قرأت لك.. "ذكريات" ما قاله حسن حنفى عن سيرة حياته

الخميس، 28 أكتوبر 2021 07:00 ص
قرأت لك.. "ذكريات" ما قاله حسن حنفى عن سيرة حياته ذكريات
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحل منذ أيام المفكر الكبير حسن حنفى (1935- 2021) وخلف لنا مشروعا فكريا متماسكا وقويا، يمكن الاعتماد عليه فى المضى قدما فى مناقشة العديد من الموضوعات، وكانت آخر كتب حسن حنفى سيرته الذاته التى نشرها تحت عنوان "ذكريات"، فما الذى قاله عنها فى مقدمة الكتاب؟

 

يقول الدكتور حسن حنفى:

"الذكريات" ما تَبقَّى من السيرة الذاتية، هى ما رَسَخ فى الذاكرة، ولم يَطوِه النسيان، أمَّا السيرة الذاتية فهو سِجلٌّ لتاريخ حياةٍ، يمكن أن يتم عن طريق شريط تسجيلٍ، لا حياة فيها، يعتمد على التوثيق والتنسيق والاختيار، ما يدخل فى السيرة وما لا يدخل، الحَيرة بين الذاتى والموضوعي، رؤية سِجِل الذاتية الشعورية أو اللاشعورية، الرسالة التى يُريد أن يُوصلها للناس. أمَّا "يوميات" فهو اللفظ الذى استعمله جابريل مارسيل فى "يوميات ميتافيزيقية"، وعثمان أمين فى جزء من "الجوانية".

والعنوان "ذكريات" ليس ذكرياتى حتى أُضفى طابعَ الموضوعية عليها؛ فالعصر يتكلم من خلالي، هموم الفكر والوطن.

وتتداعى الذكريات بطريقتَين: الأولى زمنيًّا، من الطفولة الأولى حتى الشيخوخة الأخيرة فى مَراحلَ زمنيةٍ تُميِّزها مَراحلُ التعليم أو الأسفار أو النضال السياسى على النحو الآتي:

(١)الطفولة: الكُتَّاب، المدارس الأولية والابتدائية والثانوية (١٩٣٥–١٩٥٢م).

(٢)التعليم الجامعى (١٩٥٢–١٩٥٦م).

(٣)السفر إلى فرنسا (١٩٥٦–١٩٦٦م).

(٤)الأستاذ الجامعى (١٩٦٦–١٩٧١م).

(٥)السفر إلى أمريكا (١٩٧١–١٩٧٥م).

(٦)إعادة إشهار الجمعية الفلسفية المصرية ومقاومة الانقلاب على الناصرية (١٩٧٦–١٩٨٢م).

(٧)التدريس فى المغرب والبحث الدولى فى اليابان (١٩٨٢–١٩٨٧م).

(٨)رئاسة القسم ومحاولة تكوين مدارس فكرية (١٩٨٧–١٩٩٥م).

(٩)"التراث والتجديد" وأحزان خريف العمر (١٩٩٦–٢٠١١م).

(١٠)الثورة المصرية، والربيع العربى (٢٠١١–٢٠١٨م).

(١١)كل نفسٍ ذائقةُ الموت (٢٠١٨م–…).

والطريقة الثانية، التقسيم الموضوعى للذكريات، مثل: الجامعة، السياسة، الاستبداد، الدين، الفن، الوطن، الهزيمة والنصر، القومية العربية، الحب. وعَيبُ هذه الطريقة تجاوُزُ التطوُّر الزماني، وتقطيعُ التجربة الذاتية عَبْر مَسار العُمر لمعرفة مدى نُضجها وكأنَّ صاحبها قد مات. هذه الطريقة أَشبَه بالجسد الحى الذى يُقطَّع بعد الذبح حِرصًا على الأجزاء، وليس خوفًا على الحياة. قد تُفيد تعليميًّا، ولكنها تقضى على الحياة العُضوية للجسد. كما تبدو هذه الطريقة وكأنها تأليفٌ فى عدة موضوعاتٍ مُتناثرة، وفى هذه الحالة تقضى على مَوضوعيَّتها وعِلميَّتها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة