د. إبراهيم نجم

مصر المحروسة

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل من يستقرئ أحداث تاريخ مصر القديم والحديث يدرك تماما صدق مقولة (مصر محروسة)، هذه التسمية التى تعنى مدى تجلى عناية الله تعالى بالحفظ والرعاية والحماية لمصر وأهلها من كل سوء ومكر وكيد وعدوان، لقد تكالبت على مصر الصوارف والحوادث الجسام والمؤامرات والاعتداءات المعقدة الجسيمة من الخارج والداخل، لكن مصر لم تنهزم أبدا، بل قاومت وانتصرت فى كل ما واجهته من صروف ومصاعب، لو عدنا بالذاكرة قليلا وتأملنا ما حدث فى يناير 2011 وما بعدها من مؤامرات ودسائس وفتن من قوى دولية معادية، وجماعات وتيارات داخلية بعضها يزعم الوطنية وبعضها يدعى الإسلام، أحداث كادت تعصف بمستقبل البلاد وتدخلها فى موجات ودوامات من الصراعات والفتن الجديرة بالقضاء على أى بلد، وقد بلغ الأمر ذروته عندما تمخضت هذه الأحداث عن تولى الجماعة الإرهابية سدة الحكم، تصوروا الجماعة التى تعادى الوطن والجيش والشرطة ولا تحمل ذرة من الخير لمصر ولا لشعبها تتولى حكم البلاد ومعها رصيد كبير وتاريخ طويل من الكراهية والمكر والحيل باسم التمكين للدين واستعادة الخلافة واستمالة بسطاء الناس، كنا نقف أمام هذا المشهد بكل تفاصيله وتداعياته فلا نجد أما أعيننا بمنطق الأسباب إلا اليأس والإحباط، ولا نرى الأحداث ماضية إلا من سيئ إلى أسوأ، لكن الله تعالى بقدرته وإرادته حوّل قلوب أغلب المصريين عن هذه الجماعة وكشف لبصيرتهم كذبهم وتلاعبهم بالدين، فحدثت المعجزة الخارجة عن كل حساب وتدبير بشرى فى سنة واحدة، واتخذ الشعب المصرى قرار إزالة الإخوان لا من حكم مصر فقط، بل من التاريخ والحاضر والمستقبل أيضا، ولما كشفت الجماعة عن وجهها القبيح وأسفرت عن مخطط التآمر من خلال قنواتهم الخبيثة التى تبث سموم الحقد والكراهية ضد الشعب المصرى وضد الجيش وضد الشرطة ما ازداد المصريون إلا بصيرة ووعيا وإدراكا، بأن هذه الجماعة الخبيثة ما هى إلا سرطان مدمر، كاد يفتك بالمصريين ويدمر عقائدهم وتسامحهم وتعايشهم ووسطيتهم، لكن حراسة الله تعالى لمصر والمصريين جعلتهم يتخذون القرار المناسب فى الوقت المناسب، وتكاتف الشعب مع خير أجناد الأرض لمواجهة التحديات الناجمة عن تحالف الإخوان مع القوى الدولية لإسقاط مصر، لكن مصر محروسة بعناية الله وبشعبها وجيشها وبقائدها الرئيس الفذ والقائد الشجاع عبدالفتاح السيسى، الذى هو مظهر واضح ودليل قوى على حراسة الله لهذا الوطن برئيس تحمل مسؤولية وطن تشير كل الدلائل إلى صعوبة العبور به إلى بر الأمان، فى ظل هذه الظروف والتحديات، فماذا فعل الرئيس السيسى بتوفيق الله وحراسته له ولمصر؟ قلب الموازين وخاض عدة معارك فى وقت واحد، خاض معركة إيقاظ همم المصريين للنهوض ببلادهم نحو التطوير والتحديث، والتخلص من الفكر الدينى المتخلف، ودعا المؤسسات الدينية إلى تجديد الخطاب الدينى حتى نخرج من بوتقة الإرهاب الفكرى العفن الذى يؤدى حتما إلى الإرهاب المسلح، وخاض معركة محاربة الأمراض التى تفتك بصحة المصريين المواكبة أيضا لمعركة الحفاظ على مصر من فيروس كورونا، وخاض معركة الإصلاح الاقتصادى بطريقة علمية مدروسة لم يستطع أى رئيس قبله أن يقتحم هذه المعركة الشائكة بهذا القدر من القوة والجسارة، فتحرر سعر الدولار وسط توقعات بارتفاعات فلكية، والذى حدث هو العكس تماما نزل الدولار نزولا تدريجيا معقولا، وفى نفس الوقت قام الرئيس السيسى بثورة إنتاجية كبيرة لاستعادة مصر مكانتها الإنتاجية والصناعية فى العالم، واستلزم هذا إحداث طفرة حقيقية فى مجال التخطيط وإنشاء الطرق ورصفها وبناء الجسور والكبارى والأنفاق وبناء محطات الكهرباء والطاقة، شىء خارج طوق العقل أن يتصوره لو لم يكن واقعا ملموسا مشاهدا فى كل لحظة تمر علينا، وفى نفس الوقت ورغم كل الصعوبات قام القائد العظيم باستكمال تطوير وتحديث الجيش المصرى الذى يحمى كل هذه المنجزات فى زمن لا يعترف إلا بالقوة، فيصبح الجيش المصرى الأول فى الشرق الأوسط والتاسع على العالم، ما جعله قادرا على ردع كل القوى المعادية وفرض سيطرته أرضا وجوا وبحرا، ووضع خطوطا حمراء أرعبت المعتدين الذى أرادوا أن يفرضوا علينا مشروعهم الإرهابى الخبيث، إن عبور مصر بقيادة الرئيس السيسى وتوفيق الله له وتأييده له لهو أكبر دليل على حراسة الله لهذا الوطن بهذا القائد الفذ الاستثنائى فى هذا الوقت العصيب، وإن الأقدار المحضة لتقف بجانب مصر وشعبها وقائدها بشكل أشبه بالمعجزات والخوارق، ففى خضم تعقد مباحثات سد النهضة وتعنت الجانب الإثيوبى، يرسل الله تعالى الفيضان الكبير من إثيوبيا إلى مصر، مستوعبا فى بحيرة السد العالى ومفيض توشكى ليستقر فيهما مخزون من المياه يكفى مصر لسنوات، وفى خضم محاربة الرئيس للبناء العشوائى على أراضى الدولة والأراضى الزراعية التى بوّر منها ما يقرب من مائتى ألف فدان فى البناء غير المخطط، استغلت جماعات الظلام الأحداث لتشويه الدولة المصرية والجيش المصرى بنشر أكاذيب حول هدم المنازل والمساجد وانطلقت الأبواق المنافقة للدعوة إلى الثورة والفتنة، وإذ بالله تعالى يرسل رحمته وحراسته لمصر فى صورة المرأة المصرية والأم الأصيلة السيدة صفية، لتخرج من حقيبتها جنيهات قليلة تهزم بها مخططات بمليارات الدولارات أنفقت فى الفترة الأخيرة لتشويه سمعة الجيش المصرى، ويلتف الشعب أكثر وأكثر حول جيشه الذى هو درعه وسيفه، وحول قائده الذى هو أكبر مظهر من مظاهر حراسة الله لهذا الوطن، فمصر محروسة بقلوب أبنائها وبشجاعة قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة