هل يعتقد العرب وجود قائدين باسم الإسكندر؟.. كلمة السر ذو القرنين

الجمعة، 04 سبتمبر 2020 05:00 م
هل يعتقد العرب وجود قائدين باسم الإسكندر؟.. كلمة السر ذو  القرنين الإسكندر الاكبر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الإسكندر الأكبر واحد من أعظم القادة العسكريين والفاتحين فى التاريخ البشرى، هذا الرجل المقدونى الذى استطاع أن يقود إمبراطورية مترامية الأطراف من مشارق العالم إلى مغاربها، وحقق انتصارات  لم يسبق أن شهد لها العالم مثيل من قبل، لكن جزءا كبير  من سيرته وهويته يبقوا مجهولين عبر التاريخ.
 
رأى عدد من المورخين القدماء والمفسرين من الفرس والعرب أن شخصية ذى القرنين التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم هو نفسه الإسكندر المقدوني، وذلك في قوله تعالى في سورة الكهف: 
 
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98).
 
قال ابن كثير فى البداية والنهاية "ذكر الله تعالى ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط، والصحيح  أنه كان ملكا من الملوك العادلين"، بينما قال الحافظ ابن حجر:"وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذِي الْقَرْنَيْنِ فَقِيلَ كَانَ نَبِيًّا، وَقِيلَ: كَانَ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَة، وقيل لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا وَلَا مَلَكًا، وَقِيلَ: كَانَ مِنْ الْمُلُوك، وَعَلَيْهِ الْأَكْثَر".
 
ومن الأقوال التي ذكرها ابن كثير كذلك في هذا الأمر أن «الأزرقي» وغيره قالوا: "إن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل عليه السلام.
 
من هؤلاء المفسرين الذين أشاروا إلى أن ذي القرنين الذي ذكر في القرآن هو الإسكندر الأكبر الإمام القرطبي في تفسيره وما أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في "كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر" بإسناد فيه ابن لهيعة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذي القرنين فقال: "كان من الروم فأعطي مُلكًا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية، فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال: انظر ما تحتك، قال: أرى مدينة واحدة، قال: تلك الأرض كلها، وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا، فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم".
 
بحسب الباحث كريم عبد المجيد، فإن المستشرق الألماني "تيودور نولدكه" ذكر أن قصة ذو القرنين اقتبست من قصيدة عرفت باسم "نشانا"، أو اختصارًا بـ "قصيدة عن الملك الورع الإسكندر الأكبر والبوابة التي قام ببنائها ضد يأجوج ومأجوج" وهي تنسب إلى القديس "يعقوب السروجي" الذي توفى عام 521م وفيها نفس القصة الموجودة عن ذهاب ذي القرنين إلى يأجوج ومأجوج، وبناء سد عليهم كما وجدت في النص القرآني، ولكن بفترة سابقة عن القرآن بقرن من الزمان تقريبًا، كما أن ذا القرنين هنا هو الإسكندر المقدوني.
 
قال أبو الريحان الهروي المنجم في كتابه الذي سماه بالآثار الباقية عن القرون الخالية: قيل: إن ذا القرنين هو أبو كرب شمر بن عبير بن أفريقش الحميري، فإنه بلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها، وهو الذي افتخر به أحد الشعراء من حمير، حيث قال:
قد كان ذو القرنين قبلي مسلمًا 
ملكاً علا في الأرض غير مفندي 
بلغ المشارق والمغارب يبتغي 
أسباب ملك من كريم سيد 
 
ثم قال أبو الريحان: ويشبه أن يكون هذا القول أقرب؛ لأن الأذواء كانوا من اليمن، وهم الذين لا تخلو أساميهم من ذي كذا؛ كذي النادي، وذي نواس، وذي النون وغير ذلك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة