سفير مصر بواشنطن فى حوار مع المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية العربية: أحداث الكونجرس صادمة ومحزنة لمصر والعالم.. مفاوضات سد النهضة لم تتقدم نحو حل القضية.. وليبيا باتت التهديد الأول للأمن القومى المصرى

الجمعة، 15 يناير 2021 01:22 م
سفير مصر بواشنطن فى حوار مع المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية العربية: أحداث الكونجرس صادمة ومحزنة لمصر والعالم.. مفاوضات سد النهضة لم تتقدم نحو حل القضية.. وليبيا باتت التهديد الأول للأمن القومى المصرى
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد السفير معتز زهران سفير مصر بواشنطن أن هناك العديد من فرص التعاون بين مصر والولايات المتحدة فى ملفات مختلفة فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس المنتخب جو بايدن، وأشار زهران، خلال مشاركته كضيف فى حوار افتراضى بالفيديو مع المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية ـ العربية إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان من أوائل القادة الذين هنأوا بايدن بفوزه بمنصبه الرئاسى مؤكدا على حرص مصر على التعاون مع الرئيس المنتخب بايدن فى إطار تعزيز العلاقات بين البلدين .

وأدار هذا اللقاء الافتراضى إد رويس عضو مجلس النواب بالكونجرس الأمريكى والذى ترأس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس حيث افتتح الحوار بسؤال للسفير زهران حول رد فعل الشعب المصرى تجاه ما حدث فى الكونجرس من اقتحام مثيرى الشغب لمبنى الكابيتول يوم 6 يناير الجاري.

سفير مصر بواشنطن معتز زهران

وقال السفير معتز زهران إن تلك التطورات كانت محزنة وصادمة لمصر وللعالم كله وربط بين ما حدث بأمريكا وما شهدته مصر سابقا من رغبة لدى بعض الجماعات المتطرفة للاستفادة من المظاهرات واسعة النطاق لتحويلها إلى احتجاجات عنيفة وفوضى وخروج عن القانون ، وفى الحالة المصرية جماعة الإخوان.

ولفت إلى أنه فى الحالة الأمريكية ، وهو ما حدث فى الحالة المصرية أيضا، كانت هناك مشاعر وطنية واسعة النطاق للوحدة بين الشعب وهو ما أعقب حالة الفوضى وجعلت الشعب كله يتكلم بصوت واحد ضد جميع من كانوا يثيرون مثل تلك الأعمال العنيفة والإرهاب.

وأشار إلى أنه من خلال تلك الأحداث المحزنة فى الولايات المتحدة وما شهدته مناطق أخرى من أحداث مماثلة هناك بعض الدروس المستفادة من أهمها أن الحقوق والحريات بوجه عام ليست مطلقة بل هى مرتبطة بضمان حقوق أخرى وكذلك بتحقيق النظام والأمن والسلم العام.

 

اقتحام الكونجرس

وأوضح أن الأمن له أهمية كبرى للحفاظ على الاحتجاج السلمى وكذلك لحماية المؤسسات السيادية والأمن القومى ضد المتطرفين الذى يسعون للنفاذ إلى صفوف مثيرى الشغب.

وردا على سؤال بشأن " معاهدات إبراهيم" للسلام مع إسرائيل وعدد من الدول العربية وكيف تنظر مصر لقضية السلام فى المنطقة ، قال السفير معتز زهران سفير مصر بواشنطن إن مصر كانت أول من رحب باتفاقيات السلام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من جانب دول الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وأشار إلى أن مصر حرصت على دعم السلام فى المنطقة منذ أكثر من أربعين عاما حين كنا أول من دعا للسلام ونشره فى المنطقة منذ البداية وهو ما أدى إلى اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل بعد ستة عشر عاما ثم بعد ستة وعشرين عاما كانت الاتفاقيات مع دول عربية أخرى.

ولفت إلى أن دور مصر فى الوقت الراهن هو تعزيز هذا السلام منوها إلى أن القضية الرئيسية فى الشرق الأوسط ما تزال هى قضية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وما نراه اليوم هو أن هناك فرصة للبناء على هذا الزخم من السلام .

ونبه إلى أن مصر شاركت مع "مجموعة ميونيخ" والتى تضم ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن والتى كان لها اجتماع فى القاهرة قبل أيام من أجل رسم تصور للسلام فى المنطقة وكذلك لدراسة متطلبات استئناف مفاوضات السلام.

وأكد على أهمية أن يقدم الجانب الفلسطينى تصورهم بشأن حل الدولتين من خلال التعاون مع الشركاء الأوربيين وكذلك مع الإدارة الأمريكية الجديدة حتى يمكن إحياء الجهود الخاصة بمسار السلام .

وبين أن مصر تركز جهودها على محورين الأول المصالحة الفلسطينية المستمرة منذ عدة سنوات وفى ظل انتخابات فلسطينية متوقعة فى الصيف وكذلك الانتخابات فى إسرائيل فى غضون شهور بما يجعل هناك مجهود متوقع حتى فصل الصيف لما بعد هذه الانتخابات، والجهود الخاصة بالعمل على احتواء أى تصعيد فى غزة من خلال قنوات الاتصال مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي.

إيران

وبشأن إيران قال السفير معتز زهران إننا شهدنا أن برنامج السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة تضع إيران فى موقع بارز فى ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع إيران وهو الاتفاق الذى لم يكن فعالا نظرا لأن إيران استمرت فى زيادة برنامجها النووي.

ونبه السفير إلى أن مصر ترى أن الملف النووى ليس هو وحده المشكلة بالنسبة لسلوك إيران فى المنطقة وإنما كذلك تدخل إيران ومساعيها لتدمير الأصول المملوكة للدول العربية فى أنحاء المنطقة وهو ما يجب مواجهته .

وقال إن هناك فرصة للتعاون مع الإدارة الجديدة بالولايات المتحدة فى ظل تفاقم التدخل الإيرانى فى الصراعات المختلفة بالمنطقة سواء فى لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن وهو ما أدى إلى تعميق المشكلات فيها ، ومن ثم لا يجب التعامل مع الملف النووى الإيرانى بمعزل عن التدخلات الإيرانية فى سائر الصراعات بالمنطقة، وهناك مناقشات بين مصر والولايات المتحدة بشأن إيران سواء مع الجمهوريين أو الديمقراطيين.

 

سد النهضة

وبالنسبة للسودان أوضح السفير أن مصر تشترك مع السودان فى نهر النيل الذى هو مصدر الحياة لهما ، كما أننا نتشارك فى الإرث الثقافى والتاريخى والجغرافى والشعبى ونتطلع إلى أن تتمكن السودان من الوقوف على أرض صلبة لمواجهة كافة التحديات التى تمر بها.

وحول قضية سد النهضة ، أشار زهران إلى أنها قضية تشترك فيها مصر والسودان وإثيوبيا وتحتاج إلى تعاون الدول الثلاث مع إدراك أمرين هامين أولهما احتياجات إثيوبيا التنموية من حيث توليد الكهرباء وتعزيز الاقتصاد وثانيهما إدراك التهديد الذى تواجهه السودان ومصر فى حالة عدم التوصل إلى اتفاق والاتجاه نحو تحرك منفرد من جانب إثيوبيا.

سد النهضة

ونوه إلى أن المفاوضات مع الأسف لم تتقدم نحو حل القضية ، وقد بذلت الإدارة الحالية بالولايات المتحدة جهودا وكانت الوساطة فيها متوازنة مع الدول الثلاث واشترك فيها البنك الدولى وتوصلت الجهود الأمريكية إلى وثيقة متوازنة وعادلة لكن الطرف الإثيوبى رفض العملية برمتها.

وأكد على أن مصر ترى أنه لا ينبغى أن يكون هناك تحرك منفرد للقضية حتى التوصل لاتفاق وأنه يجب عدم الإضرار بأى من الدول الثلاث إلى جانب الحاجة للتوصل لاتفاق ملزم قانونا حول القضية نظرا لأنه يؤثر على حياة الشعوب فى المنطقة.

وتابع السفير أن هناك ، من ثم ، حاجة للتعاون مجددا مع الإدارة الجديدة للتأكيد على هذه القضايا للعب دور بناء من أجل حل هذا الخلاف.

ليبيا

وحول ليبيا قال السفير زهران إن ليبيا باتت بمثابة التهديد الأول للأمن القومى المصرى فى الوقت الراهن، منوها إلى أنه على مدى التاريخ لم يكن التهديد لمصر قادما من الغرب ، ولكن بسبب الفوضى فى ليبيا ، أولينا اهتماما رئيسيا للتوصل إلى تسوية سياسية، فنحن ندرك أنه ليس ثمة حل عسكرى للصراع الداخلى فى ليبيا.

ليبيا

وشدد على أن مصر تدعم جهود السلام فى ليبيا وتفاهم الأطراف المتصارعة على المستويات العسكرية والسياسية والقانونية ونلعب دورا رئيسيا فى هذا المجال.

ونبه السفير إلى أنه حين أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أن هناك خطا أحمر عند سرت والجفرة كان فى واقع الأمر يدعو للسلام لأن هذا الخط الأحمر يعنى أنه لا يجب توغل من الشرق ضد الغرب والعكس.

وأضاف أن مصر ما تزال تشعر بالقلق من التدخل الخارجى المستمر فى الشأن الليبى وتمسكت بدعوة جميع الأطراف الخارجية الموجودة فى ليبيا للخروج منها لأن وجودها أدى إلى تفاقم الأوضاع وخصوصا حين يكون فى ليبيا ميليشيات متطرفة وإرهابية وتجد دعما مستمرة من أطراف إقليمية وهو من القضايا الهامة التى نحرص على إيضاحها للإدارة الجديدة بالولايات المتحدة.

وأوضح أن الولايات المتحدة فى الماضى حين قررت تحويل اهتمامها أكثر نحو آسيا بسبب سأمها من منطقة الشرق الأوسط وصراعاته المختلفة تركت فراغا فى المنطقة وهو ما تم ملؤه من جانب أطراف إقليمية وخارجية.

أردوغان

تركيا

وذكر أن هناك نموذجا لمثل هذا السلوك من جانب تركيا على سبيل المثال، وفى حالة ليبيا نجد هناك دعما تركيا لجماعات متطرفة فى ليبيا وهناك وكلاء لتركيا على الأرض فى ليبيا إلى جانب دعم لميليشيات من مقاتلين إرهابيين أجانب قادمين من سوريا إلى ليبيا ، وهو ما يؤدى إلى تفاقم الصراع وهى أمور ينبغى وقفها حتى يتمكن الشعب الليبى بالتعاون مع المجتمع الدولى من التوصل إلى تسوية سياسية ونحن على استعداد لمعاونتهم على ذلك.

 

البرنامج الإصلاحى فى مصر

وردا على سؤال بشأن البرنامج الإصلاحى فى مصر وما بعد البرلمان الجديد ذكر السفير زهران أنه على مدار السنوات الماضية شهدت مصر إصلاحات ربما لم تكن متوقعة فى ظل معدل نمو اقتصادى يبلغ 6ر3% وهو ما لم يحدث فى أنحاء كثيرة من العالم وخصوصا فى العام الماضى الذى اندلعت فيه جائحة كورونا وفى منطقة الشرق الأوسط الكثير من الدول شهدت معدلا سلبيا ، كما أن معدل البطالة بلغ نحو 6ر9% تقريبا بعد أن كان أعلى من ذلك وبالنسبة للتضخم كان قبل سنوات أعلى من 30% واليوم يبلغ نحو 5% وهو ما يؤكد قوة الاقتصاد.

وأشار إلى وجود العديد من الفرص فى مصر سواء فى محور قناة السويس ليكون مركزا لوجيستيا إضافة إلى الاكتشافات الجديدة فى الغاز لتكون مصر محورا فى مجال الطاقة وهو أمر هام بالنسبة للشركات الكبرى عالميا.

ونبه إلى أن هناك بنية تحتية ضخمة فى مصر حيث يتم بناء 14 مدينة جديدة فى مصر بالتوازى وهو أمر فى حد ذاته لم يكن متخيلا ، كما أن هناك جهودا ضخمة تبذل فى قطاع التعليم تتضمن سياسات "ثورية" لتنفيذ مناهج جديدة عالمية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو أمر جديد بالنسبة للعملية التعليمية المصرية ويمثل حاليا قصة نجاح فى مصر.

ولفت إلى أنه مصر مع ذلك تأثرت بجائحة كورونا كما تأثر العالم كله، ومن أهم القطاعات التى تأثرت بسبب هذه الأوضاع قطاع السياحة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التصديرية والطيران وغيرها، بسبب تراجع الاقتصاد العالمى ككل، وكذلك عائدات قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج ، لكن مصر تتطلع إلى عودة نشاط السياحة فى مصر بقوة فى المرحلة القادمة بعد انتهاء جائحة كورونا ، لافتا إلى أن افتتاح البطولة العالمية لكرة اليد، والتى افتتح الرئيس السيسى فعاليتها الأولى مؤخرا.

ونوه إلى أن مصر تريد أن ترى اللقاح المضاد لكورونا متاحا ويتم تحصين الناس به، حتى يمكن أن يكون هناك عودة لنشاط السياحة إلى مصر، وبشأن المتحف المصرى الكبير أشار إلى أنه كان يفترض افتتاحه فى نهاية العام الماضى ، ولكن بسبب كورونا تأجل ذلك الافتتاح ، وإذا ما انتهت جائحة كورونا من المتوقع افتتاحه نهاية هذا العام ، وسيكون فعالية عالمية يتم توجيه الدعوة فيها إلى العالم كله.

ومن جانبه أكد الدكتور جون ديوك أنتونى رئيس المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية العربية أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تطورت إلى تحالف استراتيجى وشراكة ممتدة لافتا إلى مكانة مصر فى المنطقة إقليميا ودوليا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والجغرافية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة