المفكر إدوارد سعيد دافع عن المجتمع الإسلامى.. اقرأ كتابه "تغطية الإسلام"

الخميس، 24 سبتمبر 2020 05:00 م
المفكر إدوارد سعيد دافع عن المجتمع الإسلامى.. اقرأ كتابه "تغطية الإسلام" المفكر الراحل إدوارد سعيد
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى رحيل المفكر الكبير إدوارد سعيد، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 24 سبتمبر من عام 2003، واشتهر الراحل بين المثقفين والمفكرين العرب بكتابه الشهير "الاستشراق"، لكنه كتب العديد من الكتب الأخرى التى طرحت وناقشت العديد من القضايا الثقافية والسياسية وغيرها، وخلال التقرير التالى نستعرض أبرز دوافعه عن نشر كتاب "تغطية الإسلام"، والذى يعده الكتاب الجزء المكلمل لكتابه الاستشراق.

يقول إدوارد سعيد عن كتابه "تغطية الإسلام" الذى صدر عام 1981م: إن موضوعى معاصر بصورة مباشرة وهى المواقف الغربية والمواقف الأمريكية خصوصاً إزاء العالم الإسلامى الذى بدأ الغربيون يرون منذ مطلع السبعينيات أن له صلة وثيقة بهم ومع ذلك فهو يموج بالقلاقل المعادية لهم ويمثل مشكلة لهم، وكان من بين أسباب هذه الرؤية إحساسهم الحاد بنقص إمدادات الطاقة، وهو الإحساس الذى تركز على النفط العربى ونفط الخليج العربى".

قدم إدوارد سعيد الكتاب محأولا رصد النظرة الغربية الحديثة للعالم الإسلامى، ولهذا قام على رصد ردود فعل العالم فى الغرب بصفه عامة، وأمريكا بصفة خاصة، تجاه المجتمع الإسلامى.

ويقول إدوارد سعيد إن التغطية الإعلامية للإسلام مليئة بالمغالطات وبعيدة عن الموضوعية حيث يتم تصوير الإسلام كدين يتميز بالعصبية العرقية والكراهية الثقافية والجنسية، فى حين تحظى المسيحية واليهودية باحترام كبير.

وضرب إدوارد سعيد العديد من الأمثلة التى تتسبب فى نظرة المجتمع الغربى للمجتمع الإسلامى بتلك الصورة التى دفعته لكتابة"تغطية الإسلام"، فاستشهد بدور الصحفيين المرسلين إلى مناطق النزاعات والذين ليس لهم معرفة بهذه المجتمعات، فمثلاً خلال أزمة الرهائن الأمريكيين أثناء الثورة الإيرانية أرسل ما يقارب 300 صحفى دون أن يكون بينهم وأحد يعرف اللغة ألفارسية الأمر الذى جعلهم يكتبون تقارير شبه جاهزة وأحياناً سطحية لاتعدو كونها مجرد قوالبَ شكلية ومعدةٍمن قبل.

كما رأى إدوارد سعيد أن الأزمة تعدت الصحافة لتصل إلى المؤسسات الأكاديمية فهو يعجب من أن طالب الماجستير أو الدكتوراه المتخرج من الجامعات الكبرى الأمريكية والأوروبية فى مجال الشرق الأوسط، نجده لا يتقن اللغة العربية،  بهذه الصورة يرى واقع ما يحدث فى الإعلام الغربى والدراسات الغربية ضد الإسلام، من إطلاق التعميمات التى تؤكد أن الإسلام هو تهديد للحضارة الغربية، ومحأولة إعطاء أمثلة على ذلك التهديد عن طريق عرض سلوكيات وآراء فردية لا علاقة لها بالإسلام الحقيقى، وفى المقابل نجد الإعلام الأمريكى من خلال سطوته على العالم عموماً والعالم العربى خصوصاً على تبنى وتثبيت أفكار هذا الإعلام من قبل المستقبلين والمستمعين.

ويضيف إدوارد سعيد: يميل المسلمون إلى الاعتماد على مجموعة صغيرة جداً من وكالات الأنباء الاجنبية التى ينحصر عملها فى إعادة بث الأنباء باتجاه العالم الثالث، حتى فى الحالات الكثيرة التى يكون فيها ذلك العالم هو النبأ، وانطلاقاً من كونه مصدراً للأنباء أصبح العالم الثالث عموماً والعالم الإسلامى بشكل خاص مستهلكين للأخبار، ولأول مرة فى التاريخ (وأعنى بأول مرة هذا النطاق الواسع) يمكن القول بأن العالم الإسلامى أصبح يعلم عن ذاته ويتعرف عليها عبر صور وتواريخَ ومعلومات مصنعة فى الغرب.

ونجد من خلال  كتاب "تغطية الإسلام" عمل على استكمال رؤيته فى كتاب "الاستشراق" إذ قسم العالم قسمين شرقى وغربي، ونظر إلى الشرق على أنه الإسلام حيث حأولت وسائل الإعلام الحديثة، التى حلت مكان المستشرقين التقليديين، إيصال صورة مختزلة ومشوهة عن الإسلام الحقيقى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة