عهدية أحمد السيد

مصر ومجابهة حروب الإرهاب وفوز اليوم السابع

السبت، 02 يناير 2021 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن انطوت صفحة العام 2020م بكل ما فيها من آلام وأوجاع اصبحت في حكم التاريخ، نستقبل العام الجديد بفرحة وسعادة وأمل كبير أن يكون حاضرنا أفضل بكثير من ماضينا، ومستقبلنا أفضل من حاضرنا، تتحقق لنا فيه الأمنيات، ومن هنا ابارك وأهنئ مصر الحبيبة قيادة وشعبا بحلول العام الجديد، متمنية من الله العلي القدير أن يحفظ مصر ويزيدها عزة وشموخا، وأن يزدها عمارا وأن يحفظ مقدراتها من مؤامرات الأعداء وكيد الكائدين، وهي تخوض حروب التطور والازدهار، وتجابه حروب الارهاب والإعلام بكل ضراوة.
 
في العام المنصرم برغم معاناة الناس فيه بسبب أزمة (كورونا) العالمية إلا مصر استطاعت بحكم قيادتها أن تحقق فيه الكثير من الانجازات وبشكل خاص في المجال الاقتصادي الذي يبرز بشكل واضح من خلال حالة الاستقرار الاقتصادي والأمني الذي تعيشه الآن، وفي ذلك تحدثنا لغة الأرقام وتقول أن مصر حماه الله أصبحت من الدول القليلة جدا التي استطاعت أن تحقق معدل نمو حقيقي موجب خلال عام 2020م، وأن معدل النمو المحقق يعتبر الأعلى على مستوى العالم.
 
كما حدث انخفاض في العجز الكلي في (2020م) إلى 7.8 في المئة من الناتج المحلي مقارنة بنسبة بلغت 8.2 في المئة من الناتج المحلي في العام السابق رغم جائحة كورونا، كما تشير هذه الانجازات إلى تحقيق فائض أولي قدره 1.8 في المئة من الناتج المحلي مقارنة بمستهدف قدره 2 في المئة من الناتج، وذلك وفقا لتقديرات الموازنة الأصلية، وهو ما يعد نتيجة جيدة جدا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والاستثنائية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا.
دور اقليمي ناهض.
 
في العام الماضي والأعوام التي سبقته اتسعت بشكل كبير الدبلوماسية المصرية إذ حققت رئاستها للاتحاد الإفريقي العديد من المكاسب على مستوى دول القارة الإفريقية، والشركاء الدوليين، ودعم مجالات العمل الإفريقي المشترك، وأبرزها إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهي إحدى أهم إنجازات الرئاسة المصرية للاتحاد، خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة تولي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ريادة ملف تفعيل سياسة الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وتم في إطاره استضافة مصر للدورة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في ديسمبر 2019م.
 
والقرار الثاني خاص باستضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية، في هذا السياق أوفدت مصر فرقا طبية إلى كل من السودان وإثيوبيا والصومال، لتضمين هذه الدول ضمن المرحلة الأولى لمبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مليون إفريقي من فيروس سي، كما تم إيفاد قافلة طبية إلى جيبوتي في تخصصات الرمد، والجراحة العامة، وجراحة الأوعية الدموية والأنف والأذن وقافلة أخرى إلى تنزانيا خلال شهر أغسطس 2019 في تخصصات تشوهات الأجنة وجراحة الأطفال.
 
السياسة المتوازنة
 
أصبحت مصر مؤهلة لدور أكبر على الساحة الدولية بفضل السياسة المتوازنة حيال أزمات الشرق الأوسط، وسعى الرئيس السيسي إلى تنويع شركاء مصر ما يجعلها محافظة على استقلالية قرارها، وفي ذات المنحى تسعى مصر لدعم المصالحة الوطنية في ليبيا من خلال لجنة مصرية معينة لمتابعة الشأن الليبي، ودعوة كبار المسؤولين هناك للنظر في سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وفي الاطار العربي نفسه حرص الرئيس السيسي على إعادة بناء العلاقات السياسية مع دول الخليج، كما أعاد العلاقات مع سوريا بهدف الحفاظ على الدولة السورية من خطر التفكك والانهيار.
 
أم الدنيا تقدم دائما الدروس والعِبر للآخرين في استخدام الدبلوماسية الهادئة كواحدة من آليات حماية الحدود وإزالة كل المهدداات الأمنية وبطرق سلمية لا تثير القلاقل كما الدول والأنظمة مثل (قطر) و(تركيا) الدول الأكثر إثارة للمشاكل والنزاعات في المنطقة، بل وممارسة التحريض على العنف والارهاهب من ناحية، وما تمارسه من تدخلات سافرة في شؤون الدول الأخرى من ناحية ثانية، وفي كلا الحالات فإن مصر بحكمة قيادتها لها القدرة الدبلوماسية والحنكة والخبرة في التعامل مع كل هذه التهديدات.
 
على طول الزمن كانت لمصر تحدياتها وربما موقعها الاستراتيجي الرابط بين القارات يمثل أحد المغريات في محاولات أعداء الأمة لاستهداف مصر ومحاولاتهم الحثيثة للنيل منها، مع العام الجديد تتزايد التحديات وبشكل خاص التحديات الأمنية التي ظلت تواجهها مصر ويأتي في مقدمتها التهديدات الارهابية والتي يقف من ورائها من يريدون اسقاط الدولة، لكن دائما يحصدون الخزي والعار، ولا يتعلمون من التجارب، مصر لا تواجه الإرهاب من مكان واحد بل من جهات كثيرة، الآن أضيف لها المجال الغربي وقد اصبحت للأسف الجارة ليبيا مكان تستجمع فيه الجماعات والمليشيات الارهابية العابرة للحدود قوتها وتنشط بقوة، حيث استقطبت الأراضي الليبية المتشددين من أفغانستان والعراق وسوريا بدعم قطري وتركي بغطاء اعلامي كبير غير مسبوق.
 
فوز اليوم السابع
 
بطبيعة الحال أي نجاح مصري هو في الحقيقة نجاح للبحرين ولكل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ولكل العرب، فعندما تم الاعلان عن فوز موقع (اليوم السابع) بجائزة الصحافة الذكية من دبى شعرنا وكأن مؤسسة اعلامية بحرينية هي الفائزة بهذه الجائزة، وهو شعور حقيقي وليس فيه مجاملة، إن حصد هذه الجائزة المرموقة هو فوز للصحافة البحرينية والخليجية طالما كانت (اليوم السابع) معبرة عن وجداننا وعن آمالنا وطموحاتنا، ونجد فيها ما يلبي رغبتنا من ممواد صحفية رصينة وأهم من ذلك الخبر العاجل السريع ذو الصدقية العالمية، والحرفية والمهنية في كل المواد المنشورة فيه.
 
وإذا كان هناك من كلمة في هذا الصدد فهي كلمة شكر وتقدير وتهنئة خالصة لأسرة (اليوم السابع) وللاخ الزميل الأستذ خالد صلاح رئيس التحرير الشاب المثابر الذي حفر في الصخر من أجل أن يقدم لنا نموذج لصحافة حديثة تتواكب مع كل التطورات الحديثة في مجال الصحافة الالكترونية وبما يشبع القارئ النهم بالأخبار والتقارير والمواد المصورة، فهي مؤسسة إعلامية متكاملة في بوتقة واحدة، كما نزجي الشكر والعرفان لنادى دبى للصحافة هذه المؤسسة العملاقة التي لعبت الدور الكبير في الارتقاء بالصحافة العربية من خلال الكثير من جهودها ومن اهمها هذه الجائزة الكبيرة قيمة  ومعنى.
 
وأخيرا..تبقى مصر في وجدان كل عربي أصيل وغيور على أمته..حفظك الله أم الدنيا..
 

* عهدية أحمد السيد

* نقيب الصحفيين بالبحرين







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة