كنوز ثقافية وتاريخية وطبيعية في أهم مدينتين بمحافظة البحيرة.. رشيد بلد المليون نخلة والمتحف المفتوح للمعمار الإسلامي.. وأقدم المساجد والكنائس تتعانق في سماء دمنهور مع الأوبرا التاريخية.. صور

السبت، 13 نوفمبر 2021 06:04 م
كنوز ثقافية وتاريخية وطبيعية في أهم مدينتين بمحافظة البحيرة.. رشيد بلد المليون نخلة والمتحف المفتوح للمعمار الإسلامي.. وأقدم المساجد والكنائس تتعانق في سماء دمنهور مع الأوبرا التاريخية.. صور
كتبت: منة الله حمدى تصوير: ماهر إسكندر محافظات: ناصر جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المستحيل أن تزور محافظة البحيرة ولا تتضمن زيارتك جولة في مدينتي رشيد ودمنهور، المدينتان الزاخرتان بالكنوز الثقافية والتاريخية والطبيعة التي لن تراها في أي مكان آخر، عدسة اليوم السابع تجولت في محافظة البحيرة، ورصدت أبرز المعالم التي لا ينبغي أن تفوتك زيارتها في المدينتين التاريخيتين. 

رشيد متحف مفتوح ونقطة التقاء النيل والبحر 

إذا ذهبت إلى "باريس" عاصمة النور، بلد الثقافة والتاريخ والجمال، سيدهشك أن بها شارع يسمى "رشيد"، نسبة إلى البلدة المصرية الصغيرة التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومياه نهر النيل، والتي وصفها الكثيرون من المفكرين بأنها بلد الثقافة المصرية على مر العصور المختلفة، فهي صاحبة حجر رشيد الفرعوني، وتعد ثاني بلد تحمل العديد من الآثار الإسلامية بعد "القاهرة" العاصمة المصرية، وصاحبة المشهد العظيم لالتقاء مياه النهر العذب مع مياه البحر المالح، "البرزخ" تلك المعجزة الإلهية التي يحرص زوار المدينة على رؤيتها.

تعرف المدينة بالعديد من الأسماء فاسمها القبطي "رخيت"، واللاتيني" روزيتا"، والمصري" رشيد"، وهي عبارة عن مُتحف مفتوح يبهرك حين تسير فيه، المعمار الزخرفي الأثري يجذب الأنظار، سماها مُزينة بأشجار النخيل وكأنها تطرح عقيق أحمر، أو ياقوت ذهبي، ما جعلها تحمل لقب "بلد المليون نخلة".

مسجد أبو مندور في أجمل رحلة نيلية فى رشيد

من أبرز الآثار الإسلامية الموجودة داخل "رشيد" مسجد "أبو مندور"، أقيم المسجد على هضبة عالية مجاورة لشط نهر النيل، ما يزيد من سحر جماله، فلونه الأبيض الجذاب يضيء المكان ليلًا، حيث تعكس أضواءه على مياه النيل فتجعل المسجد لؤلؤة مضيئة تجذب أنظار زواره.

تعود تسمية المسجد إلى العارف بالله "محمد أبو مندور"، أو أبو النضر نسبة لقوة بصره، جاء العارف بالله إلى رشيد عام 991 ميلادية بعد معركة كربلاء بالعراق، وعاش فيها ما يقرب من 11 عامًا بنى المسجد في هذه الفترة، وكان المسجد مثابة حلقة علم للأهالي في أمور دينهم حتى توفى عام 1002 ميلادية.
 
ويرجع السلف نسب العارف بالله محمد أبو مندور إلى الإمام محمد بن على بن أبى طالب رضى الله عنه من زوجته التى تزوجها بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو شقيق الحسن والحسين.
 
المسجد له 3 أبواب، مستطيل التصميم، يوجد به حجرة بها ضريح العارف بالله "أبو النضر"، وهى عبارة عن "حجرة مربعة يتوسطها مقصرة الدفن المصنوعة من الخشب المزخرف وأعلى المقصرة يوجد شريط كتابى وأسفلها توجد أشكال كتابات بالخطين الكوفى والديوانى، مئذنته أخذت الطابع العثمانى، وتميز المسجد بمعجزة ربانية، حيث أنه لم يغرق بمياه الفيضان قبل بناء السد العالي، ولم تطمسه رمال التلال الأثرية رغم وقوعه بينهما.

البيوت الأثرية في رشيد.. بيت المصيلي أقدمهم

مدينة رشيد، تشتهر بتميزها بالمعمار الإسلامي والذي ازدهر في العصر العثماني، حيث كانت مركزًا تجاريًا عالميًا، بسبب وقوعها على ساحلي البحر الأبيض المتوسط ونهر النيل، فكانت تأتى إليها الرحلات التجارية من معظم أنحاء العالم، وأنشئت فيها الوكالات والأسواق وانتشرت القصور والمساجد المنازل والكنائس، وأصبحت المدينة الصغيرة مركز معماري واقتصادي كبير.

ومن تلك المباني الأثرية خان سليمان باشا وخان البنادقة وخان محمد باشا السلحدار، أقيمت عدة وكالات والتي منها وكالة الشونى ووكالة الباشا، اللتان مازالتا قائمتان حتى الآن، وهناك العديد من دوائر الأرز والطواحين، مثل طاحونة أبو شاهين والتي مازالت توجد حتى الآن، وحمام عزوز، وبوابة أبو الريش بالإضافة إلى 13 مسجدًا وزاوية وضريح جميعهم داخل مدينة رشيد.
 
تتميز الواجهات والمداخل للمباني الأثرية باستخدم الطوب في بناء المنازل الأحجار والأعمدة والتيجان القديمة، كما تميزت واجهات المنازل بأنها مزينة بالطوب الأسود والأحمر، أما الشبابيـك فتنوعت بين الخشب المخروط والمتنوع للتهوية ومنها الحديد، الفتحــات سواء كانت بالجدران أو بالأسقف وأشكالها في الغالب مستطيلة، أما الأسقــف فمعظمها خشبية مزخرفة وملونة بألوان جذابة، كما تحتوى البيوت الأثرية في رشيد على القباب التي ابدع فيها المعمار، وكان يتم عمل سقف خشبى، بالإضافة إلى الأسبلة التي كان تواجدها ضرورة مهمة في كل بيت، أما الحمامات في بيوت رشيد القديمة، فأقيمت بأدوار الحريم، الحمام يتكون من مكان الوقود وفيه قدراً من الفخار ودست من النحاس للماء الساخن .
 
وتضم "رشيد" 22 منزلًا أثريا  منهم منزل فرحات، حسيبة غزالي، الامصيلى، عصفور، منزل مكى، منزل القناديلى، منزل الجمل، منزل بسيونى"ويعد منزل الأمصيلى، من أجمل التصميمات التي صممت في رشيد، حيث طابعها الخاص يجذبك حين تقع عليه عيناك، ومالك المنزل هو أحمد الأمصيلي وهو من قادة الجيش العثمانى، وقد بناه عثمان أغا الطوبجى عام 1808 ميلادى، يتميز المنزل بطرازه المعماري الفريد، يعلو الباب لوح خشبي نقشت عليه بالخط البارز أيه "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا". 

دمنهور.. أكبر مجمع حضاري في العالم 

ومن رشيد إلى دمنهور، أو "دما - ن - هور" وتعنى مدينة حورس الفرعونية وكانت تشتهر بكثرة المعابد الفرعونية، وهى إحدى مدن محافظة البحيرة وعاصمتها، يوجد بها أكبر تجمع حضارى في العالم، مرت بعصور عدة منها ما قبل الأسرات، والعصر الفرعونى، البيزنطي، والإسلامى"، بعد الفتح الاسلامي بني فيها عمرو بن العاص ثاني مسجد بعد مسجده في القاهرة، و هو مسجد التوبة.

جامع "التوبة" ثانى مسجد في أفريقيا مقره دمنهور

في وسط مدينة دمنهور تجده واقف شامخًا شاهد على العصر، يحكى تاريخ مدينة وطأت أرضها أقدام هيرودوت والإسكندر وعمرو بن العاص، وصلاح الدين الايوبي ونابليون، ويعد "مسجد التوبة" من أشهر وأقدم المساجد فى مصر وثانى مسجد فى أفريقيا، شيده عمرو بن العاص مع بداية الفتح الإسلامي. المسجد هو تحفة معمارية رائعة، حيث يتميز بطرازه المعماري وزخارفه الإسلامية المختلفة، يضم المسجد نجفة أثرية تزن حوالى طن من النحاس وأعمدة رخامية نادرة بجانب منبره الأثري شديد الدقة والجاذبية.

كنيسة الملاك.. أقدم كنائس مصر

تقع كنيسة الملاك في دمنهور عاصمة الثقافة المصرية القديمة، وتعد الكنيسة من أهم المعالم الدينية القبطية القديمة في مصر، حيث بنيت في القرن الثاني عشر الميلادي، ويوجد بها العديد من المخططات التي لها أثر واسع في الحضارة القبطية، فحين تدخل الكنيسة تشم عبق التاريخ بين جدرانها، تشعر بمدى عراقة طرازها المعماري المميز وأعمدتها الشامخة وحجرة مذبحها التي لم تتغير عبر السنون.  

يمتد تاريخ الكنيسة إلى القرن الثانى عشر الميلادى بالتحديد عام 1047 وهذا وفقا للمراجع التاريخية ومنها خطط المقريزى، حيث شهدت على عصر الاستشهاد ومقاومة الاضطهاد الرومانى للمسيحيين، ودورها الوطنى والفنى الذى يعكس التراث القبطى القديم.
 
تعود مكانة الكنيسة الروحانية إلى أنها شهدت عصر الاستشهاد خاصة استشهاد القديسة رفقة وأولادها الخمسة "أغاثو وبطرس ويوحنا وآمون وآمونة " بعد أن تم تعذيبهم على أيدى الرومان.

سينما وتياترو داخل أوبرا دمنهور التاريخية 

داخل مدينة الثقافة دمنهور تقع أقدم اوبرا تاريخية بنيت عام 1930 في عهد لملك فؤاد الأول وكان اسمها في ذلك الوقت "سينما وتياترو فاروق"، وتغير اسمها أكثر من مرة، فمع قيام ثورة 1952 تغير اسمها إلى "سينما البلدية"، وفي عام 1977 تغير اسمها إلى "سينما النصر الشتوي"، ثم تغير إلى "مسرح وأوبرا دمنهور".

تتكون دار أوبرا دمنهور من ثلاثة أدوار، أما الطابق الأرضي فيوجد فيه الساحة الداخلية وتضم صالة المسرح والدور الثاني يوجد فيه مجموعة من اللوحات التاريخية، أما الدور الثالث فيحتوى على مدرج يسمى البلكون، قدمت دار أوبرا دمنهور العديد من حفلات الموسيقى العربية والعروض العالمية المتنوعة.
 
رشيد
رشيد

 

مسجد ابو مندور

مسجد ابو مندور

 

 

 

الأربايسك
الأربايسك

 

 

أبواب بيت الأمصيلي الأثرى
أبواب بيت الأمصيلي الأثرى

 

 

الحجر الأحمر والأسود واحد بيت الأمصيلي
الحجر الأحمر والأسود واحد بيت الأمصيلي

 

كنيسة الملاك من الداخل  (2)
كنيسة الملاك من الداخل (2)

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة