محمد فرج أبو العلا

ربط "السيد" فى الشجرة وانعدام ضمير الأب

الثلاثاء، 12 يناير 2021 01:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت قصة "السيد"من ذوى الاحتياجات الخاصة" الجدل خلال الأيام الماضية، بعد تداول فيديو على فيس بوك يظهر من خلاله شاب يدعى السيد مربوط فى شجرة بين الزراعات، وتخيل الجميع للوهلة الأولى أنه يتم تعذيبه بهذه الطريقة البشعة، ما استدعى تدخل أجهزة الأمن، فكشفت أنه شخص معاق ذهنيا مقيم بمركز فاقوس فى محافظة الشرقية، وأنه مربوط من قدمه فى شجرة داخل أرض زراعية. 
 
الفيديو المنشور على فيس بوك كشف عن قصة مأساوية بطلها أم بسيطة هجرها زوجها منذ سنوات طويلة، بعد إنجابها طفل معاق ذهنيا.. بدأت تعتمد على نفسها وفضلت" ضناها" على متع الدنيا، وراحت تعمل فى الزراعات وتصطحبه معها خوفا عليه، وعندما كبر بدأت الأطفال تخاف منه وبدأ يقدم على فعل أشياء قد تضره، اضطرت لربطه فى سجرة بجوارها حتى تنتهى من العمل، لتحرره وتصطحبه إلى المنزل. 
 
تفاصيل هذه القصة الحزينة، والتى تدور أحداثها منذ عدة سنوات، سرد تفاصيلها أقارب وجيران تلك الأم الحنون المثابرة المكافحة التى ضحت بكل شئ من أجل ابنها المسكين.. الأم التى تتحمل نفقات ذلك الشاب منذ أن كان رضيعا فضلا عن الرعاية الكاملة من نظافة شخصية وطعام وشراب وملبس دون مساعدة أحد.. المرأة التى أفنت عمرها لرعاية "بنى آدم" قدر له الله أن يولد معاقا، ولم تبالى، بل حمدت ربها وشكرته على الموهوب، وبدلا من القنوت فضلت السعى على الرزق لتوفير احتياجاته.
 
المأساة الحقيقية فى هذه القصة المثيرة للشفقة تكمن فى الإجابة على سؤال مهم يطرح نفسه الآن.. أين ضمير الأب الذى يهجر زوحته لمجرد أنها أنجبت طفلا معاق أيا كانت إعاقته؟.. هل ختم الله على قلبه وعقله؟.. لكن دون التطرق لحسابه عند الله يوم القيامة، كيف يحاسب هذا الأب فى الدنيا؟؟ 
 
أسئلة كثيرة قد تطرأ على أذهاننا فى هذه القصة لن نجد لها إحابات، والسبب فى رأيى هو انعدام ضمير الأب.. ذلك الرجل الذى اعترض على مشيئة الله وقدره.. إنسان ماتت مشاعره ونخوته وأحاسيسه وغلف قلبه بالحقد والنكران.. لا يستحق أن يكون أبا لطفل قد يكفر عن سيئاته لوفضل رعايته على المتعة، لكنه آثر النفس الأمارة بالسوء. 
 
فى النهاية نحن الآن أمام واقعة تستدعى تضامن ليس فقط الجهات المعنية بالدولة لكنها تتطلب تضامن المجتمع التى تعيش فيه أم "السيد"..  لا أنكر شهادة الجميع عن المعاملة الطيبة التى تلقاها الأم وابنها من جيرانها وأقاربها، لكنى أرى أن الأمر لا يتطلب المساعدة المادية فقط، عليكم بالأهم وهو الاحتواء والدعم النفسى والمعنوى.. احسنوا التعامل مع"السيد" ولكم الأجر والثواب عند الله. 
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة