ظلت مصر رائدة للإعلام العربي عشرات السنين، فكانت حاضرة وبقوة بكل وسائل الإعلام العربية، أمام الكاميرا أو من خلف الشاشات، ومنذ انطلاق الصحوة الإعلامية العربية بمنصاتها المختلفة، كان للمصريين أيضا دورا بارزا في تأسيس وانطلاق القنوات العربية لا سيما الإخبارية منها، فلا تكاد قناة أو مؤسسة إعلامية عربية تخلو من "المصريين" ولما لا؟ فهم أصحاب ريادة.
مروى مع ابنتها
العبقرية المصرية فى الإعلام لم تتوقف عند "جيل الكبار" أو "الجيل الذهبى" فقط، فجيل الشباب بدأ يسطر ملحمة جديدة في المجال مواصلا السير على درب الآباء والأجداد، ليثبتوا للجميع أن مصر "ولّادة" وستظل كذلك فى شتى الميادين.
الاعلامية مروى فهمي مع ابنتها "جوري"
واحدة من جيل شباب الإعلاميين رفعت شعار "أنت قادر على تحقيق ما تريد، فقط، ثق فى نفسك وقدراتك".. تجذب انتباهك وتبهرك عند ظهورها على شاشات التلفزة من الوهلة الأولى، ليست لأنها مصرية، حتى لا يتهمنى البعض بالانحياز لأبناء وطنى، لكن لأنها إعلامية "شاطرة"، ذات طلة مختلفة، آداؤها الرائع أمام الكاميرا ولغتها العربية السليمة تجعلك تتيقن أن شباب وشابات مصر يسطرون النجاح فى الداخل والخارج، ويؤكدون أن النجاح الحقيقي ليس وليد الصدفة وإنما اجتهاد وجد ومثابرة على تحقيق الحلم.
مروى فهمي
"مروى فهمي" واحدة من الشابات المصريات الواعدات، فبالرغم من سنوات "الغُربة" إلا أن "جين النجاح المصرى"، وطموحها فى الانضمام للمنصات العربية الأشهر، كفيلين بأن تشاهد نموذجًا من النماذج المصرية الملهمة في مجال الإعلام، كما أن تألقها كان ورائه فريق عمل متميز من الستايلست نتالين مطرو المصورميلاد داهر.
مروى
"اليوم السابع" أجرى حوارا مع "مروى فهمى" كإعلامية ناجحة، كما تطرق الحوار إلى الجانب الشخصى من حياة الإعلامية، وكذا تجربتها العملية، وانطلاقها أمام شاشات التليفزيون.
الإعلامية مروى فهمي
اطلالة لمروى فهمي
س: بداياتك العملية والمهنية كانت فين؟
أنا خريجة إعلام قسم إذاعة وتلفزيون "جامعة الشارقة"، قبل تخرجى بشهور عٌرض على العمل فى تلفزيون "عجمان"، وكانت أولى المحطات فى حياتى العملية ومنها استفدت كثيرًا من هذه التجربة وتعلمت منها أساسيات العمل التلفزيونى وإدارة الحوار مع فنانين من الوطن العربى ضمن برنامج منوع خاص بى تحت اسم "على كيفك" لمدة 3 سنوات، ومنها كانت الانطلاقة لـ"قناة العربية"، الحلم الذى تحقق، خاصة وأن تدريب الجامعة كان هناك، والخطوة الأولى كانت مذيعة للنشرة الجوية ومن ثم بعد 4 سنوات تم اختيارى لأكون مذيعة بأهم البرامج الموجودة وهو البرنامج الصباحي"صباح_العربية" حتى الآن.
س: لماذا اخترتى العمل خارج مصر؟
لم اختر العمل خارج مصر، وإنما هو اختارنى، أنا مقيمة منذ وقت طويل مع عائلتى فى الإمارات منذ الطفولة حتى سنوات الدراسة كلها كانت هنا، لذا استمريت بالعيش هنا وعملت هنا أيضًا، وكنت دائمًا أبحث عن العمل فى محطة مهمة وذات مصداقية والحمدلله تحقق الحلم.
س: فيه كتير ميعرفوش أن مروى فهمى مصرية ؟ إيه السبب؟ وهل لهجتك على الشاشة أحد الأسباب؟
هذا الكلام دائمًا ما أسمعه من الكثير من الناس واستغرب لأنه أنا أتكلم اللهجة المصرية، ولكن أحاول أن تكون لهجتى بيضاء حتى يفهمها كل الناس نحن لا يتابعنا عائلات مصرية فقط ولكن نحن ندخل بيوت كل الوطن العربى لذا اللهجة البيضاء واللغة العربية الفصحى تكون مفهومة للكل، أنا "فخورة بكونى مصرية" ولا أجيد غير لهجة بلادي.
س: فى ظل أزمة كورونا الناس كلها اشتغلت من البيت إنتى كإعلامية إزاى قدرتى تشتغلى وتروحى الاستديوهات؟
هذه الفترة وهذه السنة أصعب ما عشناه من ظروف وضغوطات وتخوف فى نفس الوقت دورنا كإعلاميين لا يقل أهمية عن أصحاب الوظائف الذين كانوا فى الصفوف الأولى لمواجهة الفيروس، فقد كنا دائمًا نقوم بعملنا يوميًا وطبيعة عملنا لا تسمح بالعمل من المنزل، لذا كنا بحاجة أن نكون فى مكان عملنا نقوم بواجبنا بمواكبة الأحداث فى العالم أول بأول حول الفيروس وتبعاته وآخر المستجدات ونعود إلى بيوتنا وعائلاتنا.
س: فى ظل جائحة كورونا فيه ستات كتير اضطرت تشتغل مٌدرسات بجانب شغلها بسبب غلق المدارس إزاى قدرتى تمارسى الدور ده وتوفقى بين البيت والعمل؟
الحمدلله أن عندى بنت واحدة وهى "جوري" عشان أقدر أتابع معها واهتم بها خلال هذه الفترة الصعبة لدى متسع من الوقت بعد انتهاء عملى أستطيع تولى المهمة مع "جوري"، ولكن لا أعتقد أنه يمكن لأحد أن يحل محل المدرس الذى له دور كبير ويستطيع إيصال المعلومة بأسرع وقت ممكن بخلافنا.المنظومة التعليمية لا غنى عنها أبدًا والتواصل المباشر يلعب دورًا كبيرًا فى تحفيز الطالب على التعلم خاصة فى مرحلة الطفولة المبكرة أن شاء الله نتخطى هذا الوباء وتعود حياتنا لسابق عهدها.
س: هل استطاع الإعلام لا سيما العربى فى رفع الوعى لدى شعوب المنطقة حول خطورة فيروس كورونا؟
من وجهة نظرى الإعلام العربى كان حريصًا فى ظل هذه الأزمة على رفع الوعى من خلال نقل الأخبار والمعلومات حول الفيروس أول بأول وكل ما تأتى به منظمة الصحة العالمية وتصحيح المعلومات المغلوطة التى تنتشر بين الناس وتوعيتهم من مخاطر هذا الفيروس والتنديد بكل إجراءات الوقاية لتجنب الإصابة حتى تقل أعداد الإصابة، فالإعلام قوة عظمى يمكن تسييرها للسيطرة على الوباء، وهذا ما يحدث منذ ظهور الجائحة.
س: هل البرامج الترفيهية العربية مجرد استنتساخ لمثيلتها الغربية ولا تقدم محتوى يناسب القيم المجتمعية للأسر العربية؟
فكرة البرنامج الصباحى موجودة منذ سنوات طويلة فى العالم كله، ولكن الأهم يكون فيه محتوى يناسب القيم المجتمعية العربية تناسب الأسر العربية ونافذة على العالم كله، وهذا ما نقدمه فى "صباح العربية" فهو يدخل إلى كل بيت فى الوطن العربى ومتابعة ومناقشة مختلف القضايا التى تجذب الجمهور ومواكبتها باستمرار التى تهم الناس من كل الجوانب.
س: برأيك..هل تراجعت نسب مشاهدة التلفاز بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما الأسباب؟
بما أننا فى عصر السرعة فكان هناك تجاوب سريع خلال السنوات الماضية للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى باختلاف أنواعها وحققت انتشارا واسعا حول العالم وأصبح الكثير من الناس يتابعون الأخبار من خلال مواقع التواصل، ولكن أنا أرى أنهم يكملون بعضهما البعض، ودائمًا التلفزيون سيظل مصدر ثقة ومصداقية إذا أراد المشاهد التحقق من صحة الأخبار فهو المرجع الأول لذا يجب على المحطات التلفزيونية أن لا تهمل هذا الشق التقنى والموازنة بين الاثنين حتى تواكب ما يحدث من تطور تقنى وتتواجد على جميع المنصات.
س: كيف كانت تجربتك مع كورونا بعد إصابتك بها؟
للأسف بعد مرور أكثر من سنة على ظهور هذا الفيروس أصبت قبل أيام، بعد ظهور اللقاح كان الفيروس أسرع وتمكن منى قبل أخذ اللقاح ولكن الحمد لله أنا بخير وفى العزل، الأعراض ليست شديدة ولكن ما يتعب مريض الكورونا أكثر هى النفسية وعدم قدرته على رؤية أقرب الناس إليه، أزمة وتعدي".
س: امنياتك الخاصة فى العام الجديد؟
أمنيتى أن يكون2021 عامًا مختلفا عما عشناه فى 2020 تنتهى هذه الجائحة والوباء ولا نفقد أحد وتكون عائلتى فى أحسن حال وتعود الحياة لطبيعتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة