سيدة الحديد والنار.. أم سارة عملت بالحدادة لمساعدة 8 شقيقات لإكمال تعليمهن

السبت، 09 أكتوبر 2021 04:00 م
سيدة الحديد والنار.. أم سارة عملت بالحدادة لمساعدة 8 شقيقات لإكمال تعليمهن سيدة الحديد والنار
كتب أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منزل بسيط في قرية بنى غازى التابعة لمحافظة كفر الشيخ لا يلفت الأنظار، فهو لا يختلف عن أغلب المساكن المجاورة له، ولكنه يتميز بوجود قصة من قصص كفاح الأمهات والسيدات اللاتي يعملن في أصعب المهن من أجل مساعدة أولادهن، والعبور بهم للأمان، خاصة بعد أن أصبحت العائل الوحيد لأسرتها في ظل معاناة زوجها من متاعب صحية، فاختارت بكل إرادتها النزول لسوق العمل في مهنة "يفر منها العشرات من الرجال" بحسب وصفها وهى مهنة الحدادة لتكون هي السند والأمان لأسرتها جميعا برغم معاناتها. 
 
 
الحاجة أم سارة، كما تعرف بين جيرانها أهالي القرية والتي ولدت لأب يعمل في نفس المهنة "الحدادة" و8 شقيقات جميعهن في مراحل التعليم المختلفة، ولكنها اختارت هي بإرادتها الحرة العمل في مهنة الحدادة لتساعد والدها نظرا لتعلقها الشديد ورغبتها في مساعدته بعد تقدمه في العمر ومساعدة شقيقاتها في إكمال دراستهن. 
 
وتقول أم سارة: "تركت الدراسة بإرادتي لمساعدة والدى حيث لم يكن له ولد يعمل على مساعدته، وهو ما رفضه والدى في البداية، خاصة وأن الحدادة مهنة شاقة ورغبته في إكمال تعليمى، ولكنه تراجع بعد إصراري  وعمل على تعليمى المهنة وإتقنتها بسرعة  شديدة، وكان والدى سعيدا بذلك، خاصة بعد قدرتى على تحمل العمل وأداء كافة الأعمال وهوما كان يعبر بقوله: "أنا ما جبتش ولد بس إنتى عوضتينى"  وهى الجملة التي كان يرددها دائما، خاصة أمام أقربائه وبعض أهالى القرية الذين أبدوا اعتراضهم على عملى في الحدادة، معللين ذلك بأن مهنة تتعارض مع طبيعة السيدات ولكنه كان يرد عليهم بقوله: "أنا عندى بنت صحيح بس بـ100 راجل".
 
 وتابعت: "تركت المهنة بعد وفاة والدى وزواجى ولكنى عدت للمهنة مرة أخرى خاصة بعد عدم قدرة على العمل  وعودته من أحد البلاد العربية التي كان يعمل نتيجة مرضه  فقمت على الفور بإيجار أحد المحلات المجاورة للمنزل  وعدت لمهنتى القديمة " الحدادة" مكن أجل مساعدته في الإنفاق على المنزل ومصاريف المعيشة و نفقات التعليم: "قولتله ما يهمكش إيدى في إيدك ومالكش دعوة بكلام الناس لازم أساعدك وأقف جنبك"، وبالفعل عدت لمهنة الحدادة واستطعت تدبير أمور المنزل والإنفاق على أبنائى في التعليم وكنت على وشك أداء العمرة  بعد أن تمكنت من ادخار مبلغ ولكننى خصصته من أجل زواج ابنتى، واخترت "أستر بنتى" وسمعت أن تزويج البنات يعادل 7 حجات وعلى يقين بأن الله سيرزقنى الحج في يوم ما". 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة