حازم صلاح الدين

رحلة صعود محمد صلاح (7).. حلم ليفربول وكسر نحس المونديال

الأحد، 24 أكتوبر 2021 09:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في المحطات السابقة مع رحلة صعود نجمنا العالمى محمد صلاح، تحدثنا عن تفاصيل ضياع حلم ابن مصر في التأهل لكأس العام 2014، وانتهاء صلته بتشيلسي سريعا وانتقاله للدوري الإيطالي والتألق الكبير مع روما، مما جعله يدق أبواب العودة من جديد إلى الدوري الإنجليزي، لكن هذه المرة عبر ليفربول "حلم الطفولة".

(المحطة السابعة)

في محطة اليوم نتحدث عن كواليس عودته إلى الدوري الإنجليزي والتألق الكبير مع ليفربول حتى أصبح أيقونة تتربع في قلوب جماهير الريدز، بالإضافة إلى قيادته منتخب الفراعنة للتأهل إلى مونديال روسيا بعد غياب 28 عاما.

قبل 14 يناير 2017، شد المنتخب المصرى الأول لكرة القدم بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر الرحال إلى الجابون للمشاركة فى كأس الأمم الإفريقية، وأكثر المتفائلين خلال هذه الفترة يتوقع فقط عبور منتخب الفراعنة للدور الأول، خصوصا أنه صعد لأول مرة بعد غياب دام 3 دورات متتالية، وبالفعل لم يطلب اتحاد الكرة من الجهاز الفنى المنافسة على اللقب لأن كل الآمال تنصب في هذه المرحلة نحو الهدف الأكبر وهو التأهل لمونديال روسيا 2018.

انطلقت بطولة الأمم الإفريقية بالجابون، وتألق المنتخب الوطنى بشدة وتأهل للدور التالي، حتى ضرب موعداً فيما بعد مع الكاميرون في النهائي، وظن الجميع أن الحظ عاد لأبناء النيل بعد أن أحرز محمد النني هدف التقدم في الشوط الأول، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وعادت الأسود الكاميرونية من بعيد، وأحرزوا هدفين بالشوط الثاني، وخطفوا اللقب من الفراعنة، ودخل اللاعبون في نوبة بكاء حزناً، إلا أن سعادة الجماهير بما قدمه محمد صلاح مع كتيبة زملائه خفف حالة الحزن.

"منتخب باصى لصلاح"، هذه جملة أرفضها جملة وتفصيلاً، خصوصاً أنني لا أمثل منتخب بلادي بمفردي، فهناك لاعبون يجيدون أكثر مني، فأنا مش برجع أقطع الكرة وأوصل بيها لمرمى الخصم، وأحرز الهدف.. كل لاعب له دور وبيقوم بيه على أكمل وجه".. كان ذلك تعليق صلاح بسبب انتشار تلك المقولة وقتها.

كانت المفاجأة الكبرى لدى وصول المنتخب إلى القاهرة استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم، حيث أشاد بروحهم القتالية والظهور بشكل مشرف طوال أحداث البطولة، وهنا انتهى دور صلاح مؤقتاً مع المنتخب ليعود إلى رحلة التألق مع روما، وبعد عدة أشهر ومع فتح باب الانتقالات الصيفية، دخل ليفربول في مفاوضات جادة وحاسمة مع روما للتعاقد مع الفرعون، وبالفعل تمت الصفقة بنجاح، وتم الإعلان عودته إلى الدوري الإنجليزي ولكن هذه المرة عبر بوابة الريدز مقابل 42 مليون يورو، وذلك في يوليو 2017.

"سعادتي لا توصف باليوم الأول بعد التوقيع مع ليفربول، واستقبال جمهوره الحافل لي، وعندما تحدثت مع يورجن كلوب المدير الفنى للفريق شعرت براحة كبيرة للتعامل معه، وبالفعل تأكدت مشاعري بعد التعامل معه تدريجياً في التدريبات والمباريات، فقد منحني ثقة كبيرة، جعلتني قادراً على التألق وإثبات قدراتي وأحقيتي باللعب داخل الدوري الإنجليزي".. كان هذا تعليق صلاح في تصريحات إعلامية سابقة على صفقة الانتقال إلى الريدز.

محمد صلاح لم يأخذ وقتا طويلا حتى اقتحم قلوب جماهير ليفربول، منذ أن وضع قدميه في ملعب الأنفيلد، ومع تألقه في المباريات وإحرازه الأهداف المتتالية مع انطلاق مسابقة الدوري الإنجليزي، زادت مساحة حب الجمهور له، حتى أصبح أيقونة تتربع على عرش قلوبهم، ولعبت أخلاقه العالية وتواضعه دوراً كبيراً للوصول إلى هذه المكانة.

محمد صلاح تحدث عن تلك الفترة قائلاً: "تأقلمت سريعاً على الحياة في ليفربول، ومع زملائي بالفريق، إلا أنني من النوعية التي لا تحب الخروج كثيراً من المنزل، فبعد الانتهاء من التدريبات أو المباريات، استغل هذا الوقت للبقاء مع أسرتي وخروجنا يكون في أضيق الحدود، فأنا أعشق اللعب مع ابنتي مكة، كما أستمتع بالقراءة، وأحب مشاهدة الأفلام الكوميدية".

العودة مجدداً إلى صفوف المنتخب الوطنى، ولكن هذه المرة للمشاركة في موقعة حلم الصعود إلى مونديال روسيا 2018، حين يستضيف الفراعنة الكونغو على إستاد "برج العرب" بالإسكندرية، وذلك بعد أن منحت أوغندا مصر فرصة ذهبية بعد تعادلها مع غانا، إذ أصبح الفوز بأي نتيجة يعنى التأهل رسمياً دون النظر للمواجهة الأخيرة أمام "النجوم السوداء"، وأحرز المنتخب المصري هدفاً مبكراً في مرمي الكونغو وبدأت الجماهير تحتفل في المدرجات، ولكن وفي مشهد دراماتيكي تمكن الضيوف من إدراك هدف التعادل في الوقت القاتل، ليكسو الحزن والبكاء وجوه الجماهير، إلا أن صلاح أحرز هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من ضربة جزاء، لتنطلق الفرحة من جديد في كل أنحاء مصر احتفالاً بتحقيق حلم الصعود للمونديال بعد غياب 28 عامًا.

محمد صلاح علق على هذه الواقعة وقتها قائلاً: "فجأة سقطت على الأرض عقب هدف التعادل الذي أحرزه الكونغو، فبعد أن نظرت إلى حكم الراية على أمل أن يحتسبها تسلل ووجدته احتسبها هدف، ثم نظرت لساعة الملعب وجدت أن الدقيقة 89، فلم أتمالك نفسي من الحزن وكأن مشهد ما حدث في كوماسي سيتكرر والنحس سيظل ملازمنا بعدم التأهل للمونديال، وقلت بعدها مازال أمامنا 3 أو 4 دقائق على الأقل فقمت على الفور بتشجيع زملائي وتحميس الجماهير، وبدأنا نلعب مجدداً حتى حصلنا على ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وتقرر أنني الذي سأقوم بتسديد الضربة وفجأة وأنا أمسك الكرة افتكرت عصام الحضرى، خصوصاً أنه أثناء التدريب على ركلات الجزاء قبل المباراة تصدى لكل الضربات التي سددتها، فقلت سوف أنتظر على الحضري هذه المرة كنوع من التشجيع وتخفيف الضغط العصبي قبل مواجهة حارس الكونغو وبالفعل ربنا أكرمني وسجلت هدف التأهل".

فلاش باك.. قبل المباراة مباشرة، كان جميع اللاعبين يقرأون الفاتحة قبل نزول الملعب وفجأة لم يجدوا صلاح، حيث خرج للحديث مع والدته يطالبها بالدعاء، وكأن باب السماء مفتوحاً، وكان سبب رئيسياً في تأهلنا للمونديال.

"شكراً ياصلاح لأنك فرحت المصريين".. كان هذا ملخص ماقاله الرئيس السيسي أثناء استقباله بعثة المنتخب الوطنى بعد التأهل للمونديال لتكريمهم، وقال لكل اللاعبين:"شرفتونا وأكرمتونا.. بسجل احترامي وتقديري ليكوا كلكوا.. شوفتوا أنتوا عملتوا في قلوب 100 مليون مصرى إيه.. كل الناس فرحانة بيكوا.. كل حاجة حلوة المصريين بتعملها بتفرح الشعب".

بعد نهاية الأفراح بصعود منتخب مصر لمونديال روسيا.. عاد محمد صلاح مجدداً إلى ليفربول لمواصلة مسلسل التألق الذي يستمر حلقاته، حتى أصبحت جماهير الريدز تخترع يومياً طرق جديدة للاحتفال بالفرعون من خلال تأليف أغاني خاصة به أو رسم صوره على وجوههم وغيرها من الطرق الأخرى، حتى ظهرت أغنية "مو صلاح" التي انتشرت بسرعة الصاروخ وباتت تلاحقه في كل مكان حين وجد.

وهنا في مصر حين تتجول في الشوارع أثناء مبارياته مع ليفربول تجد المقاهى ترفع شعار "كامل العدد" وارتفاع أصوات التشجيع التي تهز جدران البيوت مع كل هدف يحرزه، وانتشرت صور صلاح على الجدران والحوائط فى كل الشوارع والحوارى قبل انطلاق كأس العالم في روسيا، وشهدت الشوارع والمحال غزوة  فانوس محمد صلاح قبل حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما منحه طاقة كبيرة للتألق أكثر وأكثر حتى حصد ثماره بالتتويج بكل الجوائز الفردية بالدوري الإنجليزي خلال أول مواسمه والتي وصلت إلى 34 جائزة تقريباً على رأسها طبعاً أفضل لاعب، بالإضافة إلى جائزة الحذاء الذهبي كهداف للبريميرليج، وكانت الجائزة الأبرز أيضاً هي حصول على لقب جائزة أفضل لاعب داخل قارة أفريقيا.

"حينما أسمع أغاني جماهير ليفربول لي، أشعر بسعادة كبيرة، وأغنية مو صلاح رائعة جداً وتعجبنى كثيراً.. وفى بعض الأوقات أجد زملائى يغنونها وهو جعلني أفكر فعليا في الاستمرار مع الفريق، ورفض أية عروض ستأتي لي خلال الانتقالات الصيفية، كما أن الجوائز التي حصدتها كلها سواء مع المنتخب أو النادي يعود الفضل فيها إلى تعاون كل زملائي معي".. كان هذا تعليق ابن مصر على أول موسم له مع ليفربول.

فعليا، محمد صلاح كان ذكيًّا جدًّا، حين تحدى نفسه والجميع وعاد للدورى الإنجليزي مرة أخرى عبر بوابة ليفربول رغم تجربته الأولى غير المرضية مع تشيلسى، ومناداة البعض بعدم العودة للبرليميرليج، لكنه كسب التحدي وأثبت للعالم كله أنه نجم يسطع فى عالم الكرة العالمية، وكان المشهد الختامي للفرعون في آخر مباراة له بالدوري الإنجليزي أمام برايتون "مسك الختام" رائعاً، بعد أن خطفت ابنته مكة الأنظار على هامش احتفال والدها بلقب جائزة "الحذاء الذهبي"، حيث تجولت داخل أرض الملعب، وقامت بلعب الكرة بقدمها اليسرى وسط صياح وهتافات من الجمهور.

أحلام صلاح لم تتوقف عند هذه المحطة، فقد أثير بعدها الكثير من الجدل حول بقائه فى الدورى الإنجليزى، أو الانتقال للعب فى الدورى الإسبانى عبر بوابة برشلونة أو ريال مدريد، بعدما تردد عن دخوله دائرة اهتمامتهم بقوة، وهو ما سنتحدث عنه في الحلقة المقبلة، بالإضافة إلى رصد رحلة إنجازاته وبطولاته مع ليفربول.. وما زالت للحكاية بقية










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة