أكرم القصاص - علا الشافعي

تجدد النزاع المسلح بين أرمينيا وأذربيجان.. الطرفان يتهمان بعضهما بنزع فتيل الاشتباكات.. رئيس الوزراء الأرمينى يعلن الأحكام العرفية والتعبئة العامة.. ونظيره الأذرى يتعهد بالنصر.. وموسكو تتوسط لوقف إطلاق النار

الأحد، 27 سبتمبر 2020 03:30 م
تجدد النزاع المسلح بين أرمينيا وأذربيجان.. الطرفان يتهمان بعضهما بنزع فتيل الاشتباكات.. رئيس الوزراء الأرمينى يعلن الأحكام العرفية والتعبئة العامة.. ونظيره الأذرى يتعهد بالنصر.. وموسكو تتوسط لوقف إطلاق النار جانب من الاشتباكات
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجددت مرة أخرى الاشتباكات المسلحة على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا، اليوم الأحد، والتى أسفرت عن مقتل مدنيين من الجانبين، وسط تبادل الجانبين الاتهامات ببدء القتال.
 
اثار الاشتباكات
اثار الاشتباكات
 
وتبادل الطرفان الاتهمات حول من بدء بالهجوم، حيث اتهمت أرمينيا أذربيجان بقصف المناطق السكنية المدنية مما أدى إلى مقتل سيدة وطفل وإصابة آخرين، وأشارت إلى أن الجيش الأذربيجانى قصف المدارس أيضا ما نتج عنه أضرارا جسيمة بالبنية التحتية فى المناطقة المستهدفة، وفقا لوكالة الأنباء الأرمينية.
 
 
وفى المقابل، اتهمت أذربيجان أرمينيا باستهداف المناطق السكنية، مشيرة إلى أنها ردت على مصادر النيران وأسكتتها، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع.
 
ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات
ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات
 
وقالت وزارة  الدفاع الأذرية فى بيانها، إن نقاط نيران قوات الاحتلال الأرمينى يتم التصدى لها بنشاط متبادل منسجم لوحدات عسكرية فى الخطوط الأمامية ووحدات الصواريخ والمدفعية والطيران والمعدات المدرعة وسائر أنواع الجيوش على طول خط الجبهة خاصة باتجاهى تارتار وأجدام وكذلك فضولى وجبرائيل أكثر مناطق خط الجبهة توترًا.
 
ارمينا  واذربيجان
ارمينا واذربيجان
 

وتأتى هذه التطورات بعد شهرين من تصعيد عسكرى شهدته المنطقة الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان منتصف يوليو الماضى، يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب فيه.

 

وأعلن رئيس الوزراء الأرمينى الأحكام العرفية والتعبئة العامة، فيما تعهد رئيس أذربيجان بتحقيق النصر على أرمينيا فى النزاع.

 

من جهتها، دعت موسكو الجانبين لوقف النار، وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسى، فلاديمير جباروف أنه يجب على أطراف النزاع الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

 

الحرب بين ارمينيا وأذريبجان
الحرب بين ارمينيا وأذريبجان
 
 

وأعلن أرايك أرتونيان رئيس الإدارة الأرمينية الانفصالية المسماة "جمهورية ناغورنى قره باغ" حالة الحرب والتعبئة العامة على جميع أراضى الإقليم.

 

وقال خلال جلسة طارئة للبرلمان فى عاصمة الإقليم ستيباناكرت، أنه قرر إعلان الأحكام العرفية وتعبئة جميع الذكور القادرين على الخدمة العسكرية ممن تتجاوز أعمارهم من 18 عاما.

 

وأضاف أن الجانب الأرمينى لا يريد الحرب التى تستدرجه إليها أذربيجان حسب تعبيره، محملا الرئيس الأذربيجانى المسؤولية عن الكارثة الإنسانية التى ستلحق بالمنطقة جراء الحرب.

 

جانب من الاشتباكات
جانب من الاشتباكات
 

وكان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قال -فى ساعة مبكرة من صباح اليوم- أن أذربيجان هاجمت مناطق مدنية فى الإقليم، ثم قال لاحقًا عبر موقع فيسبوك "فلنقف بحزم خلف دولتنا وجيشنا… وسننتصر".

 

ويتنازع البلدان السيطرة منذ عقود على منطقة ناجورنى قره باج، حيث تتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلال نحو 20% من الأراضى الأذرية منذ عام 1992، والتى تضم إقليم "قره باج" الذى يتكون من خمس محافظات، وخمس محافظات أخرى غربى البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتى "آغدام"، و"فضولي".

 

وتسبب الاحتلال الأرمينى بتهجير نحو مليون أذربيجانى من أراضيهم ومدنهم، فضلًا عن مقتل نحو 30 ألف شخص جراء النزاع بين الجانبين.

ويقع إقليم "ناجورنى قره باج" وهو جيب جبلى داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرمينى أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991.

 

ويشار إلى أن إقليم ناجرنى قره باج (قراباج الجبلية) ذى الحكم الذاتى المتكون من 5 محافظات صغيرة مع السكان الأرمن والأذربيجانيين داخل جمهورية أذربيجان أنشئ للحل الجزئى لمزاعم الأرمن على أراضى أذربيجان بقرار من الزعيم السوفييتى ستالين.

 

وجرت الحرب العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان فى الفترة ما بين 1991-1994 حول إقليم قاراباج الجبلى الأذربيجانى وأسفرت هذه الحرب عن احتلال أرمينيا 20% من أراضى أذربيجان بما فيها إقليم قاراباج الجبلى وال7 محافظات المحيطة بها من قبل القوات المسلحة الأرمينية ونزوح أكثر من مليون شخص عن مسقط رؤوسهم. ووضع توقيع اتفاق بشكيك لوقف إطلاق النار حدا لاستمرار العمليات العسكرية بين الطرفين.

 

وكانت روسيا القوة الإقليمية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى دعوا الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين إلى وقف إطلاق النار، وتتبادل باكو ويريفان الاتهامات ببدء المعارك.

 

وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل نحو ثلاثين عاما لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول ناغورنى قره باغ الذى تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.

 

وتلى ذلك حرب أدت إلى مقتل 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف. ورغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994 وقيام وساطة روسية أميركية فرنسية تحت اسم "مجموعة مينسك"، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة، وجرت آخر المعارك الجديرة بالذكر فى ابريل 2016، وقد أدت إلى مقتل 110 أشخاص.

 

و شهدت أرمينيا التى صارت مسيحية منذ القرن الرابع، تاريخا مضطربا بعد استقلالها عام 1991. وعرفت هذه الدولة الفقيرة وغير الساحلية عدة ثورات وعمليات قمع دموية، وعمليات اقتراع مطعون فيها، على خلفية نزوع عدة زعماء لممارسات زبائنية وسلطوية.

 

وأوصلت ثورة سلمية فى ربيع 2018 رئيس الحكومة الحالى نيكول باشينيان إلى السلطة. أجرى هذا الأخير إصلاحات، لقيت ترحيبا واسعا، لإحلال الديموقراطية واجتثاث الفساد.

 

 كما انخرطت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة فى الجهود الرامية لإحلال السلام وعرفت بـ"مجموعة مينسك"، لكن آخر محاولة تذكر للتوصل إلى اتفاق سلام انهارت فى 2010.

 

واستثمرت أذربيجان الغنية بالطاقة بشكل كبير فى جيشها وتعهّدت مرارا باستعادة قره باج بالقوة، وأعلنت أرمينيا بدورها أنها ستدافع عن المنطقة التى أعلنت استقلالها لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على يريفان.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة