سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..3 سبتمبر 1974.. السادات يسأل الفريق فوزى: «بذمتك.. عبدالناصر كان ناوى يحارب؟»، وفوزى يرد «نعم، وكان توجيهه ألا نتأخر عن ربيع 1971»

الخميس، 03 سبتمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..3 سبتمبر 1974.. السادات يسأل الفريق فوزى: «بذمتك.. عبدالناصر كان ناوى يحارب؟»، وفوزى يرد «نعم، وكان توجيهه ألا نتأخر عن ربيع 1971»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحب الرئيس السادات بالفريق أول محمد فوزى وزير الحربية الأسبق فى أول لقاء بينهما باستراحة برج العرب يوم 2 سبتمبر 1974، وذلك بعد خروج فوزى من السجن فى قضية 15 مايو 1971، والتى انتهت بحسم السادات الصراع لصالحه مع كبار المسئولين الذى عملوا بجوار جمال عبدالناصر، وقضت المحكمة العسكرية بسجن فوزى بالأشغال الشاقة 15 سنة، وقرر السادات إعفاءه من استكمال المدة (راجع: ذات يوم، 2 سبتمبر 2020).
 
يكشف فوزى أسرار هذا اللقاء، للكاتب الصحفى عبدالله إمام، فى كتابه: «الفريق أول محمد فوزى، النكسة، الاستنزاف، السجن»، حيث يتذكر: «بدأ السادات بقوله وهو مقبل علىَّ للسلام فى مدخل الاستراحة: بصمت لهم ياسى فوزى؟ وهى مقولة ظلت عالقة فى ذهنه منذ أن فوجئ باستقالتى مع زملائى- قادة ورجال عبدالناصر- يوم 15 مايو 1971، وما ترتب على ذلك من انفعال وأسى وحزن فى شخصه».
 
يؤكد فوزى: «سارعت بالرد: ما هو سيادتك السبب فيما حدث، يعنى توافق على الاستعداد لبدء القتال، وتحدد يومه ثم تخذلنى فى آخر لحظة وترفضه وتضعنى فى موقف محرج أمام القادة والضباط وعاوزنى استمر معك؟! كلا، مهمتى التى كلفنى بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يوم 11 يونيو 1967 بمواجهة العدو الإسرائيلى، وبناء القوات المسلحة على أسس علمية، انتهت يوم أن تراجعت أنت عن تأكيد بدء الاستعداد لمعركة تحرير الأرض يوم 12 مايو 1971 حيث حررت استقالتى».
 
يتذكر فوزى: «لم يعلق الرئيس السادات على مواجهتى هذه، وقال: أنا طلبتك للتهنئة بالإفراج عنك ورفع المعاناة النفسية عنك، مش عاوز تفتح الموضوع تانى وتحاول تنساه، واستطرد فى القول: أنا بادرت بطلبك بصفة خاصة تكريما لك ولن أكررها مع آخرين»، يعلق فوزى: «أدركت بعد هذه الجملة أن السادات لم يقدر الإساءة ولا التشهير ولا إلقاء تهمة الخيانة العظمى علىَّ والتى لم تثبت قضائيا، وما تلتها من أحكام بالأشغال الشاقة على شخصى، وأنا فى قمة السلطة العسكرية ولى يد طولى فى ما يكتسبه الآن من إيجابيات».
 
فاجأ السادات، الفريق فوزى بسؤال لم يتوقعه، وهو: بقى بذمتك يا فوزى، عبدالناصر كان ناوى يحارب؟»، يؤكد: «أجبته على الفور بنعم، إذ أن الرئيس عبدالناصر أصدر لى أمر الاستعداد للقتال ليكون فى آخر فترة إنهاء وقف إطلاق النار الذى كان محددا له يوم 7 نوفمبر 1970، كما كان توجيه الرئيس الراحل لى وللزميل محمود رياض- وزير الخارجية فى ذلك الوقت- أن التوقيت السليم لمعركة التحرير، يجب ألا يتأخر عن ربيع 1971 لأسباب تتعلق بميزان القوى بيننا وبين إسرائيل، وكان الرئيس عبدالناصر يتابع خطط عمليات القوات المسلحة كل ثلاثة شهور، ويطلع على نموها وتعديلاتها طبقا لنمو حجم وتطور وتأهيل قدرات أفرع القوات المسلحة المختلفة من عام 1968 حتى 1970 بدأ بالخطة 200 الدفاعية ونهايته بالخطة جرانيت الهجومية لتحرير سيناء كاملة، وكان آخر عرض لخطط عمليات جرانيت للجبهة المصرية وخطط العمليات الهجومية لسوريا فى الجولان قد عرضتها على الرئيس عبدالناصر فى مرسى مطروح، لأخذ التوجيه النهائى بعد وقف إطلاق النار فى 8 أغسطس 1970، وكان قرار عبدالناصر، والذى أبلغه إلى الزميل محمود رياض أيضا، أن يكون استعداد القوات المسلحة لتنفيذ المرحلة الأولى للخطة جرانيت وهى وصول القوات إلى المضايق الجبلية شرق قناة السويس فى ميعاد انتهاء مرحلة وقف إطلاق النار التى تنتهى فى 7 نوفمبر 1970».
 
يؤكد فوزى، أن السادات غير موضوع الحديث، وسأله عن كيف كان يعامل الفريق محمد أحمد صادق طوال فترة وجوده معه، ثم نطق بألفاظ نابية ضده وهو يجز على أسنانه، وقال: «طلع خبيث وعيل، وسوف يجىء له يوم، كان صادق رئيسا للأركان مع فوزى، ثم أصبح وزيرا للحربية بعده، وأقاله السادات قبل حرب أكتوبر 1973».
 
يتذكر فوزى: «لم أعلق بكلمة على أوصاف السادات لصادق، لجهلى بما ارتكبه الفريق صادق فى حق الرئيس وقت غيابى فى السجن، لكنى قدرت أن غيظ السادات منه أكثر وأعمق مما أذيع عن الفريق صادق عند إقالته فى أكتوبر 1972، ويشاء الله العلى القدير أن تكون نهاية السادات قبل نهاية صادق بسنتين». يذكر فوزى، أن السادات كرر رغبته فى نسيان موضوع القضية التى أدخلتنى السجن، يؤكد: «طلب منى عدم التردد فى طلب أى شىء احتاج إليه»، يضيف: «انتهت المقابلة التى دامت حوالى ساعة». 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة