لماذا غزا العثمانيون مصر وكيف كانت علاقتهم بالمماليك قبل الاحتلال؟

السبت، 23 يناير 2021 03:53 م
لماذا غزا العثمانيون مصر وكيف كانت علاقتهم بالمماليك قبل الاحتلال؟ صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

504 أعوام مرت على الاحتلال العثمانى لمصر، معارك كثيرة، ودماء عدة روت الأرض المصرية، الخيانة لعبت دورها كعادة العثمانيين، فكان سقوط آخر سلاطين المماليك، السلطان المحبوب طومان باى، لتنطوى صفحة من تاريخ البلاد، وتفتح صفحة أخرى، مليئة بالإهمال وسرقة التراث المصرى، فى عهد بنى عثمان.

واليوم تمر الذكرى 504، على هزيمة الجيش العثمانى بقيادة السلطان سليم الأول لجيش المماليك بقيادة طومان باى بمعركة الريدانية قرب القاهرة وذلك بعد مقاومة عنيفة استمرت عدة أيام.

الأسباب حول دخول غزو العثمانيين لمصر تبدو كثيرة، لكن الأكاذيب أكثر بل وأصبح البعض يتعامل معاها وكأنها حقيقة مؤكدة، لكن صفحات التاريخ حمالة أوجه، ولها صورا كثيرة، والحقيقة وأن تأهت بين تلك الصور لكنها تبقى موجودة تحتاج فقط لمن ينفض عن الغبار لتظهر على السطح وتصبح ساطعة أكثر أمام الأكاذيب الذى يروجها مجاذيب العثمانيين.

الباحث وليد فكرى فى إحدى دراسته تحت عنوان "بداية الاحتلال.. أكاذيب الدعاية العثمانية" تحدث عن أسباب الغزو العثمانى لمصر، وما السبب وراء العداء الذى أظهروا آل عثمان إلى مماليك مصر، وهل حقا جاءوا لإنقاذ المصريين كما يروج البعض، أم أن صراعًا آخر خفى كان وراء تلك الحرب التى لم يكن للمصريين فيها نافة ولا جمل!.

يوضح "فكرى" أنه حتى نهاية عهد الحاكم العثمانى محمد الثاني-الفاتح- كانت العلاقات العثمانية المملوكية طيبة وقوية، إلى حد أن القاهرة زينت لخبر استيلاء العثمانيين على القسطنطينية، واحتفلت بعد ذلك بسنوات مع قرينتها الشامية دمشق، بتكذيب شائعة عن وفاة محمد الفاتح بالطاعون، وكانت المراسلات بين العاهلين المملوكى والعثمانى كلها مودة، والعلاقات تصل أحيانا إلى حد التحالف فى بعض الأمور الأمنية، كإحباط المؤامرات الأوروبية ضد الشرق الإسلامي، وحتى عندما طلب الفاتح من الخليفة العباسى بالقاهرة، أن يمنحه لقب السلطنة- الذى يعد أكبر لقب حاكم للمسلمين بعد الخليفة- لم تهتز تلك الروابط الطيبة، رغم ارتياب المماليك مما قد يكون وراء هذا الطلب.

ولكن بعد وفاة الفاتح، نشب صراع بين ابنيه بايزيد وجِم على العرش، وانتصر الأول وتربع على كرسى الحكم تحت اسم بايزيد الثاني، بينما فر جم إلى القاهرة لاجئًا للسلطان المملوكى قايتباي، الذى كان معروفا بأنه لا يرد مستجيرا به.

وتابع الباحث وليد فكرى، حاول بايزيد أن يقنع قايتباى بتسليمه أخاه المارق، إلا أن السلطان رفض الطلب، أسوة برفضه طلب جِم أن يمده المماليك بقوة تعينه على انتزاع العرش من أخيه، فما كان من جم إلا أن فر من مصر إلى أوروبا، حيث عاش فترة ثم مات بشكل تشوبه شبهة جنائية، ولكن بايزيد لم يغفر للمماليك حمايتهم لأخيه من بطشه.

كانت الحدود العثمانية المملوكية تقع جنوب الأناضول، وعلى تلك الحدود كانت تقوم إمارات تركمانية يخضع بعضها للعثمانيين، بينما يدين البعض الآخر بالولاء للمماليك، فدفع بايزيد تلك الإمارات للتحرش بالحدود المملوكية، بل ومهاجمة الديار الحلبية التى تعد مفتاح الشام.

ولفت "فكرى" إلى أنه جاء رد القاهرة سريعا قويا، فتصدت لتلك التحرشات وقمعت أصحابها فدخلت القوات العثمانية اللعبة بشكل مباشر وصريح، فأرسل قايتباى ثلاث حملات قوية بقيادة قائده القدير الأتابك أزبك، الذى رد العثمانيين على أعقابهم، بل وتوغل فى بلادهم مما اضطرهم للصلح بوساطة حاكم تونس، الذى أقنع الطرفين بأنه لا يجوز أن يحارب المسلم أخاه المسلم.. فعادت العلاقات تتحسن إلى حد تخطيط القسطنطينية والقاهرة لتنفيذ حملة مشتركة لإنقاذ مسلمى الأندلس، إلا أن صراع أبناء بايزيد على خلافة أبيهم وانقلاب سليم على أبيه السلطان بايزيد الثانى حال دون ذلك... وعندما توفى بايزيد فى عهد السلطان قنصوة الغورى أقام هذا الأخير صلاة الغائب على روحه فى مساجد القاهرة وأظهر الحزن والحداد.

لم يكن سليم ليقبل بوجود جار قوى مثل المماليك ملاصق لحدوده، فأخضع الإمارات التركمانية وقتل جده لأمه أمير إمارة "ذى القدر" الحدودية وبدأ التحرك لغزو الشام.

وأوضح كانت الذريعة المعلنة لسليم هى اتهامه السلطان الغورى بالخيانة والتحالف مع الدولة الصفوية الشيعية الناشئة فى فارس والعراق، ولكن حقيقة الأمر أن السلطان المملوكى كان عدوًا للصفويين إلا أنه فضل الوقوف على الحياد فى الصراع العثمانى الصفوى، فاستغل سليم الأول هذا التوجه واستصدر الفتاوى من شيوخ دولته بخروج المماليك عن الملة الإسلامية وأن جهادهم صار واجبا كجهاد الكفار.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة