أمي وإن فديتك بحياتي فتلك صغيرة، ولو كان لي ألف حياة لكانت فداكي، حال ابن ضحى بحياته فى سبيل إنقاذ والدته من الموت حرقا، الابن صاحب العقد الرابع من العمر، يقيم بصحبة زوجته وأبنائه بمنزل العائلة، والدته تقيم بشقة بالطابق الثاني، بينما هو وأسرته يقيمون بالطابق الرابع، بأحد شوارع البراجيل فى منطقة البراجيل بمحافظة الجيزة.
وخلال تواجد الابن "سعيد"، بصحبة أسرته، فوجئ باستغاثة وصراخ صادر من الخارج، النار اشتعلت بالعقار، وأحاطت بشقة والدته، حاصرته من مدخل الباب والسلم، ومنعتها من الخروج، لا أحد لديه القدرة على اقتحام النيران المشتعلة بكثافة، والدخول لإنقاذ السيدة المسنة، التى تواجه لحظات مصيرية فى حياتها، النيران واختناق الدخان يقتربون منها.
المنزل الذي شهد الحادث
وسط الأحداث والصراخ، واتصالات الجيران بالحماية المدنية، ومحاولات الإطفاء اليدوية، قرر "سعيد"، المخاطرة فى سبيل إنقاذ والدته، من خلال التسلل عبر بلكونة شقته، والنزول لبلكونة والدته بالطابق الثاني، ورغم تحذير الجيران من فعلته، وخطورتها على حياته، إلا أنه لم يستجب لهم، واضعا أمامه هدفا واحدا، هو إنقاذ والدته المسنة، قبل أن تصل النيران إليها.
أمسك "سعيد" بسور البلكونة محاولا النزول عبرها لشقة والدته، إلا أنه سرعان ما اختل توازنه، وسقط أرضا مصابا بكسور متعددة ونزيف، ليحاول جيرانه إسعافه بنقله إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة.
سيدات يقدمن واجب العزاء فى شهيد التضحية
وصل رجال الحماية المدنية إلى العقار الذى اشتعلت به النيران، وتمكنوا بمساعدة الجيران وأهالى المنطقة، من مساعدة الأم على الخروج، بعد إحداث كسر بالحائط، والسيطرة على الحريق وإخماده، دون إصابات، لتفاجأ الأم بخبر وفاة ابنها، وتصاب بصدمة فور علمها أنه فارق الحياة خلال محاولته إنقاذها من الموت.
عم شهيد التضحية، تحدث لـ"اليوم السابع"، فقال إن "سعيد" متزوج ولديه أبناء صغار، يقيم بمنزل العائلة بصحبة والدته وأشقائه، وأنهم فوجئوا باشتعال النيران بكثافة، ومحاصرة النيران لشقة والدة سعيد فى الطابق الثاني، مشيرا إلى أن مصدر الحريق أو سببه ما زال مجهولا حتى الآن.
عم شهيد التضحية يكشف كواليس الحادث
وقال إن "سعيد" لم ينتظر وصول رجال الحماية المدنية للسيطرة على الحريق، خشية تعرض والدته لاختناق، فسارع محاولا إنقاذها من خلال النزول عبر بلكونة شقته، إلا أنه سقط عقب اختلال توازنه وفارق الحياة.
وأضاف أن الجيران ورجال الحماية المدنية، تمكنوا من مساعدة الأم على الخروج عبر إحداث تكسير بحائط بالشقة، ولم تتعرض لأي إصابات، كما تم إنقاذ باقي أفراد الأسرة المحتجزين، مؤكدا أنه وأفراد العائلة يحتسبون "سعيد" شهيدا عند الله، حيث ضحى بحياته فى سبيل إنقاذ والدته.
عم شهيد التضحية يكشف كواليس الحادث
أكدت تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة، عدم وجود شبهة جنائية، فى مصرع تاجر سقط من الطابق الرابع، خلال محاولته إنقاذ والدته، من حريق اشتعل بسكنهما، ومحاصرة النيران لها، وتوصلت التحريات إلى أنه خلال محاولة التاجر النزول عبر بلكونة شقته بالطابق الرابع، لبلكونة شقة والدته بالطابق الثاني، اختل توازنه، وسقط مفارقا الحياة.
الشارع الذى شهد الحادث
استمع رجال المباحث لأقوال أفراد من أسرة التاجر، وأكدوا أنه سقط أرضا خلال محاولته إنقاذ والدته، بعد أن حاصرت النيران باب شقتها، ومنعتها من الخروج، وتم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لانتداب المعمل الجنائي، لإجراء معاينة، وبيان سبب اشتعال الحريق.
وكان مركز شرطة أوسيم قد تلقى بلاغا يفيد نشوب حريق بعقار فى منطقة البراجيل، انتقل رجال الحماية المدنية إلى محل الواقعة، وتمت محاصرة الحريق وإخماده، وأسفر عن مصرع تاجر فى العقد الرابع من عمره، نتيجة سقوطه من الطابق الرابع.
وكشفت تحريات الرائد محمد مجدى رئيس مباحث مركز أوسيم، والرائد وليد كمال، أن التاجر كان يحاول إنقاذ والدته، واختل توازنه وسقط أرضا، وحاول أفراد أسرته نقله إلى المستشفى لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وأخطر اللواء محمد عبد التواب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وتولت النيابة التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة