" شاى مع الموت" قصيدة جديدة لـ الشاعر كريم عبد السلام

الأحد، 24 يناير 2021 02:00 م
" شاى مع الموت" قصيدة جديدة لـ الشاعر كريم عبد السلام كريم عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ننشر قصيدة "شاى مع الموت" للشاعر كريم عبد السلام، والقصيدة نشرت مؤخرا فى مجلة إبداع عدد شهر ديسمبر، وفيها خطاب شعرى موجه إلى الموت، وكريم عبد السلام صدر له 14 ديوانا، وقد أصدر أول دواوينه عام 1993 عن دار أدب الجماهير بالمنصورة تحت عنوان "استئناس الفراغ"، وبعدها توالت الأعمال الشعرية التى حفرت للشاعر مكانته المتميزة فى سياق قصيدة النثر المصرية والعربية "بين رجفة وأخرى" 1996، "باتجاه ليلنا الأصلى" 1997، "فتاة وصبى فى المدافن" 1999، "مريم المرحة" 2004، "نائم فى الجوراسيك بارك" 2006، "قصائد حب إلى ذئبة" 2008، "كتاب الخبز" 2010، "قنابل مسيلة للدموع" 2011، "أكان لازما يا سوزى أن تعتلى صهوة أبى الهول"2014، "مراثى الملاكة من حلب" 2015، وكان رأسى طافيا على النيل " 2017، "ألف ليل وليل" 2019.، و"الوفاة السابعة لصانع الأحلام" 2020.
 

تقول قصيدة "شاى مع الموت"

 ‎بعد أربع محاولات قتل على الطرق السريعة، 

‎لم يكن مستغربا أن يتسلل الموت من تحت الباب 
‎على صورة ثعبان أسود سام
‎لكنى سحقت رأسه بضربة مطرقة 
 
‎ساعات، وأطل كلب عقور من النافذة،  
كان يجاهد للدخول وهو ينبح ولعابه يسيل 
‎والمطرقة نفسها هوت على خطمه 
وردته للشارع الذى جاء منه مذعورا
 
‎كفى
‎كفى ألاعيب
‎واجهنى كالرجال
 
كنت أريد أن أسأله بصدق لماذا يختار لى تلك الميتات الغريبة
‎ما الضيرُ من أزمة قلبية وأنا أحتسى زجاجة بيرة على صوت الموسيقى فى ليلة صيف؟
‎ليس عندى اعتراض على سحب روحى وأنا نائم أحلم بالسير بين حقول البرسيم فى الفجر،
‎غفوة مفاجئة على مكتبى وبين أوراقى 
‎وينتهى الأمر
‎لماذا الحلول المفزعة
‎لماذا الإرهابُ ساعة النهاية
‎لا أريد أن تبدو ملامحى مذعورة لابنتى وهى تقبّل جبينى للمرة الأخيرة
‎ولا أرغب أن تعتقد زوجتى أننى كنت جباناً 
أو أترجاه : "أمهلنى أمهلنى"، وهو يقبض روحى 
............. 
 
 
‎لو أنى أعلم موعد أجلى لأنهيت الأمور بطريقتى،
‎سأذهب لحبيبتى الأولى، 
‎المرأة التى كتبتُ معها عقدىَ السحرى 
‎أن أموت بين ذراعيها وأسنانى فى عنقها
‎هى تعرف الطقوس،
‎من الشموع، إلى بخور المُرّ والتيكيلا
‎وموسيقى راسكولينكوف.
.........
‎"يا جبان 
‎اظهر لى كالرجال"
‎وأخذتنى الحماسة 
‎أريد أن أموت سعيدا كما أحب
‎هذا حقى
‎وفتحتُ الباب لاستقباله
‎لكنه تجاهل الباب المفتوح وعبر ناحيتى من الجدار المصمت
 
لم يكن مثلما تخيلناه 
‎جمجمة ومنجل ضخم وعباءة سوداء
لا،
‎كهل رياضى طويل فى حدود الخمسين
‎ملامح أوربية حادة ونصف ابتسامة واثقة حدّ الغرور
‎ذراعان طويلان
‎تيشرت بولو وجينز أزرق وحذاء كلاركس إنجليزى
‎ينطق العربية بلهجة شامية:
‎ألن تطلب لى مشروبا
‎وجذب كرسيا وجلس بمواجهتى،  لا تفصل بيننا إلا منضدة صغيرة:
"أريد شايا، 
والكلب غير مريح وهو ينظر لى"
 
- أفاعيلك صبيانية
   تلك الحركات التى لا تقتل ولا تترك مهابة للموت
   إلى أين ستودى بك؟
  = "نحن نعمل على سبيل الاحتياط
الأعداد كبيرة
ولن يجدى أن نفصّل ميتةً لكل فرد
نحن الآن نعمل على منطقتكم وإذا ثبت وجود أخطاء فى الآجال، 
سنرد من ظلوا على قيد الحياة،
لن نعدم إخراجاً منطقياً
مثل طبيب شاب استطاع إفاقة مريض بعد توقف القلب،
أو ذلك الذى نهض قبل دفنه
كثيرون نهمس فى آذانهم فيشقون الأكفان ويعودون"
............. 
 
انتبهتُ للكلب الممدد ساكنا فسحبت سكينا وقطعتُ يدَ الموت
نهضتُ بغضب وأنا أشتمه لخبثه ومناوراته
لكنه لم يمتعض لقطع يده
لم ينزف
وسرعان ما نبتت له يدٌ أخرى وهو يبتسم
وركل الكلبَ فاستفاق
ثم نهض واقفا فى مواجهتى :
احتفظْ بيدى،
ضعها إلى جوار كتاب دافنشى فى صدارة المكتبة
إلى أن آتى لأستردها بنفسى
 
وحمل معه كوب الشاى
وخرج من الحائط
.......
و بدأ إيقاع الحمّى






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة