أكدت الدكتورة شهيرة معتصم، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان ومقرر لجنة "هى" بالنقابة، أنها بالتعاون مع عدد من أعضاء مجلس النقابة، و12 طبيبة متطوعة، حاولن خلال 4 أشهر منذ تشكيل اللجنة لأول مرة فى النقابة للتعامل مع جميع مشاكل طبيبات الأسنان، وتقديم كل سُبل الدعم المُمكنة لهم، مشيرة إلى أن اللجنة تلقت حوالى 600 شكوى، أغلبها بسبب عدم انتظام مواعيد العمل بالتزامن مع جائحة كورونا، والتحرش فى بيئة العمل.
وجاء بالحوار:
- ما سبب إنشاء لجنة "هى"؟
لزيادة أعداد أطباء الأسنان عامة، والطبيبات خاصة، ولطبيعة مهنتنا التى تجعل الطبيبات تواجه صعوبات فى الاستمرار فى مزاولتها، حيث تطلب التواجد صباحا فى المستشفيات الحكومية، ومساء فى العيادات، وهى أوضاع لا تتناسب مع الطبيبات خاصة المتزوجات منهن، وبالتالى تأتى فترة زمنية فى حياة كل طبيبة تضطر إلى ترك العمل والتفرغ للأطفال والزواج، مما يؤثر سلبا على المهنة، بالإضافة إلى أن التطور السريع فى المهنة حال دون استئناف الطبيبات لعملهن بسهولة عند عودتهن، ففى العمل الحكومى تفقد الترقيات المستحقة لها لربطها بالدراسات العليا، والجامعات ترفض التحقاهن بالدراسات لاعتبارهن دفعات قديمة، وبالتالى فرصهن تقل فى الدراسات العليا، وهو أمر لا يواجهه الأطباء من الرجال لاستمرارهم فى أعمالهم دون توقف.
- هل بالفعل أعداد الطبيبات يفوق الأطباء؟
نعم، حيث بلغت نسبة الفتيات والسيدات فى طب الأسنان نحو 60% من إجمالى أعداد أطباء الأسنان المُسجلين فى جداول نقابة أطباء الأسنان، والحاصلين على تراخيص مزاولة المهنة.
- وما السبب فى ذلك؟
عدد سنوات الدراسة وطبيعتها أخف كثيرا من الطب البشرى، ومتطلباتها فى الدراسة أقل، وبالتالى يلجأ لها البنات، كما أن طبيعة العمل بعد التخرج لا يوجد بها نبطشيات 24 ساعة، بالإضافة إلى تفوق البنات أكثر من الشباب، وبالتالى نجد أن نسبة الفتيات فى القطاع الطبى بشكل عام أعلى من الشباب، ويتوزعن بين صيدلة وأسنان، والبشرى أقلهم لإدراكهم أن الطب البشرى يحتاج إلى 20 سنة لتصبح متخصصة، لكن الطب الأسنان مختلف.
- لكن لماذا لا تنعكس هذه النسبة على العيادات؟ حيث يحمل أكثرها أسماء أطباء رجال؟
طبيعة عمل العيادات تجعل فرص الطبيبات أقل كثيرا من الأطباء، لذا تركز الطبيبات فى العمل ضمن أطقم التدريس بالجامعات الخاصة، أو الحكومية، حيث أصبح الآن كل محافظة بها على الأقل كليتين طب أسنان، بالإضافة إلى العمل بالمستشفيات الحكومية، لكن العيادات طبيعة العمل بها يكون مساءً، وهو لا يناسب أغلب الطبيبات، وبالتالى لا تفضل المخاطرة بفتح عيادة منفصلة، وتتجه إلى الشراكة فى عيادة حتى لا تتحمل مسئولية كاملة، أو أن تعمل كطبيب مساعد بالعيادة.
- أى التخصصات التى تلقى إقبالا من الطبيبات عليه؟
طب أسنان الأطفال، من التخصصات التى تتجه إليها أكثر من الشباب، لكن فى الجامعات نلاحظ أن الطبيبات تعمل فى كافة التخصصات، خاصة أن كل التخصصات لا يوجد فارق كبير بينهم، ولا يمكن تحديد تخصص غير جاذب لهن لصعوبته، فمثلا الوجه والفكين والذى يعد من أصعب التخصصات، تعمل به طبيبات وحققن أسماء لهن به.
- كم شكوى تلقتها اللجنة منذ بداية عملها؟
تم تشكيل اللجنة فى سبتمبر 2020، أى منذ أربعة أشهر، وتلقينا خلال تلك الفترة ما يتراوح بين 500 إلى 600 شكوى، وهو عدد كبير، خاصة أن اللجنة مازالت لم تعلن عن أنشطتها بشكل رسمى حتى الآن.
- ما طبيعة الشكاوى التى وردت إليكم؟
قسمناها إلى عدة محاور، حيث ارتبط جزء كبير منها بفيروس كورونا، حيث طالب عدد كبير أن يشاركوا فى عمليات مواجهة الجائحة، من خلال منحهم تسهيلات فى الحضور مراعاة لظروف أبنائهم والمدارس، لم نتمكن كثيرا من تقديم حلول حيال هذا الأمر لكننا عملنا على توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، والمجالات والفرص التى تتيح لهم المشاركة فى مواجهة الفيروس مثل الفرز، الاحصاء، وغيرهم، بعيدا عن التعامل المباشر مع المرضى.
والمحور الثانى ارتبط بالتحرشات فى بيئة العمل، وهى أكثر الشكاوى المُحرجة، للتعامل معها نفذنا يوم توعوى لطالبات كليات طب الأسنان نوفمبر الماضى، لتمكينهم من التفرقة بين التعرض لانتهاك أو تحرش، أو أنها تصرفات عادية لكنها وصلت بشكل خاطئ، وكيفية وضع حدود بينها وبين المريض، وزملائها فى العمل حتى لا نصل لمرحلة الإيذاء النفسي، ونتعاون مع مجموعة من المتخصصين الاجتماعيين والطب النفسي لإعادة الثقة والتعامل مع الطبيبات فيما بعد الصدمة.
والمحور الثالث من الشكاوى، هو القانونى، حيث تعرضت طبيبات لتعسف إدارى فى أماكن عملهم، وبالتعاون مع محامين متخصصين فى قانون الأسرة متطوعين، يتم تقديم الدعم لهم أو منحهم استشارات لحل مشكلتهم.
- ما نسبة الشكاوى التى تمكنت اللجنة من حلها؟
مع الأسف ما لا يزيد على 40%، حيث إن أغلب الشكاوى كانت مرتبطة بمواعيد العمل خلال فترة جائحة كورونا، وهى أمور خارجة عن استطاعتنا، لكن حاولنا توفير بدائل لهم، خاصة أن الدولة تمر بطوارئ ناتجة عن تلك الجائحة العالمية، كما أن مهنتنا طبية، بغض النظر عن أنه ليس تخصصنا، لكن وقت الأزمات الجميع يشارك، ولا يمكننا الانسحاب، هذا بالإضافة إلى أننا نواجه مشكلة خاصة برفض الشكوى بشكل رسمى مما يُصعب التعامل مع مضمون الشكوى، أو تسجيلها، وبالتالى يتم التعامل مع كثيرا منها بشكل ودى.
لكن على مستوى النقابة تعاملنا مع عدة مشكلات، مثل مشكلة عدم المساواة فى الإعانات بين زوج الطبيبة وزوجة الطبيب، حيث كان يحصل الطبيب على تخفيض للاشتراك لزوجته بمشروع العلاج، ولم يكن ذلك ساريا على زوج الطبيبة، وتم علاج الأمر والمساواة بينهم، بالإضافة إلى أنه كان يتم منح زوجة الطبيب إعانات كانت تحصل عليها، ولا يحصل عليها زوج الطبيبة، وتم أيضا المساواة فيما بينهم، وكان يتم صرف إعانة لشباب الأطباء خاصة بالتجنيد، الطبيبة أصبحت تحصل إعانة وضع، كما تقدمت الدكتورة صفاء فؤاد عضوة المجلس بتخصيص مبلغ ألف جنيه سنويا كإعانة للدراسة، للطبيبة المُطلقة أو الأرملة، ونتمنى زيادة قيمتها، وبالفعل فور الإعلان عنها تلقينا 30 طبيبة لصرفها.
حاليا نعمل على مجموعة فيديوهات للتوعية للطبيبات بحقوقهم داخل النقابة، واتحاد المهن الطبية، وسيتبعها التوعية بحقوقهم وواجباتهم بالعمل الحكومى، أو الدخول فى مشروعات أو شراكة فى عيادة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المجالات التى يمكن للطبيبات الراغبات فى تغيير طبيعة العمل، بمجالات مرتبطة بطب الأسنان، مثل: الجودة، مكافحة العدوى، إدارة المستشفيات، طب الأسنان الرقمى، وإتاحة الفرصة للحصول على دورات تدريبية بها.
- ذكرتى أن أغلب الشكاوى مرتبطة بالتحرش فى بيئة العمل، فما اقتراحكم لحماية الطبيبات من هذه المشكلة؟
القوانين التى تحفاظ على حق الطبيبات موجودة، ومُفعلة، حيث تستطيع الطبيبة فى الوقت الحالى الحصول على حقها من خلال تقديم شكوى بنسخ المحادثات على الإنترنت مثلا، وتحاول النقابة التواصل مع أى طبيبة ترسل شكوى، مهما كانت صغيرة لكسب ثقة الأعضاء وتقديم الدعم اللازم لهم، ويتم التعامل مع الشكوى بسرية تامة، ويتم حلها من خلال التواصل مع الطرفين، لكن ما نواجهه كلجنة هو عدم إقدام الطبيبات على خطوة الشكوى فى حال التعرض لهذه المشكلة، خاصة لو مع مديرها المباشر.
واقترح الدكتور محمد بدوى، عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان، عمل كود يتضمن تعليمات محددة من حق الطبيبات والأطباء أن يضعونها داخل عياداتهم، لتوضيح ما هو مسموح به والمرفوض داخل العيادة، كما أننا طالبنا بوضع كاميرا داخل غرفة الكشف، خاصة أن غرف الكشف لأطباء الأسنان لا يتم كشف أى أجزاء من جسد المريض تمام، وكان الاقتراح أن يتم وضعها خلف كرسى الكشف، لعدم ظهور وجه المريض، وفقط وضوح الحركة داخل غرفة الكشف فى حال حدوث تجاوزات، لكن ذلك يتطلب إلى قانون، نظرا لأنه ممنوع وضع كاميرات فى غرف الكشف بالعيادات الطبية، وهو ما نحتاج إلى تغييره بالقانون، وهو مقترح من الدكتور إيهاب هيكل نقيب أطباء الأسنان، ومن المنتظر أن يتم طرحه على مجلس النقابة، لعرضه على مجلس النواب فور البدء فى انعقاد جلساته.
وفى حال إقرار ذلك، فسيتم وضع لافته فى العيادة للإشارة إلى مراقبة غرفة الكشف بالكاميرا، كنوع من أنواع الأمان، وحل جزء من المشاكل.
- ما خطة لجنة "هى" لعام 2021؟
سيتم إطلاق العديد من الفعاليات خارج مهنة الطب، ومسابقات فى المجالات الفنية أو الرياضية أو الطبخ والمعارض مثلا، ونحاول التواصل مع المجلس القومى للمرأة، لمشاركتهم فى برامجهم فى المحافظات، وتنظيم قوافل طبية لصحة المرأة، العديد من الأنشطة تقدمنا بها للمجلس لتخصيص مبالغ لها، وسنعمل على كافة المحاور التى وجدنا أن الطبيبات فى حاجة إلى عملنا عليها، كما سيتم التركيز على التوعية فى جميع المجالات، بالإضافة إلى الطبيبات المغتربات والعقود المُجحفة التى يسافرون بها، وسيتم تخصيص رقم ساخن للتواصل معهم لحل مشاكلهم، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وتقديم الدعم النفسى لما بعد الصدمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة