ملحمة الـ 15 ساعة.. 150 رجل إطفاء نجحوا فى إخماد حريق "الزرايب".. تعاون الأهالى مع رجال الحماية منع حدوث كارثة وصول النيران للزراعات والبيوت.. إسعاف 10 حالات اختناق.. و50 عربة إطفاء شاركت فى الملحمة

الجمعة، 01 أكتوبر 2021 03:30 م
ملحمة الـ 15 ساعة.. 150 رجل إطفاء نجحوا فى إخماد حريق "الزرايب".. تعاون الأهالى مع رجال الحماية منع حدوث كارثة وصول النيران للزراعات والبيوت.. إسعاف 10 حالات اختناق.. و50 عربة إطفاء شاركت فى الملحمة جانب من موقع الحريق
كتب علاء رضوان - عبد الرحمن سيد - كريم صبحي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في تمام الثامنة والنصف مساء أمس الخميس، دوت سارينة إنذار تبدلت معها الأجواء داخل مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، وذلك بعد ورود بلاغ تلقاه المسؤولون بغرفة العمليات بنشوب حريق هائل في منطقة "الزرايب" التابعة لقرية البراجيل بدائرة قسم أوسيم – جنوب الجيزة.

في غضون 7 دقائق، وصلت 15 سيارة إطفاء تباعا إلى موقع الحريق الهائل حيث لم يحتج قائدو السيارات لدليل يرشدهم إلى وجهتهم، نتيجة وجود سحابة سوداء، وأدخنة كثيفة، وألسنة لهب، على ارتفاع أمتار كانت كافية ليدرك رجال الإطفاء أنهم بصدد مهمة ليست بالسهلة أو اليسيرة، فضلاَ عن صراخ أهالي منطقة "الزرايب" بالكامل، ومن هنا بدأت ملحمة الـ 15 ساعة ليس لرجال الحماية المدنية فقط بل من الأهالي الذين سبقوهم في تلك الملحمة.  

1c22768e-686f-4616-be3e-2f2a3e5d4cc8

كيف بدأت الملحمة؟

 

بعد دقائق انتقل اللواء جابر بهاء مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة لتفقد موقع الحريق من الجهات الأربعة ليقف على طبيعة الموقف وتحديد مصدر النيران داخل منطقة "الزرايب"، وذلك على رأس قوة مكبرة من الدفاع المدني، وعند وصولهم تم الاستعانة بمكبرات الصوت لإبعاد الأهالي من "رجال وشيوخ ونساء وأطفال" من موقع الحادث، وتم فرض كردون أمني، حيث كان الأهالي يحاولون اخماد الحريق بأنفسهم وأرواحهم.

بمجرد وصول رجال الحماية المدنية لموقع الحادث كانت تسود حالة من الذعر والقلق الشديد بين سكان المنطقة نتيجة سماع أصوات انفجار متتالية مصدرها عدد من "العشش" وسط ارتفاع ألسنة النيران وتصاعد كثيف للأدخنة التي شكلت سحابة سوداء غطت سماء المنطقة، فكانت مكبرات الصوت وعمل رجال الحماية المدنية الدؤوب المصدر الأساسي لاطمئنان الأهالي.   

3ed27d0f-6cb2-4445-be90-bf8578519ae9

الحريق يخمد ويشتعل أكثر من مرة

فى تلك الأثناء تمكن رجال الحماية المدنية من إخماد الحريق الذي استمر في بدايته ساعة ونصف، ذلك الحريق الذي شب فى إحدى "العشش" ونتيجة الرياح والهواء باعتبار المنطقة زراعية امتدت ألسنة اللهب الى بقية "العشش" الأخرى المتاخمة بالمخلفات والقمامة والخردة التي ساعدت على اشتعال النيران بصورة كبيرة، إلا أنه بعد إخماد الحريق بعد ساعة ونصف اشتعلت مرة أخرى لأكثر من مرة، وهنا بدأت المرحلة الثانية من الملحمة.

يقول "شنودة صبحى"، أحد تجار الخردة بالمنطقة، أن الحريق تسبب فى خسائر كبيرة، بسبب احتراق الخردة والمخلفات والقمامة، حيث تعتبر تلك المنطقة من أكثر المناطق رواجاَ في تجارة الخردة - واصفا إياها بـ"بيزنس الخردة" – وليست منطقة عشوائية ليس لها قيمة كما يظن البعض أو يطلق عليها آخرين، مؤكداَ إن الحريق اندلع في كمية صغيرة من القمامة، وسرعان ما اشتعلت النيران بشكل ضخم في المكان بفضل سرعة الرياح والتهمت كميات كبيرة من القمامة وزجاجات المياه وانابيب الغاز كانت في موقع الحريق، ويقوم رجال الحماية المدنية بعمليات تبريد لمنع تجدد الحريق مرة أخرى.  

421b41b7-d7c6-4147-b5d4-c6af2bcd78d0

معدن المصرى يظهر وقت الشدائد

وبحسب "صبحى" في تصريح لـ"اليوم السابع" رجال الحماية المدنية بمساعدة أهالي "الزرايب" قاموا بملحمة تاريخية ليس فقط بإخماد الحريق، ولكن بمنع وصول الحريق إلى الزراعات المجاورة لموقع الحريق، حيث أن الزراعات ملتصق بها المباني والمنازل وحال وصول ألسنة النيران لتلك الزراعات لوقعت الكارثة وسقط عشرات الوفيات، وردد قائلاَ: "ولكن الله سلم، ونجح الأهالي في منع وقوع كارثة محققة".

ووفقا لـ"صبحى": الحادث ظهر فيه معدن المصري الحقيقي حيث وقف المسلم إلى جانب المسيحي إلى جانب رجال الحماية المدنية بكل "الرتب" لا فرق بين رتبة كبيرة وصغيرة، وأخر يخدم في الحماية المدنية، فالكل كان يبذل قصارى جهده لإخماد الحريق حتى وصل الأمر لوصول العديد من أهالي أوسيم لموقع الحادث لمساعدة إخوانهم ونجدتهم حتى الأطفال والسيدات والشيوخ لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل مدوا يد العون لإخوانهم وأهاليهم.  

10856750-f776-4ed2-94f2-5366a42d2489

اختناق 10 أشخاص واسعافهم

وفى السياق ذاته – يقول أحد رجال الحماية المدنية – رفض ذكر اسمه – تم الدفع أولاَ بـ 15 سيارة إطفاء بموقع الحادث، إلا أنها لم تكف لعمليات الإطفاء، فكانت تعود لمليء المياه وترجع لموقع الحريق مرة أخرى حوالي 45 مرة حتى أصبح عدد مرات المليء 50 عربة إطفاء، مؤكداَ أن أهالي منطقة "الزرايب" وقفوا وقفة مشرفة مع رجال الحماية المدنية كانت سببا في منع وقوع كارثة، وعلى الرغم من وقوع أكثر من 10 حالات اختناق إلا أنه تم اسعافهم في الحال وغادروا موقع الحادث.

وتواصل الجهات المعنية التحقيق في الواقعة للوصول إلى السبب الحقيقى وراء الحريق، حيث كشفت التحقيقات الأولية أنه ليست هناك أي شبهة جنائية للحريق الذي اشتعل منذ أمس في الثامنة مساء حتى السادسة صباح اليوم الجمعة، بعد أن فشل أهالي المنطقة في إخماد الحريق التي كادت أن تصل إلى المناطق الزراعية، ومن ثم منازل الأهالي الموجودة خلف الزراعات، ولكن بسالة قوات الحماية المدنية أنقذت الموقف.  

a33e4f89-1877-4ebe-aa33-4827f72d9695

انتداب المعمل الجنائى

من جانبها، أمرت النيابة بانتداب فريق من خبراء المعمل الجنائي لمعاينة موقع الحريق وحصر لبيان أسباب اندلاعه وموقع بدايته موقع حريق عدد من "العشش" بمنطقة "الزرايب"، لإجراء المعاينة.

قرار النيابة

كلفت النيابة رجال المباحث بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، كما تستمع النيابة إلى أقوال أصحاب "العشش" وشهود العيان بمكان الحريق، للوقوف على أسبابه ومكان بداية اندلاعه.

bc6dd8f3-8829-420b-a85b-a458bbf3732c

وكانت غرفة عمليات شرطة النجدة بالجيزة، تلقت بلاغًا من الأهالى يفيد بنشوب حريق هائل بمنطقة الزرايب بدائرة مركز شرطة أوسيم، وعلى الفور أمر اللواء جابر بهاء مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بالدفع بـ6 سيارات إطفاء لمكان الحريق.

وبالفحص تبين نشوب حريق فى كمية من المخلفات بقرية البراجيل وتحاول الحماية المدنية السيطرة على الحريق، وفرضت قوات الحماية المدنية بالجيزة كردونا أمنيا بمحيط الحريق لمحاصرة النيران ومنع امتدادها وجارى عملية إخماد حريق. 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة