سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 نوفمبر 1967..عبدالحليم حافظ يرتمى على صدر بليغ حمدى بعد غنائه «المسيح» فى حفل بلندن متأثرا باللحن الحزين

السبت، 20 نوفمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 نوفمبر 1967..عبدالحليم حافظ يرتمى على صدر بليغ حمدى بعد غنائه «المسيح» فى حفل بلندن متأثرا باللحن الحزين عبدالحليم حافظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غادر الفنان عبدالحليم حافظ، المسرح بعد نصف ساعة غنى فيها أغنية «المسيح»، وارتمى على صدر الموسيقار بليغ حمدى متأثرا من الأغنية.. كان «بليغ» يقف وراء خشبة المسرح يتابع اللحن الحزين فى الحفل الذى أقيم بقاعة «رويال ألبرت هول» بلندن، حسب «الأهرام، 20 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1967». 
 
كان الحفل يوم 17 نوفمبر 1967، وسبقته حفلتا أم كلثوم فى باريس يومى 13 و15 نوفمبر 1967، وذلك فى سياق جهود الفنانين المصريين بعد هزيمة 5 يونيو 1967 لدعم المجهود الحربى، وهو ما عبر عنه عبدالحليم، فى حوار لمجلة الكواكب، 14 نوفمبر 1967 قائلا: «على أثر النكسة أحسست أننا فى حاجة ملحة إلى كثير من العملة الصعبة لنواجه موقف الصمود حتى يخرج المعتدون من أراضينا، كنت أستطيع أن أشترك فى إقامة حفلات داخل مصر، ولكنى وجدت أن هذا لا يكفى ولا بد من العمل فى الخارج، وبالفعل بالتعاون مع المسؤولين فى الكويت والأردن قمت بعدة حفلات على نفقتهم الخاصة من تذاكر السفر، ومصاريف الجيب، والإقامة، وذلك لزيادة المعونات والمساعدات، أما بالنسبة لحفلة لندن، فالهدف منها هو أن يعرف الشعب الإنجليزى أننا شعب متحضر له فنونه الأصيلة، ولسنا شعبًا متخلفًا أو همجيًا كما تحاول الصهيونية العالمية أن تصورنا».
يذكر الباحث «عمرو فتحى» فى كتابه الوثائقى «موسوعة أغانى عبدالحليم حافظ» ظروف إقامة هذا الحفل، قائلا: «بعد هزيمة يونيو 1967، ونتيجة لاهتمام الأميرة الأردنية دينا بنت عبدالحميد الزوجة السابقة لملك الأردن «الراحل» الحسين بن طلال بالقضية الفلسطينية، فقد سعت بصفتها رئيس جمعية الصداقة العربية الإنجليزية لتنظيم حفل يخصص إيراده لصالح مشروعات رعاية اللاجئين الفلسطينيين».. يضيف: «كانت صلة الأميرة دينا بالمجتمع المصرى والأوساط الثقافية والاجتماعية قوية بحكم أنها ولدت فى مصر، وأقامت فيها بعد طلاقها، كما كانت قريبة من الوسط الفنى والثقافى فى بريطانيا بحكم دراستها بجامعة «كمبردج»، وترددها الدائم على بريطانيا، لذلك نظمت جمعية الصداقة العربية الإنجليزية حفلًا فى قاعة «رويال ألبرت هول» فى لندن 17 نوفمبر 1967، وكان اختيارها أن يكون نجم الحفل هو عبدالحليم حافظ، وكان هذا أول غناء له خارج الوطن العربى وفى عاصمة أوروبية».
 
يضيف «فتحى»: «غنى عبدالحليم بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة أحمد فؤاد حسن فى هذا الحفل أمام 8 آلاف شخص من الجاليات العربية وبعض الأجانب».. أما «الأهرام» فذكرت أن ألفين من الإنجليز أصدقاء العرب صفقوا مع عبدالحليم عندما وقف يغنى وسط قاعة «ألبرت هول» أكبر قاعة فى أوروبا كلها فى الأسبوع العربى الذى أقامته الشريفة دينا عبدالحميد، وكان هناك 4 آلاف من العرب المقيمين فى إنجلترا يحتشدون مع الإنجليز داخل القاعة الضخمة، حيث أمضوا 3 ساعات مع الفن الشعبى المصرى والفن الأردنى ممثلين فى فرقة رضا، وفرقة الفنون الشعبية الأردنية، اللذين كانا يقدمان فنونهما بين الوصلات الغنائية التى يقدمها عبدالحليم، وغنى عبدالحليم فى اللقاء الأول «عدى النهار» ، و«على حسب وداد»، ثم غنى عندما عاد مرة ثانية «توبة» و«سواح»، وفى المرة الثالثة غنى من أجل فلسطين الجريحة».
 
غنى أغنية المسيح، كلمات عبدالرحمن الأبنودى، وتلحين بليغ حمدى، وتقول كلماتها: «يا كلمتى لفى ولفى الدنيا طولها وعرضها/ وفتحى عيون البشر للى حصل على أرضها/ على أرضها.. طبع المسيح قدمه/ على أرضها.. نزف المسيح دمه/ فى القدس فى طريق الآلام/ وفى الخليل/ رنت ترانيم الكنايس فى الخلا/ صبح الوجود/ إنجيل على أرضها».. تستمر كلمات الأغنية الحزينة تنادى ضمير العالم: «تاج الشوك فوق جبينه/ وفوق كتفه الصليب/ دلوقت يا قدس ابنك زى/ المسيح غريب/ تاج الشوك فوقه/ وفوق كتفه الصليب/ طردوه نفس اليهود/ ابنك يا قدس زى/ المسيح لازم يعود/ على أرضها». 
 
يوضح عمرو فتحى، أن هذه الأغنية لحنها بليغ حمدى من مقام «العجم»، مع حضور متميز لآلات النفخ والآلات الوترية، وتبدأ المقدمة الموسيقية بصوت أجراس الكنائس، ثم حضور متميز للناى يوحى بالأذان، ويضيف نقلا عن الناقد الموسيقى ياسر علوى: «أغنية «المسيح» تضمنت بناء توزيعيا عبقريا يمثل أهم معالم هذه الأغنية، حيث يقوم على استخدام كورال أوبرالى، قوامه أصوات نسائية من طبقة «السوبرانو الحادة» يرد عبدالحليم، بالإضافة لاستخدام أجواء موسيقية كنسية تناسب الكلمات البديعة، ولكن غير مألوفة للمستمع العربى» .. كما ينقل «فتحى» عن عبدالحليم قوله: «أنها تربط بين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهم عرب فلسطين ضحية الصهيونية، وما تحملوه من آلام، كما تحمل المسيح من قبل، وكأن التاريخ يعيد نفسه».. يذكر «فتحى» أن الأغنية لاقت اعتراضا وتحفظا دينيا إسلاميا على جملة «صلب المسيح»، ولكن سمح بغنائها وطبعها على أسطوانة».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة