تعد محافظة المنيا، واحدة من المحافظات الغنية بتراثها على مر العصور، حيث يحكى كل تراث قصة تاريخ عظيمة شاهدة على الحضارات، سواء كان تراثا قبطيا، وهذا يظهر فى كثير من المناطق بمحافظة المنيا وعلى رأسها كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط والذى شهد رحلة العائلة المقدسة، أو تراثا إسلاميا، وهذا يظهر فى البهنسا فى البقيع الثانى حيث مقابر شهداء بدر وصحابة الرسول الكريم، أو فى الفن المعمارى لكثير من مساجد المحافظة ويأتى فى مقدمتها مسجد سيدى أحمد الفولى، أحد المساجد التاريخية والذى تم بناؤه على يد الخديوي إسماعيل ليظل منذ ذلك التاريخ قبلة المتصوفين وأصحاب الحاجات وكان قبل جائحة كورونا ياتى إليه المريدون من كل محافظات مصر، وكان الشيخ ياسين التهامى يحرص على إحياء ليلته الأخيرة فيه .
ويعد مسجد العارف بالله سيدى أحمد الفولى أهم مساجد محافظة المنيا، والذى أطلق اسمه على المحافظة فسميت "منيا الفولى"، وذلك نظراً لمكانته بين أهالى المنيا، ومريديه الذين يتوافدون إليه فى كل عام فى أيام الاحتفال بمولده من مختلف محافظات مصر.
من هو الإمام الفولى
هو على بن محمد بن على اليمنى المصرى، من علماء الأزهر الشريف ولد عام 990 هــ وتوفى 1067 هـ ، ولقب بالأستاذ لأنه كان عالماً بالأزهر الشريف وله العديد من المؤلفات العلمية وله تلاميذه ودفن فى ضريح خاص بزاويته التى انشائها فى حياته على شاطئ النيل الغربى .
ولقد اشتهر الإمام الفولى بالتواضع والكرم وله مؤلفات أشهرها كتاب " تحفة الأكياس فى حسن الظن بالناس" وله عده تفاسير لبعض الآيات والسور
قصة بناء المسجد
قيل أن الخديو إسماعيل وهو فى طريق رحلته إلى جنوب مصر توقف بموكبه أمام زاوية الشيخ الفولى ونزل إلى مكان الضريح وهناك أمر الخديوى اسماعيل ببناء جامع كبير له وضريح يليق بمقامه.
وأوقف عليهما 100 فدان من اجود الأراضي الزراعية عام 1363 هـ تم بناء المسجد والضريح على الطراز الأندلسي وهو طراز فريد فى مصر ليس له مثيل وتم افتتاح المسجد ونقل الجثمان اليه عام 1365 هـ
مكونات المسجد
يتكون المسجد من حوائط جميعها مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعى، وأسقفه من الخرسانة المسلحة، وسلالم المدخل وأرضيه من الموزايكو، والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بارتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزايكو المزخرف بحليات عربية.
ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة، وأعمدته من الخرسانة المسلحة المغلفة بالموزايكو، فيما صنعت الأبواب الرئيسية للمسجد من الخشب على الطراز العربى بحشوات بسيطة من وجه ومكسوة بزخارف عربية دقيقة من النحاس من الوجه الآخر، والشبابيك من الخشب المخروط المعروف بالخرط الصهريجى، وبالضريح شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، أما المنبر وكرسى السورة فمصنوعان من خشب نقى معشق بحشوات من خشب الزان ومجمعة بحليات وأشكال هندسية، ويضم المسجد مصلى للسيدات ومكتبه كبيرة واستراحة لكبار الزوار وقد شهد المسجد فى الأيام الماضية تطورا كبيرا حفاظا على القيمية الأثرية للمسجد .
وقد شهد المسجد فى الأيام الماضية تطورا كبيرا احياء له وحفاظا على قيمته التاريخية، وقد تم افتتاحة ضمن عدد من المساجد التابعة لوزارة الأوقاف لتعود إلى المسجد صورته الاولى منتظرا احبابه بعد زوال جائحة كورونا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة