يراهن الكثير من الخبراء على أن الزراعة المائية، فوق أسطح المنازل هي البديل لتعويض الفاقد من إنتاج المحاصيل الزراعية التي تم هدرها بعد تسلل البناء للدلتا، وإمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطنين من الغذاء النظيف الخالى من المبيدات والكيماويات مع إمكانية الاتجاه للزراعات المطلوب تصديرها لزيادة الدخل القومى، كما يميز هذه التجربة سهولتها في التنفيذ بأقل رأس مال ممكن وباستخدام خامات التدوير من مواسير وزجاجات ماء وغيرها مما يساعد على خفض التكلفة بشكل كبير بالإضافة إلى ما تحققه من مظهر حضارى يغير معالم "الكراكيب والمهملات" فو ق سطح بيتك.
وفى البداية، تقول الباحثة الزراعية الدكتورة نجوى محمود، إن الزراعة المائية فوق أسطح المنازل تبدأ بزراعة المواسير سواء كانت مربعة أو دائرية الشكل تحت صوبة صغيرة، ويمكن عمل مساحات صغيرة من 10 أمتار إلى 15 و20 مترا فوق سطح المنزل أو حتى بلكونة المنزل، واستطيع استغلال أى مساحة ممكنة، والميزة عندنا في استخدام الزراعة المائية بالمواسير، هى التكثيف أو الاستخدام الأمثل لوحدة المساحة، والمتر الواحد الطولى يأخذ 5 نباتات وفى بعض أنظمته يحمل من 20 لـ25 نباتا ويصل في أخرى لـ45 و100 نبات، وتصل التكلفة المبدئية لعمل 5 أمتار بنظام طولى "النظام الراسى" حوالى ألفين جنيه لـ50 نبات، وبالوصول لـ10 أمتار ممكن ابدأ بـ10 آلاف جنيه بمكسب من 2000 إلى 2500 جنيه لكل عروة خلال 3 أشهر، وهناك أيضا النظام الأفقى والنظام الهرمى، والميزة الكبرى في هذا النظام هو الحصول على محاصيل نظيفة خالية من المبيدات.
ويضيف المهندس الزراعى عاطف ياسين الصعيدى، إن الهدف من هذا النوع من الزراعة هو الحصول على نباتات نظيفة خالية من أى سموم أو كيماويات، والفكرة بسيطة أى سطح أو بلكونة يمكن زراعتها في مواسير، ويتم وصلهم بموتور صغير 100 وات ومعه تايمر أتوماتيك لتنظيم رى المياه، ويمكن زراعة الكثير من النباتات مثل الخس والبقدونس والكزبرة التي يحتاجها سيدات البيوت، ويمكن عمل المواسير على حائط المطبخ وفى الأسطح بدلا من الكراكيب وغيرها، ومنها يمكن إعادة التدوير من خلال لمواسير وزجاجات المياه، وممكن نبتدى بـ28 نبات بتكلفة بسيطة 500 جنيه بدلا من زرعها على ترابيزات، والتقاوى سعرها بسيط مع المحاليل والكيلو من 15 لـ20 جنيها بحسب النبات.
ويؤكد أن زراعة الأسطح من المشاريع القومية المطلوبة خصوصا لعلاج مشكلة البناء على الأراضى الزراعية، ويضيف أنه في قلب الدلتا حاليا يوجد مليون فدان تم بنائهم في الفترة من عام 1984 إلى عام 2006 بمعدل 32 ألف فدان في السنة، وكلها مستقرة وبها ناس صعب إزالتهم والحل الوحيد العملى هو زراعة الأسطح، وحاليا نعمل على إيجاد ارخص نموذج لهذه الزراعات باقتصاديات عالية ، والعمل على سهولة تشغيلها لأى فرد ، وهو واجب قومى لأن مساحة الأسطح على مستوى الدلتا وكل الأراضي كبير جدا وبالتالي يمكن استرجاع ما فقدناه من أرض زراعية ، ومعظمها محاصيل عالية القيمة ويفضل الاتجاه لما يمكن تصديره لزيادة الدخل القومى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة