حين تطئ قدماء "دهب" تلك المدينة السياحية الصغيرة التى تختبئ وسط جبال سيناء، تسمع عن هذا الرجل الخمسينى، الكل يسأل عنه مصرى كان أو أجنبى، يرددون "فين على؟، محدش شاف على؟، هو على ماعداش إنهاردة؟ على؟.. على؟.. على؟.
من هو على؟
اليوم السابع بحث عن هذا الرجل فى كل مكان داخل مدينة دهب السياحية، حتى وصل إليه وكشف عن حقيقته، اسمه على صالح محمد إبراهيم، فى صدفة من عجائب القدر جعلته يقرر العيش فى هذه المدينة الصغيرة، يقول "على": أنه فى عام 1989 كان يعمل فى الأردن، وفى إحدى زيارته لمصر مر على مدينة دهب ترانزيت ليستريح من مشقة السفر، ثم يكمل رحلته إلى مدينة الإسماعيلية مسقط رأسه، ولكن كما تقول الأسطورة "نداهته النداهة" فى تلك المدينة الساحرة فعشقها وعزم على العيش فيها وآلا يتركها حتى مماته.
بدايات الرجل الخمسيني
فى تلك المدينة الصغيرة بديعة الجمال عاش الشاب ذات الـ25 عامًا جذبته مياهها الشفافة الزرقاء، أنها تطل على خليج العقبة وتشتهر بشواطئها البكر الصافية ومواقع الغطس الطبيعية الغنية بالشعاب المرجانية، سحرته، فقرر أن يعمل فى كافة الاعمال المتاحة له حتى لو كانت بسيطة أو متدنية، فكنس الشوارع، وعمل فى نظافة المخيمات والحمامات، عمل فى الحدادة والنجارة والمحارة، كان همه أن يثبت ويبنى نفسه فى بلده بدل من بلاد الغربة.
لماذا الكشرى فى حياة علي
يقول على: " أنا بحب الأكل جدا، وليا نفس فى الطبيخ، ليه ماعملش كشرى وبليلة ومهلبية للسياح والناس اللى عايشه هنا، وبالفعل سألت على أفضل طريقة للكشرى وعرفت أسراره وابتكرت أسرار جديدة فيه عشان يطلع أحلى، كنت ببيع على صنية وألف وأدور فى شوارع دهب وأبيع للسياح والمصرين سواء كان البدو أو اللى جاين من المحافظات، حبوه جدًا وكانوا بيسألوا عليا، ربنا كرمنى واتجوزت وخلفت 4 ولاد، والصنية بقت عربية".
بحبك يا عبيطة سر فى حياة على كشرى
تجدها عربة كشرى صغيرة تسير على مشاية كورنيش دهب، يدفعها "على كشرى" أو "على فيمص" كما يطلق عليه الأجانب هناك، لونها أزرق يشبه جمال الطبيعة الخلابة فى المدينة الساحرة، مكتوب على زجاجها جملة" بحبك ياعبيطة" ولا أحد يعلم من هى تلك العبيطة، هل هى "دهب" وهذه الجملة كناية على أنها تذهب عقول من يأتى إليها من شدة روعتها وإبداع الخلاق فيها، أم هى فتاة اختلط جمالها بالطبيعة الخلابة، ترى من هى العبيطة التى يحبها "علي"؟، تمتلئ العربة بعلب الكشري، ووعاء الصلصة وزجاجة الشطة الحارة، ووعاء البصل المحمر كحبات الذهب، وينادى "على" بصوت عالى "كشرى" ليأتى إليه الجميع يشترى علبة كشرى.
سر حلاوة طعم كشرى على الفيمص
يكمل "على الفيمص" حديثه لليوم السابع قائلًا" اصحى كل يوم الساعة 7 ابدأ الشغل، أقطع البصل وأحمره وبعدين أعمل الصلصة بعد وأجهزها وأكون سالق الحمص وأسويه فيها مع ورق اللورى والحبهان، أنا عندى نوعين من الرز الأول بحمره فى الزيت وبعدين أنزل عليه كمية بسيطة من المكرونة أحمرها وبدين أنزل بالشعرية عليه أديها تقلبتين ولحد ما يتحمر كله فى بعضه، وبعدين أنزل عليه بالرز التانى المنقوع فى الميه مع العدس الأصفر، واحط الملح والميه وأسيبه يستوى، على الجهة التانية أعمل الشطة الحمرا، واسلق المكرونه، سر الكشرى بتاعى فى الصلصة والبصل، وبعد ما أجهز كل شيئ أعبيه وأرصه فى العربية وأقول توكلت عليك يارب".
هشتاج فين على كشرى
ويتابع "صانع الكشرى":أنه هناك العديد من الجروبات على صفحات الفيس بوك أنشأها الأجانب، يتواصلون مع بعضهم للبحث عني،يقول" يكتبون على فين؟ ماعداش عليكم؟ فين الكشرى ياعلي؟ الحمد لله حبونى كلهم وحبوا الكشرى بتاعى، أنا ليا أكثر من 12 ألف صديق أجنبي، فى عشرة بينى وبنهم، أنا بتكلم انجليزى كويس أتعلمت واحدة واحدة الأول كان بالإشارة ودلوقتى بقيت عايش معاهم، أول ما أشوفهم أقولهم الصبح بقولهم" good morning، have a good day، good luck ".
العبيطة اللى بيحبها على كشرى
يقول "على الفيمص": "الرزق زمان كان حلو وكان فى سياحة وناس كتير، ماكنش حد بيبص فى رزق حد، كان الكل راضي، لكن دلوقتى الناس اتغيرت وكله بيبص فى رزق غيره، لكن أنا عن نفسى سعيد بحياتى حققت اللى فى إمكانى احققه، كان نفسى أحقق أكتر من كده عشان ولادى لكن الحمد لله انبى الكبير اتعلم وحصل على ليسانس الحقوق وبيساعدنى فى الكشرى، وابنى الصغير فى ثانوية عامة وجوزت بنت والتانية خلاص هتتجوز، وكله من فضل الله وعربية الكشرى هى كل حياتى مراتى وبنتى والعبيطة اللى بحبها هى وش السعد عليا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة