أكرم القصاص - علا الشافعي

ابن تيمية.. هل آثار الفقيه الراحل الجدل فى عصره وكيف عرفه السلفيون؟

الجمعة، 22 يناير 2021 11:00 م
ابن تيمية.. هل آثار الفقيه الراحل الجدل فى عصره وكيف عرفه السلفيون؟ ابن تيمية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 758 على ميلاد الفقيه الإسلامى الشهير ابن تيمية، إذ ولد فى 22 يناير من عام 1263 ميلادية، وهو أحد الفقهاء التاريخيين المثيرين للجدل فى تاريخ الدعوة الإسلامية، فربما لم يختلف حول فقيه إسلامى مثلما حدث مع هذا الرجل.
 
كثيرون يرونه عالما مجددا وفى الوقت نفسه يراه آخرون صاحب أفكار متطرفة، البعض يرى أنه حاول توضيح تعاليم الدين الصحيح ويصفونه بأسد الدعوة وإمام أئمة السنة، أم كما يصوره البعض بـ"شيوخ الإرهاب" الذى تستقى الجماعات المتطرفة من فتواه قبل أن ترتكب جرائمها فى حق الدين والإنسانية، الأقاويل عن الرجل كثيرة والحقيقة تبدو تائهة بين هذا وذاك، لكن يبقى السؤال هل آثار ابن تيمية الجدل فى عصره أيضا، وكان معروفا، أم أنه كان مجهولا وأعاد السلفيين تسليط الضوء عليه فى عصرنا الحاضر؟
 
بحسب كتاب "ابن تيمية" تأليف محمد يوسف موسى، فأن الفقيه الراحل بلغ من النبوغ أنه تأهل للتدريس والفتوى وهو فى صدر شبابه قبل أن يتم العشرين من عمره، ثم قام بوظائف أبيه العلمية بعد وفاته وله حينئذٍ عشرون سنة أو تزيد قليلًا.
 
ويذكره الشيخ فتح الدين بن سيد الناس، أحد الحفاظ المعروفين، فيقول فى كلام طويل: "كاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، إذا تكلم فى التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى فى الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وروايته، أو حاضر بالنحل والملل لم تر أوسع من نحلته فى ذلك ولا أرفع من درايته".
 
وأكد مؤلف الكتاب أن الشيخ الراحل كان فذا فى عصره، وإمامًا يقتدى به فى حياته وبعد مماته، ونجمًا متألقًا لم يعتره أفول منذ ولد حتى اليوم، لم ير فى عصره مثله ولم ير هو أحدًا مثل نفسه كما قيل عنه بحق من بعض من ترجموا له، وكان وما يزال بحرًا زخَّارًا بالعلم ارتوى منه معاصروه، ويرتوى الناس منه فى كل جيل وزمان ومكان.
 
ويوضح الكتاب أيضا أن ابن تيمية ثم ظهر بآراء شذَّ بها فى رأى معاصريه من الفقهاء والعلماء، فوقفوا دونه فيها ونالوه بالأذى من أجلها، وظاهرهم فى بعض مواقفهم رجال من ذوى الجاه والسلطان.
 
ومن هذه الآراء ما هو فى الفقه، ومنها ما هو فى العقيدة الدينية وعلم الكلام، ومنها ما هو فى التصوف والفلسفة بصفة عامة التى كان يعاديها عداء شديدًا، ومن ذلك، كان خصومه عديدين، وكانت له مواقف كثيرة معهم، ونتج عن هذا ضروب من المحن والشدائد حاقت به حتى انتهى الأمر بوفاته وهو معتقل مسجون.
 
ويقول كتاب كتاب (بين السلفية وإرهاب التكفير.. أفكار فى التفسير): "إن بداية تعرف الجهاديين إلى ابن تيمية كانت مصادفة، وليس تأسيسا عبر فتواه فى التتار وأهل ماردين، وهو ما يمكن التأريخ له حسب الرواية الأشهر بعام 1958 مع تأسيس أول مجموعة جهادية مصرية على يد شاب مصرى عشرينى يدعى نبيل البرعى سنة 1958، حين وجد على سور الأزبكية فى مصر كتيبا صغيرا يضم فتاوى جهادية لابن تيمية منها هذه الفتاوى، فرأى فى ابن تيمية جهاديا لا سلفيا فقط، كما ترى الدعوات السلفية التى كانت شائعة فى مصر حينها، وطار بها مؤسسا أولى هذه المجموعات، التى توالت وظلت مجموعات متفرقة لم تنتظم فى تنظيم واحد إلا مرتين، أولاهما سنة 1979 مع محمد عبد السلام فرج، وثانيهما مع أيمن الظواهرى وقيادته لتنظيم الجهاد منذ أواسط الثمانينيات حتى انضمامه إلى القاعدة سنة 1997".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة