سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 13 يناير 1952.. ألف جندى إنجليزى يحاصرون التل الكبير والقرى المجاورة فى الإسماعيلية ويقتلون نساء وأطفالا وسبعة فدائيين بعد أسرهم وتعذيبهم

الأربعاء، 13 يناير 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 13 يناير 1952.. ألف جندى إنجليزى يحاصرون التل الكبير والقرى المجاورة فى الإسماعيلية ويقتلون نساء وأطفالا وسبعة فدائيين بعد أسرهم وتعذيبهم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دكت المدفعية الثقيلة للاحتلال الإنجليزى بلدة التل الكبير والقرى المجاورة لها فى محافظة الإسماعيلية، حيث تقدمت الدبابات الثقيلة والسيارات المصفحة يتبعها الجنود بأسلحتهم، يطلقون النار على البلدة الوادعة وعلى أهلها الآمنين، فتصيب الأطفال والنساء والفلاحين، وفقا لما يذكره محمد عبدالرحمن حسين، فى كتابه «نضال شعب مصر 1798-1956».
 
بدأت الجريمة بعد فجر يوم السبت 12 يناير 1952، والسبب: «أن البلدة تأوى بعض الوطنيين».. يصف حسين حالة البلدة: «من شاهد هذا اليوم اعتقد أنه يشاهد يوم الحشر، فكانت طوائف الأهالى تتسابق فى غير وعى، النساء يولولون والأطفال يصرخون والفلاحون يهرولون مذعورين على وجوههم دلائل الأسى وآيات الحزن، جلاليب زرقاء وسوداء بطول الطريق المؤدى إلى أبى حماد وما بعدها من قرى، والصراخ من أزير القنابل ودوى الرصاص».
 
يذكر «عبدالرحمن الرافعى» فى كتابه «مقدمات ثورة 23 يوليو 1952»، أن الإنجليز عاودوا فى اليوم التالى الأحد، 13 يناير، مثل هذا اليوم، 1952، العدوان على التل الكبير، فصعد لهم المجاهدون مرة أخرى، ولكن الإنجليز تكاثروا حتى صاروا ألف جندى، ومدوا الكبارى المتحركة على ترعة الإسماعيلية وحاصروا التل الكبير وحمادة وأبوحماد وغيرها من القرى، وقتلوا من وجدوهم من الرجال والنساء والأطفال، وهاجرت عائلات كثيرة من هذه البلاد تفاديا من اضطهاد الإنجليز.
 
فى مذكراته «حرب التحرير الوطنية بين إلغاء معاهدة 1936 وإلغاء اتفاقية 1954»، يذكر كمال الدين رفعت، الدور البطولى للفدائيين فى هذه المعركة بقيادة « تنظيم الضباط الأحرار» الذى قاد ثورة 23 يوليو 1952.. كان «رفعت» أحد ضباط التنظيم، وفى نفس الوقت أحد قيادات الفدائيين: «فى ذلك اليوم جاء الإنجليز بإمدادات كبيرة لتدعيم مراكزهم فى المدينة واحتلال عدد كبير من البلدان والقرى المجاورة، وكانت نية قوات الاحتلال هدم قرى أخرى بأكملها، واحتلال منطقة القنال، ومنذ أوائل يناير حين وصلتنا هذه المعلومات كنا قد أعددنا الخطة، وقبل أن يدخل القطار المحمل بالجنود والسلاح والذخيرة نسفنا الخط الحديدى فدمر القطار عن آخره، وعلى صوت الانفجارات خرجت القوات البريطانية تعد بالآلاف تدعمها الدبابات والطائرات وكانت ساحة قتال، واستمر تبادل النار بين الفدائيين والقوات البريطانية جزءا كبيرا من الليل، ثم استؤنفت المعركة فى اليوم التالى».
 
استشهد وجرح كثير من الأهالى والفدائيين فى هذه المعركة، وقتل من الإنجليز ثمانية عشر جنديا وضابطا، حسب كتاب «نضال شعب مصر»، الذى يذكر مؤلفه تفاصيل قصة أسر الإنجليز لسبعة فدائيين وتعذيبهم وقتلهم بدم بارد يظل شاهدا على وحشية الاحتلال.
 
يكشف «عبدالرحمن حسين»، أن الإنجليز أعلنوا عن أنهم قاموا بأسر جنود البوليس وضباطهم بعد انضمامهم للفدائيين، ولكنهم لم يذكروا شيئا عن أسرهم للفدائيين السبعة، وبعد أخذ ورد عن طريق الهلال الأحمر اعترف الإنجليز بأنهم أسروا السبعة، وأن أخبارهم سيتم إرسالها إلى مركز شرطة «أبوحماد «بمديرية الشرقية» المجاورة للإسماعيلية فى نهار اليوم التالى «14 يناير 1952»، وفى هذا اليوم اتصلت قيادة الاحتلال فى القناة بمركز الشرطة، وطلبت إرسال سيارة إسعاف، وكان مدير «الشرقية» محمد صادق الملا موجودا فى حجرة المأمور لمتابعة الموقف ومعه بعض كبار الضباط.
 
بعد ساعتين عادت السيارة، وهبط السائق منها مجهشا بالبكاء، وفتح صندوقها ليقع الجميع على منظر سبع جثث بعضها فوق بعض، وعارية تماما وأطرافها منهوشة ومشوهة، وكانت للفدائيين السبعة الذين قبض عليهم الإنجليز، وفور القبض عليهم حققوا معهم وقوفا طوال ليلة 13 يناير بلا راحة ولا نوم، من أجل الحصول على معلومات عن أماكن باقى الفدائيين، لكن فشلت هذه المحاولات تماما.
 
انتظر المحقق ذو الوجه الأحمر إجابة من الفدائيين، ولكنه لم يتلق سوى الصمت الذى يشبه صمت القبور، عندئذ سيق الشهداء إلى قاعة التعذيب وجردهم الإنجليز من ملابسهم ثم أوثقوهم وقوفا على أن يرى كل منهم الآخر، وبعد برهة أطلقوا عليهم الكلاب المتوحشة، التى أعدت ودربت خصيصا لاستعمالها فى الحروب، وهاجمت الكلاب الجائعة أجسام الوطنيين، وظلت الكلاب المسعورة تنهش أجسادهم والموت يقترب منهم شيئا فشيئا، وعندئذ أمر القائد البريطانى المنتصر بضربهم بالنار ثم إلقائهم على تل بجوار المعسكر حتى أرسلوا فى طلب عربة الإسعاف فشحنوهم بها شحنا إلى «أبى حماد».
 
 كان من بين هؤلاء الشهداء السبعة، أحمد فهمى المنسى الطالب بكلية الطب، وعمر شاهين الطالب بكلية الآداب، وعبدالحميد عبدالله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة