال للمعلم المخلص المتفانى فى عمله، مشيرا إلى أن القرية خسرت اليوم واحدا من أهم معلميها وأكثرهم إخلاصا وإتقانا فى عمله.
واستطرد أنه علم بوفاة المعلم هلال صباح اليوم، حيث سقط على الأرض أثناء طابور الصباح بمدرسته وتم نقله على الفور لمستشفى دكرنس للاطمئنان على صحته، مضيفا أنه كلف مدير المدرسة ومعلميها بملازمته فى المستشفى والتواجد معه حتى يتم الاطمئنان عليه، وبعد مرور ربع ساعة علم بأنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأشار إلى أن المعلم هلال، من الشخصيات التعليمية والتربوية المميزة جدا، الذى يشهد الجميع له بإتقانه ووفائه لعمله، نال حب الجميع دون استثناء، وقدم رسالته فى الحياة فى أبهى صورة، حتى شهد له الجميع بحسن الخلق وإخلاصه وتفانيه فى العمل، مؤكدا على أن وفاته سبب لهم فجيعة وألم.
أما مراد فاضل مدير إدارة التعليم الزراعى والتجارى بإدارة دكرنس التعليمية فقال، أن المعلم هلال كان بالنسبة له نعم الأخ والصديق، مضيفا أنهم يحتسبونه شهيد عند الله، حيث توفى وهو يؤدى واجبه فى المدرسة بين أحبابه وأبنائه الطلبة، وظل يكافح فى عمله ويعلم الأجيال حتى آخر نفس فى حياته.
وقال صلاح المرسى مدير عام التعليم الصناعى بإدارة شربين التعليمية، أن الأستاذ هلال كان بالنسبة له أخ وصديق وزميل، مضيفا أنه كان يتعلم منه الحكمة والبصيرة وحسن الخلق، فكان يحب الخير لزملائه وحريصا كل الحرص على مدرسته وعمله الوظيفى حتى توفى فى حقل العمل بمدرسته.
واستطرد أنه أحب عمله وتفانى فيه وكان يحسن الضن بالجميع ويفعل الخير لله تعالى، ومن حسن الخاتمة أن يتوفى أثناء تأدية واجبه بين أحبته من الطلبة والتلاميذ اللذين اكتسبوا العلم والخلق منه، مؤكدا أنه كان علما من أعلام إدارة بنى عبيد التعليمية، سائلا الله أن يبارك فى أولاده ويجعلهم ذرية صالحة من بعده.
وقدم محمود صالح مدير التعليم الإعدادى بإدارة بنى عبيد التعليمية، واجب العزاء نيابة عن أهل قرية بنى عبيد وأهالى ميت فارس فى الأخ والصديق الأستاذ هلال لبيب، قائلا: "يكفيه شرفا أن يبعث على ما مات عليه، حيث توفى فى محراب عمله"، مضيفا أنه ظل يؤدى عمله لآخر نفس فى حياته.
وقال على عبدالرحمن أحد زملاء الأستاذ هلال فى المدرسة، أن الفقيد كان شخصية جميلة حسنة السير والسلوك، وقائد من قائدى المدرسة ومربى فاضل تعلم على يديه أبناء القرية كافة، كان حازما متواضعا يحب عمله، يعامل جميع الطلبة كأبنائه، مؤكدا على أنه توفى وهو يباشر عمله فى المدرسة بتفان وإخلاص، مؤكدا أن كان يتلقى له 4 سنوات ويخرج على المعاش.
وقالت أمنية أحمد إحدى زميلات الفقيد فى المدرسة، أن بالرغم من معرفتها للأستاذ هلال من فترة قصيرة إلا أنه كان بالنسبة لها والد ومعلم فاضل، مخلصا ودقيقا فى عمله، صارما يمتلك قلبا حنونا، صاحب صوتا جهورا يجلجل المدرسة من شدة قوته، يعتنى بالطلبة كأبنائه، يعمل لأجلهم ولمصلحتهم، مضيفة أنه اهتم بتعليم الطلاب معنى احترام المعلم وتقديره.
وقال عمر محمد مسؤول التربية الخاصة بمدرسة بنى عبيد الإعدادية، أن المعلم هلال كان خلوقا حريصا على عمله، يراعى ضميره فى عمله، مؤكدا أنه ظل يعمل بكل جدا واجتهاد لآخر نفس فى سبيل أبناء قريته.
أما مبارك عبدالواحد أحد جيران شهيد الواجب فقال لـ"اليوم السابع"، أن آخر ما جمع بينه وبين المرحوم هلال، هو سلامه عليه فى ساعات الصباح الباكر قبل ذهابه إلى المدرسة، ليأتيه خبر وفاته بعد ربع ساعة من فراقه، مضيفا أن المعلم هلال كان أستاذا فاضلا ومربى أجيال أفنى حياته فى سبيل التعليم وخلق جيل نافع لنفسه ومجتمعه، حيث تعلم على يديه معظم أبناء القرية، فالجميع انتفع من علمه وخبرته وأخلاقه العالية.
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (1)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (2)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (3)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (4)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (5)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (6)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (7)
وفاة معلم أثناء طابور الصباح بالدقهلية (8)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة