هل عرف المصريون القدماء "التحفيل" على بعضهم؟

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020 06:00 م
هل عرف المصريون القدماء "التحفيل" على بعضهم؟ الحضارة الفرعونية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع هيمنة وسائل التواصل الاجتماعى، وجد المتعصبون بين جماهير كرة القدم منصة واسعة لممارسة ما بات يعرف بـ "التحفيل"، بهدف الاستهزاء بالخصم، أو الاحتفال بطريقة ساخرة، ومهينة أحيانا.
 
وتطورت هذه الظاهرة مؤخرا، خاصة فى الأعوام العشر الأخيرة، لتأخذ منحنى تصاعدى، بسبب ظهور منصات التواصل الاجتماعى، التى سهلت عملية "التنمر الرياضى"، وعادة ما يلجأ المستخدمون فى عالم "التحفيل" إلى الصور الساخرة، والعبارات المهينة للخصم، بينما يحاول جمهور الخصم الرد باستخدام "أسلحة" أخرى، مثل التاريخ أو المواجهات السابقة.
 
وأصبح "التحفيل" ظاهرة مجتمعية تظهر فى أوقات المباريات الجماهيرية الكبرى، حيث يقوم جمهور كل نادي بالسخرية من الجمهور الآخر، لكن ربما لم يكن "التحفيل" بأمر جديد على المصريين، والسخرية والدعابة وربما الاستهزاء بالآخر عرفه المصرى القديم منذ العصور الأولى.
 
ولم يغفل الكاتب المصرى إظهار حسه الفكاهى والسخرية فى الأدب، إذ تحتوى السخرية فى الأدب المصرى القديم على عبارات من النقد، والتهكم والدعابة، وذلك بهدف التعريض بشخص ما، أو بفكرة ما، ومحاولة نقد سلبياته عن طريق الكلمة، إذ تضمنت كثير من النصوص الأدبية المدونة على البرديات كثيرًا من العبارات المضحكة والساخرة، وبالتالى نجد أن الأدب الساخر له أصول ممتدة عند المصرى القديم.
 
ومن ضمن هذه التصويرات الساخرة من الحياة الاجتماعية آنذاك، ذكرها الدكتور زاهى حواس فى مقالة له سابقًا، متحدثًا عن رسمةٍ على الجدران يصور راعيًا شديد النحافة بصورة مبالغ فيها، حتى ليكاد يقترب شكله إلى الهيكل العظمى، وقد صور هذا الراعى المسكين وهو يجر بقرة ثمينة بصورة مبالغ فيها؛ وقد امتلأ ضرعها باللبن حتى يكاد يلامس الأرض، وبالطبع، المعنى واضح، فهذا الراعى البائس رغم كونه يرعى مثل هذه البقرة الثمينة التى لا يملكها، فإنه يكاد لا يجد قوت يومه.
 
مشهد آخر يعبر عن الحس الفكاهى لدى المصرى القديم، نستدل عليه من الحوار المتبادل بين اثنين من النحاتين وقد صوِّرا وهما يقومان بنحت تمثالين، أحدهما من الخشب، والآخر من الحجر، وذلك على جدران إحدى مقابر النبلاء بالجيزة التى تعود إلى عصر الأسرة الخامسة، أما النحات الذى ينحت الحجر فيقول: "كلت يدى ومضت أيام طويلة، وأنا أعمل فى هذا التمثال، ويبدو أننى لن أنتهى منه أبدا"، فيجيبه زميله ساخرًا - بينما يضع اللمسات النهائية على تمثال من الخشب: "اشتغل اشتغل، ولا تكن غبيًا فليس الحجر كالخشب".
 
ومن المناظر المثيرة للضحك، تلك التى صورت الحراس، وهم فى قمة الكسل وفى حالة نوم، ومن أشهر المناظر التى تتعلق بالحراس الكسالى، وجدت فى مقبرة "إنتف" فى منطقة دراع أبى النجا فى طيبة، وفيها نجد حارس الباب فى سُبات عميق، بينما يطرق زملاؤه عليه الباب حتى يفتح لهم، وكان رده باردًا، إذ قال لهم أنه متعب ويريد أن ينام.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة