قبل عدة سنوات كانت سناء أبو الفتوح بعمر السادسة عشر من عمرها وتم زواجها بطريقة تقليدية لأحد الأشخاص ويعمل مساعد فى صالون "حلاقة" وتم السكن فى بيت والدته المسنة وكان يقوم بالإنفاق على زوجته ووالدته المسنة من عمله بهذا الصالون ولكن مع مرور السنوات ووجود عدد الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة بدأ وضح عدم تناسب الدخل الذى يحصل عليه 100 جنيه مع نفقاته اليومية خاصة وأن أبنه الأكبر فى أحمد المعاهد الخاصة ويتكلف 7 آلاف جنيه فى العام الدراسى الواحد بجانب وجود أبنة فى المرحلة الثانوية والأخير يعانى من متاعب صحية مختلفة ويحتاج لنفقات مرتفعة للعلاج.
ويمكن الاستدلال على الظروف الصعبة التى عايشتها الأسرة من خلال تعبير الزوجة نفسها :"بنتى أتقدم لها عريسين ورفضتهم لعدم القدرة على تكلفة الجهاز ونتيجة لمرور الأسرة بهذه الظروف طلبت من زوجى العمل لمساعدته فى الوفاء بمتطلبات الأسرة من باب المشاركة والإحساس بالمسئولية خاصة وإنه لما يتأخر يوما عن اسعاد أولاده والوفاء باحتياجاتهم ولكن تغير الحال مع اختلاف المراحل العمرية لهم وتنقلهم لمراحل دراسية أكبر". بحسب ما قالته سناء أبو الفتوح الشهيرة بأسطورة المنيب.
وأضافت الزوجة :" فوجئت فى البداية برفض زوجى خروجى للعمل، خوفا على من المشقة، ولكنه استطعت إقناعه بعملى فى بيع الجاتوه الكسر، وهو ما وافق عليه بسبب عملى السابق أحد محلات الحلويات وبالفعل بدأت فى التوجه لأحد المصانع وشراء كمية من الجاتوه وعرضتها على جيرانى، وتم بيعها وبعدها تم تكرار العملية ولكن عرضت الجاتوه على إحدى جروبات.
على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بمنطقة المنيب وتم بيعها أيضا ومع تكرار عملية البيع بدأت شهرتى فى الاتساع خاصة وأننى قمت اعمل على تسليم الطلبات وتوصيلها بالمجان، بسبب احتياجى للأموال، وخوفا من ركود البضاعة التى تتأثر بعامل الوقت ومن الممكن أن تتعرض للتلف.
وتابعت:" لم يكن الأمر سهلا خاصة وأننى كنت أقوم بالتسليم فى مختلف الظروف والتوجه بها لأماكن مختلفة سواء كان حر الشديد أو المطار فى فصل الشتاء لمدة 4 سنوات كاملة، وبسبب طول المدة وتكرارها لفت هذا الأمر نظر مالك أحد المحال الشهيرة بمنطقة المنيب، ويعمل فى بيع عصير القصب وعرض على تخصيص مكان لى بالمجان لتسليم الطلبات للعملاء للتخفيف على خاصة، وإنه كان يشاهدنى انتظر بالساعات انتظر وقوفا فى الشارع وأنا احمل عدة كراتين بها الطلبات على يدى.
نتيجة الإرهاق والمعاناة التى شعرت بها على مدار 4 سنوات، بسبب الانتظار فى الشارع، واكتشاف أن هناك العديد من السيدات يخرجن للعمل للتغلب على ظروفهم الصعبة سعت إلى تجميعهن وتكوين ما يشبه بالسوق فى مكان واحد توفيرا للمشقة، وهو ما عبرت عنها بقولها :" رغبت فى مساعدة السيدات الأخريات، والتضامن معهن حتى لا يواجهن ما واجهته من صعوبات، بسبب البيع فى الشارع وبالفعل قمت بتجميع عدد من السيدات.
وبدأت فى البداية بـ5 سيدات وتم زيادة العدد كل فترة وصولا إلى 36 سيدة يعملن جميعا فى أنشطة مختلفة، وكلهن يعملن بهدف مساعدة أسرهن فى التغلب على الظروف الصعبة والبحث عن مكان لعرض المنتجات، وتكوين ما يشبه بالمعرض أو السوق، ولكن بتوافر عامل الأمان، خاصة وأن كل المتواجدات سيدات.
وتقول كل ما نحلم به هو توفير مكان لعرض منتجاتنا يكفينا شرا العودة للشارع مرة أخرى، وأن يكون ايجاره فى متناول اليد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة