جزء من رصيف بأحد شوارع مدينة قوص يفترشه صاحب الـ35 عاما منذ سنوات ليمارس مهامه اليومية ويستمتع بما يقدمه عن طريق إلقاء المواويل والأغانى الشعبية التراثية على زبائنه وزواره من أبناء المدينة والقري.
يجلس بين أدواته والأحذية ممسكًا بالخيط ليصلح ما يريده الزبائن من عيوب فى الأحذية، وكذلك يقوم بتجميعها فى حال طلب منه ذلك لتستمر المعيشة وينتهى يومه مع غروب الشمس ويعود الشاب إلى أسرته راضيًا بما قسمه الله له، كما يقول إن الأهم الرضا والقناعة بالكسب.
"أنا مين فى همى بكى معاى لو بكيت أوعوا تلموني".. يردد الشاب المواويل والأغانى التراثية من السيرة الشعبية ليحول عمله إلى ساعات من الترفيه والتسلية التى لا تخلو من المزاح مع الزبائن والحديث معهم وسرد ما يقوم بفعله من هوايات أخرى مثل الصيد فى العصارى أو أوقات فراغه.
وقال صبرى سعيد، صرماتى 35 عاما، إنه بدأ فى هذه المهنة منذ 15 عاما ليكمل فيها المشوار بالإضافة إلى مواهبه التى يمتلكها كما يقول فى تأليف الأغانى الشعبية والصيد وإلقاء المواويل، ويؤكد أنه محب لهذه المهنة رغم أن هناك أشخاص لا يتحلون بالضمير خلال عملهم ولكن المفرح الشكر وحب الناس.
وأوضح صبري، أن زبائنه من مختلف الأعمار الذين يحتاجون إلى إصلاح أحذيتهم التى تتعرض للقطع أو الخياطة أو تركيب فرش للحذاء وكذلك اللصق، ويطلب منها عمل حذاء حيث يقوم بشراء النعل والجلد ويقوم بتركيبه وبيعه، وهى مهنة ليست صعبة ولكنها تحتاج إلى مهارة وإتقان للعمل مع الضمير، كما أنه يقوم بالخياطة اليدوية وليست الخياطة بالآلة أو ماكينة.
وأشار، إلى أن الموهبة لا علاقة لها بالمجال الذى يعمل فيه الإنسان حيث إنه يستطيع التأليف والإلقاء ويدعوه أصدقائه وأهالى القرى للمساعدة فى إحياء الليالى عن طريق إلقاء الفنون الشعبية والتراب التى تتكون من عدة أبواب ومنها السيرة الهلالية التى يعشق القول بها وكلماتها التى تطرب المستمعين من أهل الصعيد.
"أجلس فى غرفتى وأبدأ فى التأليف".. هكذا أوضح صبرى ما يقوم به فى وقت العزلة بمنزله وترتيب كلمات المواويل التى يقولها وكذلك الأغانى التى يقوم بتأليفها والتى تحتاج إلى التركيز والعزلة داخل الغرفة، ثم يقوم فى الأيام التالية بغنائها أمام الزبائن والمقربون له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة