جعفر البرمكى.. هل قتله هارون الرشيد وما علاقته بنكبة البرامكة؟

الجمعة، 29 يناير 2021 08:00 م
جعفر البرمكى.. هل قتله هارون الرشيد وما علاقته بنكبة البرامكة؟ هارون الرشيد
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ1218، على رحيل جعفر البرمكى، وزير الخليفة العباسى هارون الرشيد، والذى وجد مقتولا فيما يعرف تاريخيا بنكبة البرامكة، إذ توفى فى 29 يناير عام 803، وكان صاحب نفوذ كبير لدى "الرشيد"، إلا أنه بعد وفاة الخيزران والدة هارون الرشيد، أصدر الرشيد بعد فترة وجيزة من رحيل الخيزران أمرًا يقضى بإعفاء جعفر البرمكى من حمل خاتم السلطة، موجهًا بذلك أول ضربة إلى عائلة البرامكة للحد من نفوذها.
 
وكان جعفر وسيما أبيض جميلا فصيحا مفوها، أديبا، عذب العبارة، حاتمى السخاء، وكان لعابا غارقًا فى لذات دنياه، ولى نيابة دمشق، فقدمها فى سنة ثمانين ومائة، فكان يستخلف عليها، ويلازم هارون، وكان يقول: إذا أقبلت الدنيا عليك، فأعط، فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت، فأعط فإنها لا تبقى.
 
ووفقا لما جاء فى كتاب "سير أعلام النبلاء" لشمس الدين الذهبى، قال ابن جرير: هاجت العصبية بالشام، وتفاقم الأمر، فاغتم الرشيد، فعقد لجعفر، وقال: إما أن تخرج أو أخرج، فسار فقتل فيهم، وهذبهم، ولم يدع لهم رمحًا ولا قوسًا، فهجم الأمر واستخلف على دمشق عيسى بن المعلى.
 
قال الخطيب: كان جعفر عند الرشيد بحالة لم يشاركه فيها أحد، وجوده أشهر من أن يذكر، وكان من ذوى اللسن والبلاغة، يقال: إنه وقع ليلة بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع، ونظر فى جميعها، فلم يخرج شيئا منها عن موجب الفقه، كان أبوه قد ضمه إلى القاضى أبى يوسف حتى فقه، وعن ثمامة بن أشرس، قال: ما رأيت أبلغ من جعفر البرمكى والمأمون .
 
قيل: اعتذر إلى جعفر رجل، فقال: قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك
 
قال جحظة: حدثنا ميمون بن مهران، حدثنى الرشيدي، حدثنى مهذب حاجب العباس بن محمد - يعنى أخا المنصور - أن العباس نالته إضاقة، فأخرج سفطا فيه جوهر بألف ألف، فحمله إلى جعفر، وقال: أريد عليه خمسمائة ألف، قال: نعم وأخذ السفط فلما رجع العباس إلى داره، وجد السفط قد سبقه ومعه ألف ألف، ودخل جعفر على الرشيد، فخاطبه فى العباس، فأمر له بثلاثمائة ألف دينار.
 
قد اختلف فى سبب مصرع جعفر على أقوال: فقيل: إن جبريل ابن بختيشوع الطبيب قال: إنى لقاعد عند الرشيد، فدخل يحيى بن خالد، وكان يدخل بلا إذن، فسلم، فرد الرشيد ردا ضعيفا، فوجم يحيى، فقال هارون: يا جبريل، يدخل عليك أحد بلا إذن؟ قلت: لا، قال: فما بالنا؟ فوثب يحيى، وقال: قدمنى الله يا أمير المؤمنين قبلك، والله ما هو إلا شيء خصصتنى به، والآن فتبت، فاستحيى الرشيد، وقال: ما أردت ما تكره، ولكن الناس يقولون .
 
وقيل: إن ثمامة قال: أول ما أنكر يحيى بن خالد من أمره أن محمد بن الليث رفع رسالة إلى الرشيد يعظه، وفيها: إن يحيى لا يغنى عنك من الله شيئا، فأوقف الرشيد يحيى على الرسالة، وقال: أتعرف محمد بن الليث؟ قال: نعم، هو متهم على الإسلام، فسجنه، فلما نكبت البرامكة، أحضره، وقال: أتحبني؟ قال: لا والله، قال: أتقول هذا؟ قال: نعم، وضعت فى رجلى القيد، وحلت بينى وبين عيالى بلا ذنب سوى قول حاسد يكيد الإسلام وأهله، ويحب الإلحاد وأهله.. فأطلقه، وقال: أتحبني؟ قال: لا، ولا أبغضك فأمر له بمائة ألف، وقال: أتحبني؟ قال: نعم، قال: انتقم الله ممن ظلمك، فقال الناس فى البرامكة وكثروا.
 
وقيل: إن يحيى دخل بعد على الرشيد، فقال للغلمان: لا تقوموا له، فاربد لون يحيى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة