مرصد الأزهر يسلط الضوء على إرهاب تنظيم القاعدة فى بلاد شبه القارة الهنديّة

السبت، 05 سبتمبر 2020 02:18 م
مرصد الأزهر يسلط الضوء على إرهاب تنظيم القاعدة فى بلاد شبه القارة الهنديّة مرصد الازهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مرصد الأزهر حلقة جديدة من حلقات السلسلة التي كان قد بدأها باسم جماعات القتل باسم الدين، والتي يستعرض فيها المرصد أبرز التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تعتدي على الآمنين وتزهق أرواحهم مستغلين اسم الدين ليقوموا بتلك الأفعال التي تتنافي مع كافة الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية. 
 
"تنظيم القاعدة في بلاد شبه القارة الهنديّة- Al Qaeda in the Indian Subcontinent" والمعروف بـــــ: (قاعدة الجهاد في شبه القارة الهنديّة- (Islamist militant organization أو اختصارًا باسم (AQIS)، هو أحد التنظيمات التي ظهرت مؤخرًا في جنوب آسيا، وتحديدًا دول شبه القارة الهنديّة وعلى رأسها: الهند، وباكستان، وبنجلاديش. 
 
 
 
التأسيس ومناطق النشاط: 
 
رغم حداثة ظهور هذا التنظيم، إلا أنه ينتمي في الأصل لتنظيم "القاعدة".. التنظيم الذي يعود تاريخ تأسيسه لثمانينات القرن العشرين. ففي الثالث من سبتمبر من عام 2014 أعلن "أيمن الظواهري" الزعيم الحالي لتنظيم "القاعدة" إنشاء فرع جديد للتنظيم في بلاد شبه القارة الهنديّة يترأسه الباكستانيّ "عاصم عمر" بهدف إقامة الخلافة الإسلاميّة المزعومة في تلك البقعة المشتعلة من قارة آسيا. 
 
 
6 أعوام هي عُمْر فرع القاعدة في بلاد شبه القارة الهنديّة: (الهند/ باكستان/ بنجلاديش/ نيبال/ بوتان)، ودول الجوار وعلى رأسها: "ميانمار" و"جزر المالديف" و"سيريلانكا"؛ بهدف تأسيس الخلافة ومحاربة أنظمة الكفر -حسب وصفهم- في تلك البلاد!! مستغلين الأوضاع المتدهورة في بعض هذه الدول، وكذبك العاطفة الدينيّة لدى سكانها مثل: مسلمو الهند، الذين خاطبهم "عاصم عمر" في إصدارٍ مرئيّ، وتعجَّب من كونهم بعيدين عن القتال ضد الدولة الهنديّة، ودعاهم للتّحلّي بالحماسة والشرف من أجل استعادة المسلمين لقيادة الهند مرةً أخرى بدلًا من الهندوس. 
 
 
بالإضافة للمحاولة التي يبذلها مؤسسو هذا الفرع؛ بغية التواجد في جنوب آسيا، خاصةً مع انحصار نشاط التنظيم الأمّ في أماكن نفوذه وتواجده في أفغانستان لصالح نفوذ ونشاط تنظيم "داعش" الإرهابيّ الموسع في الشرق الأوسط وفي أفغانستان.
 
 
 
القوام والأهداف:
 
أشار "أيمن الظواهري" عبر الفيديو الذي تم بثّه في سبتمبر من عام 2014م بأن فرع التنظيم في شبه القارة الهنديّة قد استغرق ما يقرب من عامين لتأسيسه عن طريق جمع العناصر التابعة للفصائل المقاتلة؛ لتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابيّة تحت مظلة التنظيم الأمّ، ناشرًا تفاصيل إحدى هذه الهجمات وهو هجوم مدينة "كراتشي" في أواخر عام 2014. أما عن أهداف التنظيم المعلنة، فيمكن إجمالها في النقاط التالية: 
 
•    محاربة الأنظمة الحاكمة خاصة النظام الباكستانيّ.
 
•    محاربة التواجد الأمريكيّ والغربيّ في تلك المنطقة وضرب مصالحهم.
 
•    محاربة النظام الهنديّ، وضرب مصالحه، والسعي لتجنيد أبناء المسلمين في الهند، وتدريبهم وتأهيلهم لقيادة السلطة في الهند مرة أخرى.
 
•    إقامة الخلافة الإسلاميّة المزعومة في منطقة جنوب آسيا.
 
القيادة:
 
•    عاصم عمر: أمير التنظيم الذي عُيِّن من قِبَل "أيمن الظواهري". وهو باكستانيّ الأصل، وأحد الخطباء الماهرين الذين عملوا بالتدريس في إحدى المدارس الدينيّة بمدينة "كراتشي" الباكستانيّة. قام بتأليف أربعة كتب حول الجهاد، وارتبط بعدد من الجماعات الراديكاليّة مثل "حركة الجهاد الإسلاميّ"، و"حركة المجاهدين"، بالإضافة لكونه أحد القيادات السابقة لحركة "طالبان باكستان".
 
•    أحمد فاروق: هو نائب أمير التنظيم، وأحد الأعضاء السابقين في التنظيم الأمّ، ورئيس قسم الوعظ والإعلام فرع باكستان. ورغم أن تنظيم القاعدة قد أشار إلى كونه باكستانيّ، لكن بعض التقارير قد أشارت إلى أنه يحمل الجنسية الأمريكيّة. قُتِل "فاروق" في يناير من عام 2015 إثر غارة جويّة أمريكيّة بواسطة طائرة بدون طيار، شمال منطقة "وزيرستان" الباكستانيّة.
 
 
 
الاستراتيجية وأبرز العمليات الإرهابيّة:
 
رغم الأهداف والرؤية المعلنة لهذا التنظيم حديث النشأة، إلا أنه فشل في تحقيق الكثير من أهدافه أو تلبية طموحاته في منطقة جنوب آسيا، وهو ما انعكس بدوره على محدودية العمليات والهجمات الإرهابيّة التي قام بها منذ ظهوره. ربما يعود السبب في هذا الأمر لحداثة ظهوره، وتزامن هذا الظهور مع النجاح الذي حقَّقه تنظيم "داعش" الإرهابيّ على الأرض، ونجاحه أيضًا في استمالة العديد من أصحاب الفكر المتطرّف والأيديولوجيات الراديكاليّة. ويمكن القول بأن ضعف وانحسار نشاط تنظيم القاعدة في أفغانستان لصالح تنظيم "داعش" الإرهابيّ كان له عظيم الأثر في تحجيم نشاط هذا الفرع وتقليل مساحة انتشاره.
 
 ورغم هذا الفشل لكنه وللأسف الشديد نجح في تنفيذ عددٍ محدودٍ من الهجمات والعلميات الإرهابيّة، اثنان منهما قبل الإعلان الرسميّ عن تشكيله، وكان أبرزها:
 
•    2 سبتمبر 2014: مقتل 3 أشخاص، بينهم ضابط بالجيش الباكستانيّ وأخوه، في الهجوم الذي استهدف أحد المساجد الشيعيّة في مدينة "سارجودها" الباكستانيّة.
 
•    18 سبتمبر 2014: مقتل الباحث د/ محمد شكيل، رميًا بالرصاص في مدينة "كراتشي" الباكستانيّة.
 
•    7 أغسطس 2015: مقتل المدون البنغاليّ "نولي نيل"، في شقته بمدينة "دكا" عاصمة "بنجلاديش".
 
 
العلاقة مع التنظيمات الأخرى والموقف الإقليميّ والأمميّ:
 
بعد ظهور التنظيم وإعلان "الظواهري" عن تواجده الرسميّ، قامت جماعة "أنصار التوحيد والجهاد الكشميريّة" بدعم فرع تنظيم القاعدة في بلاد الهند، وذلك عبر مقطع الفيديو الذي نشرته على الشبكة العنكبوتيّة، وعرضت توفير المأوى لما وصفتهم بـ: "المجاهدين الأجانب"، وعرضت أيضًا القتال إلى جانبه. كما أعلن "أسامة محمود"، المتحدث باسم فرع القاعدة بالهند، عن دعم حركته للجماعات المسلحة في كل من "داغستان" و"الشيشان" و"اليمن". 
 
واعتبر التنظيم تنظيمًا إرهابيًا في كل من "الولايات المتحدة الأمريكيّة" و"باكستان" و"الهند" و"كندا" ومن قبل الأمم المتّحدة كذلك. 
 
كانت هذه هي أهم ملامح الجماعة الثانية في بلاد شبه القارة الهندوباكستانية ضمن سلسلة تقارير "جماعات القتل باسم الدّين" التي يصدرها مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف؛ بهدف تسليط الضوء على استراتيجيات الجماعات المسلحة في مختلف مناطق العالم، بالإضافة إلى أبرز أهدافها والعمليات التي قامت بها فضلًا عن خلفيتها التاريخيّة، إلى جانب عرض نبذة مختصرة عن القيادات التي تولت زمام أمورها بهدف التنبيه على خطورة هذه الجماعات التي تقاتل باسم الدّين وتعمل على استمالة عقول الشباب من خلال شعاراتها الرنانة، متناسين أن إعمار الأرض وعدم الفساد فيها من أعظم غايات ديننا الحنيف.
 
وأنه بتأمل ما تقوم به هذه المجموعات المتطرفة نجدها تقوم بكل ما هو عكس ذلك، فلا ينصرون الإسلام، ولا يعمرون الأرض، ولا يجادلون بالتي هي أحسن، ولا يقولون قولًا معروفًا، ولا يدفعون بالخير والسلام الذي هو أساس الدّين.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة