الديكتاتور يعادى شعبه.. تورغوت أوغلو المحلل السياسى التركى المعارض فى حوار كاشف لـ"اليوم السابع":أردوغان يستعد لفتح سجن جديد لأنه يخشى المعارض المثقف.. الشباب المنتمى لداعش يسيرا حرا فى شوارعنا (الحلقة الثانية)

الثلاثاء، 12 يناير 2021 08:56 م
الديكتاتور يعادى شعبه.. تورغوت أوغلو المحلل السياسى التركى المعارض فى حوار كاشف لـ"اليوم السابع":أردوغان يستعد لفتح سجن جديد لأنه يخشى المعارض المثقف.. الشباب المنتمى لداعش يسيرا حرا فى شوارعنا (الحلقة الثانية) تورغوت أوغلو المحلل السياسى التركى و اردوغان وانتخابات تركيا
حوار – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< النظام التركى أغلق 53 جريدة ورقية وأوقف بث 37 إذاعة و34 محطة تليفزيون 29 دار كتاب و20 مجلة و6 وكالات أنباء في داخل تركيا

<< استقبال أردوغان ونظامه لقيادات جماعة الإخوان يؤكد أن الرئيس يدعم الإرهاب

<< هناك علاقات وثيقة بين أردوغان والإخوان من جهة وبين داعش والقاعدة من جهة أخرى

<< النظام التركى يتعاون مع الإخوان في أخذ شباب من جماعات الإسلام السياسى ويرسلهم إلى داعش في سوريا أو تنظيم القاعدة

<< أردوغان لا يريد معارضة قوية لكن بعد انتخابات البلديات في تركيا بدأ يظهر أمام أردوغان زعماء أتراك جدد

<< أردوغان أصبح يخاف من رئيسى بلدية إسطنبول وأنقرة وعلى باباجان لأنهم أكثر من يهددون  بقاءه بالحكم في تركيا

<< وزير داخلية تركيا يتصرف مثل بلطجي وزعيم مافيا بدلاً عن كونه رجل دولة ويمثل الدولة العميقة لحزب العدالة والتنمية

<< أردوغان ونظامه يعرقلان حملات التبرع لرؤساء بلدية المعارضة بعد نجاحها ومنع وصولها لمحدودى الدخل

<< أردوغان يبذل قصارى جهده للحيلولة دون إقامة المعارضِين تحالفا قويا حتى ولو كان الثمن انهيار تركيا

<< أردوغان قلق من بايدن بسبب تصريح الأخير عن دعمه للمعارضة التركية والرئيس الأمريكي الجديد له مواقف معلنة ضد تصرفات أردوغان وسياساته

<<العقوبات الأوروبية، ومن خلفها الأمريكية سوف تجبر أردوغان على التوجه إلى طاولة المفاوضات مع الأوروبيين
 

 

لا شك أن حجم الانتهاكات التي يمارسها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أصبح يثير حالة استنكار عالمى، خاصة مع تزايد أعداد المعتقلين الذي يزج بهم الرئيس التركى ونظامه المتمثل في حزب العدالة والتنمية الحاكم،  وخرجت العديد من التقارير الحقوقية الدولية التي تحذر مع تزايد معدل الانتهاكات والقمع في تركيا، وتحذير الاتحاد الأوروبى من هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى السياسات العدوانية الخارجية التي يتبعها نظام أردوغان ودعمه للجماعات الإرهابية، كل هذا انعكس على شعبية النظام الحاكم ، وهو مايزيد أهمية هذا الأمر مع اقتراب الانتخابات التركية سواء البرلمانية أو الرئاسية.

 

اليوم السابع أجرى حوارا مع عدد من الخبراء السياسيين الأتراك ليكشفوا كم الانتهاكات التي يمارسها نظام أردوغان، بجانب انعكاس الأزمة الاقتصادية التركية على النظام التركى ومستقبله، بجانب ما إذا كانت مساعى توحيد المعارضة التركية وتشكيل تحالف قوى قد يؤدى إلى الإطاحة بنظام أردوغان.

 

تورغوت أوغلو المحلل السياسى والمعارض التركى، أكد أن قانون الجمعيات الأهلية في تركيا يمثل انتهاك لحقوق الإنسان لأنه يسمح بتفتيش المنظمات ومقرات المعارضة، والسماح بتفتيش القائمين على منظمات المجتمع المدني وهو يمثل إهانة لكل حقوق الإنسان، موضحا أن سلطات أردوغان أغلقت 53 جريدة ورقية جميعهم يصدرن من تركيا بينهم صحف تركية كبيرة ولها أسم مرموق بجانب وقف بث 37 إذاعة و34 محطة تليفزيون بالإضافة إلى 29 دار كتاب و20مجلة و6 وكالات أنباء في داخل تركيا .

 

 

وأضاف الباحث السياسى التركى، خلال حواره مع "اليوم السابع"، حزب العدالة والتنمية يزعم دفاعه عن الإسلام بينما يسجن المحجبات، موضحا أن أردوغان يستعد الآن لفتح سجن جديد لأن الرئيس التركى يخشى من المعارض المثقف بينما في شوارع تركيا شباب تركى ينتمى لداعش معظمهم حر، مؤكدا أن أردوغان والإخوان يرسلان شبابهما للانضمام لداعش والقاعدة، ولافتا إلى أنه إذا  نجحت أحزاب الشعب الجمهورى وحزب الخير وحزب السعادة وحزب على باباجان في عقد اتفاق معهم فإن أردوغان لن ينجح في الانتخابات المقبلة، وإلى نص الحوار..

 

 

هل ترى أن ملفات الفساد التى انتشرت عن حزب العدالة والتنمية مؤخرا ستزيد من الانشقاقات فى صفوف حزب اردوغان؟

 أعتقد ذلك لأن معظم من حوله يتغذون على أردوغان، فكوادر حزب العدالة والتنمية استقالوا من حزب أردوغان، فحزب على باباجان وحزب أحمد داوود أوغلو انفصلا منهم، فهم أناس محترمين ، ومعظم أعضاء الحزبين من أعضاء العدالة والتنمية السابقين، فحزب أردوغان ملئ بالفساد فهم مثل زعيمهم أردوغان، فلا يوجد فرق بين فساد أردوغان وفساد أعضاء حزبه.

 

كيف ترى تضييق الرئيس التركى على المعارضة في بلاده ومنظمات المجتمع المدنى؟

هناك أمثلة كثيرة، فقانون الجمعيات يعد أبرز أمثلة لتضييق الخناق على منظمات المجتمع المدني في تركيا وهذا القانون أعده حزب العدالة التنمية.

 

ولماذا يعد هذا القانون الجديد تضييق للخناق؟

لأن القانون الجديد هو محاولة جديدة من رجب طيب أردوغان لتضييق الخناق على منظمات المجتمع المدني والمعارضة، كما أنه يسمح بإلغاء جميع المنظمات والجمعيات الحقوقية في تركيا، فمنظمات المجتمع المدني تمثل متنفساً للشعوب في كل العالم، وإقدام الرئيس التركي على تضييق الخناق عليها يوضح مدى دورها الكبير في تركيا في ظل إجراءات عقابية، وفى  ظل عدم وجود حقوق الإنسان والاضطهاد  الذى يمارسه حزب العدالة والتنمية الذى يستغل سيطرته على الجهاز الإدارى.

 

وكيف يتم خنق الجمعيات الأهلية والمعارضة التركية عبر هذا القانون.

لأن القانون يسمح بتفتيش المنظمات ومقرات المعارضة، والسماح بتفتيش القائمين على منظمات المجتمع المدني يمثل إهانة لكل حقوق الإنسان وأسس الديمقراطية الحديثة التي قامت عليها الدولة التركية، والتي هدمها أردوغان وحزبه للحفاظ على سيطرتهم على مقدرات البلاد كل هذه السنوات، سواء بحبس المعارضين أو نفيهم في القرن الحادي والعشرين، وكذلك يسمح التشريع الذي أقره البرلمان التركى لوزارة الداخلية بتعيين مسؤولين في المنظمات غير الحكومية، ووقف أنشطة الجمعيات بتهم غامضة تتعلق بالإرهاب، بالإضافة إلى أنه يتيح تنفيذ عمليات تفتيش مهينة لمجموعات المجتمع المدني، ويحد من جمع التبرعات عبر الإنترنت.

 

كيف ترى تضييق أردوغان على الإعلام في بلاده؟

يكفى أن نقول أن سلطات أردوغان أغلقت 53 جريدة ورقية جميعهم يصدرن من تركيا بينهم صحف تركية كبيرة ولها أسم مرموق بجانب وقف بث 37 إذاعة و34 محطة تليفزيون بالإضافة إلى 29 دار كتاب و20مجلة و6 وكالات أنباء في داخل تركيا .

 

 

هناك تقارير تركية تؤكد أن الرئيس التركى يبنى المزيد من السجون وصل عددهم إلى 140 سجنا بما فتسر هذا الأمر ولماذا يلجأ لهذا برأيك؟

أردوغان يستعد الآن لفتح سجن جديد لأن الرئيس التركى يخشى من المعارض المثقف ، فنجد أنه في شوارع تركيا شباب تركى ينتمى لداعش معظمهم حر، هناك إرهابيين مسلحين في داخل تركيا ومعظمهم المتطرفين المتشددين دينيا كلهم في داخل تركيا وكلهم أحرار ولكن المعارضون المثقفون معظمهم في السجن ، وهو يخشى من تلك المعارضة المثقفية التي تتزايد في الشارع التركى، لذلك يبنى سجن جديد لأنه يريد اعتقال مزيد من المعارضين مع اقتراب انتخابات 2023 والتي قد تعقد قبل ذلك لأنه يخشى من السياسيين والصحفيين  المعارضين.

 

كيف ترى تعامل الرئيس التركى مع الأكراد؟

الأكراد في تركيا نسبتهم 10 % ، وهى نسبة مهمة جدا من الشعب التركى، لذلك الجميع يحاول أن يعقد معهم اتفاقيات.

 

هل تتوقع خسارة أردوغان وحزبه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة؟

إذا عقد أردوغان معهم اتفاق فإنه سينجح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإذا نجحت أحزاب الشعب الجمهورى وحزب الخير وحزب السعادة وحزب على باباجان في عقد اتفاق معهم فإن أردوغان لن ينجح في الانتخابات المقبلة.

 

هل ترى أن النظام التركى يواصل سياسة الإقصاء ضد المعارضة؟

نعم .. رجب طيب أردوغان لا يريد معارضة قوية لكن بعد انتخابات البلديات في تركيا بدأ يظهر أمام أردوغان زعماء أتراك جدد مثل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وكذلك رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور يافاش ، رجب طيب أردوغان يخاف الآن منهم كما أن الرئيس التركى يخشى من على باباجان فهو رجل قوى سياسى من الطراز الرفيع وكان في حزب العدالة والتنمية وكان يتولى في فترة من الفترات الملف الاقتصادى التركى وشهدت البلاد في عهد  باباجان تقدم اقتصادى كبير ، الثلاثة الشعب يعرفهم جيدا.

 

وماذا عن أحمد داوود أوغلو؟

هو شخص ضعيف ولكن هو كان يتولى رئاسة وزراء تركيا في حزب العدالة والتنمية، وحزب أحمد داوود أوغلو استطاع أن يأخذ من حزب العدالة والتنمية الحاكم العديد  من الأعضاء وحتى لو أخذ نسبة 1 % من أعضاء حزب أردوغان فهى نسبة كبيرة لأنه إذا أخذ نسبة 1 % وحزب على باباجان 3 أو 4 % بجانب أحزاب جديدة تأخذ من حزب العدالة والتنمية وبالتالي فإن حزب أردوغان يخسر .

 

وأين عبد الله جول الرئيس التركى السابق؟

عبد الله جول يشير في نفس نهج على باباجان ولكن بشكل غير رسمي ، فأردوغان عاقب عبد الله جول، فعندما صرح عبد الله جول أنه يريد العودة إلى حزبه القديم العدالة والتنمية ويترأس الحزب ليصبح رئيسا للوزراء ، عرقل أردوغان طموحه  ورد على كل تصريح سياسي، بلهجة بالغة القسوة ووصمه بتعبيرات مهينة مثل: الخائن والخبيث.

 

وتعقد لماذا وصف أردوغان صديقه السابق بالخائن ومنع دخوله للحزب؟

لأن الرئيس التركى يعرف  أن هناك عدد كبير في حزب العدالة والتنمية من الموالين لعبد الله جول، وبالتالي إذا عاد الأخير إلى الحزب ربما يتفلت الأمر من يد أردوغان ويفقد السيطرة الكاملة على الحزب بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية.

 

كيف ترى اتهام نائب رئيس حزب الخير التركي لوزير الداخلية سليمان صويلو بتفتيش المعارضين عرايا؟

هذا سؤال مهم جدا.. ففي تركيا كانت هناك أحداث مؤسفة من قبيل تفتيش المعارضين عرايا، ووزير الداخلية التركى رجل ليس عاديا فهو يمثل في حزب العدالة والتنمية الدولة العميقة ، وينفذ كل أوامر أردوغان من اضطهاد للمعارضين وتفتيشهم عرايا، ولن يستطيع أردوغان أن يتخلى من بين وزرائه عن وزير داخليته على الإطلاق .

 

لماذا لن يستطيع أردوغان التخلص من وزير داخليته؟

لأن سليمان صويلو وزير داخلية تركيا محسوب على محمد آغار، الذي شغل منصب وزارة الداخلية التركى في التسعينيات، هذه الفترة من أكثر الفترات دموية في تاريخ تركيا القريب حيث تم إحراق وتدمير الآلاف من القرى الكردية، وبقي مئات الآلاف من المواطنين في جنوب شرق تركيا من دون مأوى، واضطروا إلى الهجرة إلى المدن الكبرى للبحث عن مكان آمن وتم اغتيال أكثر من 17 ألف شخص لم يجر الكشف عن قاتليهم، وبعد أن أصبح صويلو وزيرا للداخلية ظل يتصرف مثل بلطجي وزعيم مافيا بدلاً عن كونه رجل دولة يمثل الدولة، فقد يهدد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وقال له"سأهينك"، في تهديد له بالخلاص منه.

 

كيف ترى ادعاءات أردوغان وحزبه العدالة والتنمية بأنه يحمى الإسلام؟

هذا غير صحيح.. وأبسط مثال على ذلك، أغلب السيدات المعتقلات في سجون أردوغان من المحجبات فهم تقريبا 11 ألف سيدة معتقلة كلهن من المحجبات وكلهن يصلون، فحزب العدالة والتنمية يقول نحن مسلمين ونحن نحافظ على المسلمين ، ولكنه يظلم المسلمين.

 

 

هل ترى أن المعارضة التركية الآن قادرة على مواجهة أردوغان؟

أردوغان وحزبه فشلوا في سباق انتخابات البلدية التي أجريت في 2019، حيث خسروا أمام حزب الشعب الجمهوري أربع بلديات مهمة كانوا يسيطرون عليها منذ 26 عاماً، وعلى رأسها اسطنبول العاصمة الاقتصادية والمالية وأنقرة العاصمة السياسية، ومحافظة أنطاليا العاصمة السياحية ومحافظة أضنة مركز الزراعة وحزب الشعب الجمهوري حافظ على بلدية أسكي شهر العاصمة الثقافية، كما أنه لم تستطع حكومة حزب العدالة والتنمية أن تتعافى من أزمة هزيمة انتخابات البلديات، وبدأت تتخبط في مواجهة رؤساء البلدية الجدد، الذين يحققون نجاحات ضخمة، رغم العراقيل التي يضعها حزب أردوغان أمامهم، لتشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم في أعين المواطنين، وبالتالي فإن قوة المعارضة التركية تتزايد.

 

كيف يسعى أردوغان وحزبه لعرقلة جهود المعارضة ورؤساء البلديات من المعارضين الأتراك؟

العراقيل كثيرة، بينهما قيام أردوغان بعرقلة حملات التبرعات التي أطلقها رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، المنتميان للمعارضة لمساعدة المواطنين المتضررين من فيروس كوورنا ، حيث إن أردوغان عندما رأى الأتراك يشاركون بهذه الحملات، ويدعمونها أكثر من دعمهم لحملات حزب العدالة والتنمية تدخل أردوغان في حملات المعارضة ومنعها بعدة أساليب ، حيث ادعى أن تلك الحملات محاولات لتشكيل دولة موازية، كما أنه منع وصول تلك المساعدات إلى ذوى الدخل المحدود من المواطنين المتضررين من كورونا.

 

وهل هذه العراقيل أوقفت جهود المعارضة التركية لمساعدة الشعب؟

لا بالطبع.. فهذه العراقيل لم تستطع أن تثني رئيسي بلديتى إسطنبول وأنقرة حيث إنهم بهذه الخطوة التالية حققا نجاحا باهرا، وهو ما أصاب  الرئيس التركى بالذهول أمام هذه الحملات الناجحة، فحكومة حزب العدالة والتنمية تعرف  جيدا أنها إذا تعاملت مع رؤساء البلديات التي يتبع رؤساؤها حزب الشعب الجمهوري المعارض بسياسة الاعتقال والاقصاء، فإنها ستفقد مزيد من الأصوات في ظل هذا النجاح الباهر الذى حققه رؤساء البلديات التابعة للشعب الجمهورى المعارض، لكنها في الوقت نفسه تريد أن ترفع من نسبة التوتر في تركيا.

 

هل ترى أن هناك ضرورة لتوحيد المعارضة التركية ؟

نعم..فإذا استطاعت المعارضة أن تؤسس في ما بينها تحالفات ذكية فإنها ستنجح في ذلك، وإلا فستخسر رغم هذه الظروف المناسبة، خاصة أن أردوغان في هذه الأيام التي تتردد فيها أنباء عن إجراء الانتخابات التركية المبكرة سيبذل قصارى جهده للحيلولة من دون إقامة المعارضِين تحالفا قويا حتى ولو كان الثمن انهيار تركيا.

 

كيف ترى تلويح الاتحاد الأورويى بفرض عقوبات على تركيا؟

تركيا ابتعدت من القيم الأوروبية أكثر من أي وقت مضى، الاتحاد الأوروبي تخذ قراراً بفرض عقوبات تعوق توفير الأسلحة والقروض والتمويل لتركيا رغم أن فرنسا وهولندا واليونان وقبرص يبذلون جهوداً لفرض العقوبات، ولكن نجاحها صعب، فألمانيا التي يبلغ حجم التجارة بينها وبين تركيا 45 مليار دولار، لن تميل إلى هذا الاقتراح، على اعتبار أنها أكبر الدول الأوروبية المصدرة للسلاح إلى تركيا، ولكن ستستخدم ألمانيا هذا الأمر كورقة مساومة بوجه أردوغان الذي يعاني تأثيرات الأزمة الاقتصادية، لتقنعه بتبني أسلوب التفاوض والحوار الدبلوماسي، وستؤكد لأردوغان أنه لا يمكن الحيلولة دون العقوبات إلا بهذه الطريقة ، فالعقوبات الأوروبية، ومن خلفها الأمريكية، سوف تجبر أردوغان على التوجه إلى طاولة المفاوضات مع الأوروبيين.

 

 

كيف ترى علاقة الولايات المتحدة بتركيا خلال عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن؟

أردوغان وفريقه كانوا يراهنون على فوز ترامب بالرئاسة ويتمنون ذلك لأنه على الرغم من أن مواقف أنقرة كانت تتعارض في قضايا عدة مع الولايات المتحدة، لكن علاقة الرئيس التركي الشخصية مع ترامب كانت في مستوى مقبول، ولكن أتوقع أن يكون شكل التعامل مختلفا بين تركيا وأمريكا مع الإدارة الجديدة كون أسلوب بايدن دبلوماسيا مباشراً، بدلاً من الأسلوب المتذبذب الذي كان يستخدمه ترامب من خلال التغريدات المهددة والرسائل الساخرة أو العلاقة الشخصية مع أردوغان، وبايدن له مواقف معلنة ضد تصرفات أردوغان وسياساته، ولكن مع ذلك لن يكون من السهل التنبؤ بما إذا كان سيقوم بتطبيق عقوبات صارمة على تركيا بسبب تصرفاتها الخاطئة التي تغاضى عنها ترامب.

 

 

تعتقد ما أكثر ما يقلق أردوغان من بايدن؟

هناك قضية تؤرق أردوغان أكثر من غيرها، وهي تصريح جو بايدن الذي أدلى به في ديسمبر 2019 والذي قال فيه: "سنستبدل أردوغان بانتخابات، وليس بانقلاب، وأنه حان الوقت لدعم المعارضة من أجل الإطاحة بأردوغان عن طريق الانتخابات"، فمسار هذه القضية ستكون منوطة بالعلاقة التي ستتطور بين أردوغان وبايدن في الفترة المقبلة.

 

هل هناك قضايا أخرى تقلق أردوغان بعد صعود جو بايدن لحكم الولايات المتحدة؟

نعم..قضية شراء أنقرة لصواريخ "S-400"، ففي عهد جو بايدن، ستكون هناك مناقشة لتطبيق العقوبات الأمريكية على تركيا وستكون الخطوات أو التنازلات التركية ذات تأثير في قرار واشنطن وستكون لها انعكاسات على عودة تركيا إلى مشروع الطائرات المقاتلة من طراز "F-35" وبدء الولايات المتحدة ببيع نظام "باتريوت" للدفاع الجوي لأنقرة، كما أنه إحدى أولويات بايدن في السياسة الخارجية هي إعادة تفعيل دور حلف شمال الأطلسي، الذي كان ترامب يقلل من شأنه وهذا سيؤثر في تركيا التي اشترت صواريخ "S-400" حيث سيتعين عليها اتخاذ موقف واضح بشأن هذا الأمر ولن يكون من السهل على أردوغان أن يتحمل تبعات مواجهة الرئيس الروسي إذا توصل إلى حل يرضي الإدارة الجديدة للولايات المتحدة.

 

كيف ترى التوتر القائم بين تركيا واليونان؟

 الأزمة بين أنقرة وأثينا ليست عبارة عن مجرد ردة فعل على خرق الحدود، أو نزاع حول السيادة على الجُزر في بحر إيجة، ولكن للقضية لها بعد آخر وهي مسألة تقاسم مكاسب الطاقة الدولية وتسعيرها ورسملتها، فأردوغان لم يتخل عن الأسلوب العدواني والخطاب الشعبوي والأنشطة البحرية غير القانونية والتهديد بالحرب، ولم يجلس على طاولة المفاوضات، وبالتالي فإن خسائرنا في شرق البحر المتوسط ستكون أضعاف ما نكسبه بهذه الطريقة.

 

 

كيف ترى استقبال أردوغان والنظيم التركى لجماعة الإخوان وقياداتها في إسطنبول؟

استقبال أردوغان ونظامه لقيادات جماعة الإخوان يؤكد أن أردوغان يدعم الإرهاب، فهناك علاقات وثيقة بين أردوغان والإخوان من جهة وبين داعش والقاعدة من جهة أخرى، بل إن النظام التركى يأخذ شباب من جماعات الإسلام السياسى التي هربت من بلادها وجاءت لإسطنبول ويرسلهم إلى داعش في سوريا أو تنظيم القاعدة وكذلك تتعاون الإخوان مع أردوغان في هذا الأمر.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة