مربى خيول "يعمل من الفسيخ شربات" ينقذ ويعالج الخيول المصابة والهزيلة.. عيادة وصيدلية بيطرية مجهزة بالأدوية وأجهزة طبية لعلاج أسنان الخيول.. المزرعة تدار بالجهود الذاتية ولا تهدف للربح وترعى حيوانات أخرى.. صور

تعد مزرعة رعاية وعلاج وتربية الخيول، التى أنشأها المواطن رزق عبيد المعبدى، هى الأول من نوعها فى محافظة مطروح، فى العناية والرفق بالحيوان وبها أكبر إسطبل فى مطروح يضم أكثر من 60 حصانا، تم جمعهم وشرائهم خلال الفترة الماضية لإنقاذهم من النفوق بسبب المرض أو الإصابة بجروح خطيرة أو سوء المعاملة والتشغيل، وتحولت هذه الخيول إلى أفراس ذات صحة وجمال وقوة بشكل مبهج ولا يصدق.

وتعد هواية اقتناء وركوب الخيل، من أهم الهوايات لدى معظم بدو مطروح، ويتباهون باقتنائها، وينظمون السباقات والاستعراض بالخيول فى المناسبات الهامة، ويعتبرونها جزء من حياتهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم.

ومن بين أبناء مطروح، شاب يعشق الخيل والفروسية، وأحد فرسان مطروح المشهورين، كان يتأثر ويشفق على الخيل المريضة والمصابة والأحصنة التى يتخلص منها أصحابها، ويتركونها فى الشوارع بسبب ضعفها أو مرضها، فعمل خلال الفترة الماضية، على إنشاء الله مزرعة وإسطبل خاص برعاية الخيول، وساعده فى ذلك زوجته " هيلجا " التى تحمل الجنسية الألمانية والتى تهتم بنشاط الرفق بالحيوان، وهو ما جمع بينهم وبعد أن تزوجا أصبحا فريقًا يعمل ليلا ونهارا فى إنقاذ الخيول المصابة والمريضة والتى تتعرض لسوء معاملة، ويشترونها من أصحابها ويقدمون لها الرعاية الطبية والغذائية والمأوى الملائم، حتى تتحول خلال أشهر إلى خيول جيدة وتستعيد جمالها وقوتها.

ويقدم أصحاب المزرعة الرعاية لأنواع أخرى من الحيوانات، مثل الحمير والقطط والكلاب، ويساعدون أى صاحب حصان أو حيوان آخر يلجأ إليهم لعلاج حيوانه.

"اليوم السابع" أجرى جولة داخل مزرعة فى مدينة مرسى مطروح، لرعاية الخيول المريضة والمصابة والتى تتعرض لسوء المعاملة، ولقاء مربى خيول "يعمل من الفسيخ شربات" والذى يعتنى بالخيول المصابة، والمريضة، والهزيلة، التى يتخلص منها أصحابها بتركها فى الشوارع، ويقد لها العلاج والرعاية والأعلاف، لتنافس غيرها فى الجمال والصحة، ولم نتمكن من مقابلة زوجته وداعمته الأولى " هيلجا " حيث أنها تتواجد حاليا فى ألمانيا.

وأكد رزق عبيد المعبدى صاحب المبادرة الخيرية لرعاية الخيول، أنه يعش الخيول منذ صغره، ولديه خيول خاصة مدربة على السباقات، وأنه كان يستاء جداَ من رؤية الخيول التى تتعرض لسوء تغذية وعدم الرعاية أو مصابة بسبب سوء المعاملة والمريضة، وكذلك التى يتخلص منها أصحابها بتركها فى الشوارع، فقرر مساعدة هذه الخيول بجهوده الذاتية، ومع الوقت أنشأ إسطبل ومزرعة صغيرة ليجمع فيها مثل هذه الخيول ورعايتها.

وأضاف "المعبدي" أنه مع الوقت استهواه هذا وساعدته " هيلجا " زوجته الألمانية التى تهوى رعاية الخيول ومساعدة جمعيتها بالعلاج والرعاية، وهو ما مكنه من جمع 65 حصانا داخل المزرعة، أصبحت تنافس غبرها من الخيول فى الصحة والجمال، مؤكدًا أن نشاطه إنسانى بالدرجة الأولى ولا يهدف للربح، مشيرًا إلى أن تكلفة رعاية وعلاج الفرس الواحد تفوق قيمة ثمنه.

وأشار صاحب مزرعة رعاية الخيول، إلى أنه يتم علاج ورعاية الحيوانات الأخرى مثل الحمير والقطط والكلاب إلى جانب اهتمامهم الأساسى بالخيول، ويقدمون الدعم لأى شخص يريد علاج أو رعاية الخيل أو غيرها من الحيوانات، من خلال العيادة البيطرية الخاصة بالمزرعة، مع وجود صيدلية للأدوية البيطرية، تضم جميع الأدوية التى يحتاجها الحيوان المريض أو المصاب، كما أنه لديهم أجهزة وأدوات تم احضارها خصيصا من ألمانيا، لعلاج أسنان الخيول.

وأعرب رزق عبيد، عن امتنانه وتقديره لدور زوجته " هيلجا " على دعمها له وتفانيها فى رعاية الحيوانات والرفق بها، وأنه لولاها ما تمكن من تحقيق حلمه بهذا الشكل، فهى تشاركه نفس الاهتمام وتقدم له الدعم والمساندة من أجل الاستمرار فى رعاية الخيول والحفاظ عليها.

وطالب الجميع بالرفق بالحيوان وخاصة الخيول، وأنه مستعد لتقديم الدعم والرعاية لأى شخص لديه حصان ولا يستطيع علاجه أو رعايته أو إطعامه، وكذلك عدم استغلال الخيول فى أعمال شاقة، مؤكدًا أن رعاية الخيول وطعامها مكلف، حيث تصل تكاليف إطعام الحصان الواحد حوالى 1500 جنيه شهريا، إضافة إلى النظافة والعلاج، وتهيئة وتنظيف الإسطبل.

من جانبه الدكتور صفى الدين أبو زريبة أحد المهتمين والداعمين لرعاية الخيول، أن رزق عبيد صاحب مزرعة رعاية الخيول، يقوم بدور كبير ومجهود فى رعاية وإنقاذ الخيول، وأصبح لديه أكبر إسطبل ومزرعة للخيول فى مطروح، ولا يتأخر فى إنقاذ ورعاية أى خيل، مطالبًا الجميع بالرفق بالحيوان، وخاصة الخيول وأن يرعاها أصحابها بشكل جيد، لما تمثله من قيمة تراثية وصفات كثيرة لا تتوافر فى الحيوانات الأخرى، إلى جانب أن المجتمع البدوى يولى اهتمام خاص بالخيول واقتنائها.

وأوضح " أبو زريبة" أنه صيدلى بشرى، وأشاد بتجهيزات المزرعة ووجود صيدلية بيطرية، مشيرًا إلى وجود أنواع كثيرة من الأدوية مشتركة بين الإنسان والحيوان.

وطالب بأن يهتم الناس أكثر برعاية الحيوانات، وخاصة الخيول، التى تمثل جزء أساسى من تراثنا العربى، كما طالب محافظ مطروح والمعنيين، بضرورة إنشاء نادى للخيل والفروسية، لتوظيف مهارات فرسان مطروح، والدفع أكثر للاهتمام بالخيول.