صور نزول الوحى على النبى محمد عليه السلام.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 05:00 م
صور نزول الوحى على النبى محمد عليه السلام.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبطت بعثة النبى، محمد عليه الصلاة والسلام، بنزول الوحى، لكن كيف كان الوحى يأتي إليه، هذا ما تحدث فيه التراث الإسلامي، وسنعرفه معا.

يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ بن كثير، تحت عنوان "فصل فى كيفية إتيان الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم":

قال مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضى الله عنها، إن الحارث بن هشام سأل رسول الله ﷺ، قال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟

فقال: "أحيانا يأتينى مثل صلصة الجرس - وهو أشده على - فيفصم عنى وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا يكلمنى فأعى ما يقول".
 
قالت عائشة رضى الله عنها: ولقد رأيته ﷺ ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وأن جبينه ليتفصد عرقا أخرجاه فى (الصحيحين) من حديث مالك به.
ورواه الإمام أحمد، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة به نحوه.
وكذا رواه عبدة بن سليمان، وأنس بن عياض، عن هشام بن عروة.
وقد رواه أيوب السختيانى، عن هشام، عن أبيه، عن الحارث بن هشام أنه قال: سألت رسول الله ﷺ فقلت: كيف يأتيك الوحى؟
فذكره، ولم يذكر عائشة.
وفى حديث الإفك قالت عائشة: فوالله ما رام رسول الله ﷺ، ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه.
فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى أنه كان يتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو فى يوم شات من ثقل الوحى الذى نزل عليه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنى يونس بن سليم، قال: أملى على يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القارى سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله ﷺ الوحى يسمع عند وجهه كدوى النحل.
وذكر تمام الحديث فى نزول: "قد أفلح المؤمنون".
وكذا رواه الترمذي، والنسائى من حديث عبد الرزاق، ثم قال النسائي: منكر لا نعرف أحدا رواه، غير يونس بن سليم، ولا نعرفه.
وفى (صحيح مسلم)، وغيره، من حديث الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت.
قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحى كربه ذلك، وتربد وجهه.
وفى رواية - وغمض عينيه - وكنا نعرف ذلك منه.
وفى (الصحيحين) حديث زيد بن ثابت حين نزلت: { لا يستوى القاعدون من المؤمنين } فلما شكى ابن أم مكتوم ضرارته نزلت: { غير أولى الضرر }.
قال: وكانت فخذ رسول الله ﷺ على فخذي، وأنا أكتب، فلما نزل الوحى كادت فخذه ترض فخذي.
وفى (صحيح مسلم) من حديث همام بن يحيى، عن عطاء، عن يعلى بن أمية.
قال: قال لى عمر: أيسرك أن تنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يوحى إليه؟
فرفع طرف الثوب عن وجهه وهو يوحى إليه بالجعرانة؛ فإذا هو محمرّ الوجه، وهو يغط كما يغط البكر.
وثبت فى (الصحيحين) من حديث عائشة لما نزل الحجاب، وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى المناصع ليلا، فقال عمر: قد عرفناك يا سودة.
فرجعت إلى رسول الله ﷺ فسألته وهو جالس يتعشى والعرق فى يده، فأوحى الله إليه والعرق فى يده، ثم رفع رأسه فقال: "إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن".
فدلَّ هذا على أنه لم يكن الوحى يغيب عنه إحساسه بالكلية، بدليل أنه جالس، ولم يسقط العرق أيضا من يده صلوات الله وسلامه دائما عليه.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا عباد بن منصور، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس.
قال: كان رسول الله ﷺ إذا أنزل عليه الوحى تربَّد لذلك جسده ووجهه، وأمسك عن أصحابه، ولم يكلمه أحد منهم.
وفى (مسند أحمد)، وغيره، من حديث ابن لهيعة: حدثنى يزيد ابن أبى حبيب، عن عمرو بن الوليد، عن ابن عبد الله بن عمرو، قلت يا رسول الله هل تحس بالوحي؟.
قال: "نعم اسمع صلاصل ثم أثبت عند ذلك، وما من مرة يوحى إلى إلا ظننت أن نفسى تفيظ منه".
 
وقال أبو يعلى الموصلي: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، حدثنا أبى عن خاله العليان بن عاصم.
قال: كنا عند رسول الله ﷺ وأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة، وفرغ سمعه وقلبه، لما يأتيه من الله عز وجل.
وروى أبو نعيم من حديث قتيبة، حدثنا على بن غراب، عن الأحوص بن حكيم، عن أبى عوانة، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة.
قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحى صدع وغلف رأسه بالحناء.
هذا حديث غريب جدا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية سنان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد.
قالت: إنى لآخذه بزمام العضباء ناقة رسول الله ﷺ، إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة.
وقد رواه أبو نعيم من حديث الثوري، عن ليث بن أبى سليم به.
وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنى جبر بن عبد الله، عن أبى عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: أنزلت على رسول الله ﷺ سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها.
وروى ابن مردويه من حديث صباح ابن سهل، عن عاصم الأحول، حدثتنى أم عمرو، عن عمها: أنه كان فى مسير مع رسول الله ﷺ، فنزلت عليه سورة المائدة، فاندق عنق الراحلة من ثقلها.
وهذا غريب من هذا الوجه.
ثم قد ثبت فى (الصحيحين) نزول سورة الفتح على رسول الله ﷺ مرجعه من الحديبية، وهو على راحلته، فكان يكون تارة وتارة بحسب الحال والله أعلم.
وقد ذكرنا أنواع الوحى إليه ﷺ فى أول (شرح البخاري)، وما ذكره الحليمي، وغيره من الأئمة رضى الله عنهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة