منذ قرابة شهرين كانت منطقة الشرق الأوسط تنطلق نحو وقوع صراع عسكري ضخم بين مصر وتركيا على الأراضي الليبية – وهما يُعدان من أقوى الدول بمنطقة الشـرق الأوسط
ومن متابعة تصريحات المسئولين والمحللين السياسيين المقربين من الحزب الحاكم وخاصة أردوغان، نصل إلى نتيجة مفادها تراجع الموقف التركي واتخاذه عدة خطوات للوراء خوفاً من المواجهة العسكرية مع مصر وشواهدنا على ذلك مقال مستشار الرئيس التركي – ياسين أقطاي – (أن الجيش المصري جيش عظيم ونحن نحترمه كثيراً لأنه جيش أشقائنا) وأكد ذلك في مقابلة تليفزيونية أجراها يوم السبت الماضي.
فلم يكن أقطاي هو المسئول التركي الوحيد الذي يصرح بهذه التصريحات الناعمة الجديدة فقد سبقه بن علي يلدريم – رئيس وزراء تركيا السابق– حين أورد في إحدى مقالاته عن أهمية فصل الخلافات السياسية بين القيادتين المصرية والتركية عن العلاقات الاقتصادية والإجتماعية.
أضف إليها ان كافة أحزاب المعارضة السياسية في تركيا تندد بموقف الحزب الحاكم المساند والداعم مالياً وسياسياً لجماعة الأخوان المسلمين والمصنفة كجماعة إرهابية في كثير من دول العالم، وهو ما كبد تركيا خسائر اقتصادية ودولية كبيرة مع دول العالم بأجمعه سواء مع قادة الإتحاد الأوربي مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا التي على يقين بكافة الأدلة والمستندات والمعلومات من ضلوع تركيا في دعم الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وأن الممول لتلك الصفقات المالية هو دولة قطر الطامعة لأية مكانة سواء دولية أو في منطقة الشرق الأوسط ولا تملك من مقوماتها كدولة إلا الأموال فقط.
فهذه المغازلة التركية وجذب ود مصـر يعكس الموقف التركي الرسمي، وخير شاهد على ذلك بث وكالة الشرق الأوسط للتصريحات الرسمية وتغطيتها من قِبل المؤسسات الرسمية للدولة.حيث هاجم زعيم حزب المستقبل التركي المعارض أحمد داود أوغلو سياسات الحزب الحاكم ، قائلا إن سياساته "جعلت تركيا وحيدة في أزمة شرق المتوسط"
وبشأن العلاقة مع مصر، أضاف إن على بلاده بدء التشاور مع مـصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في المتوسط، مشددا على أنه "لا يجب قطع التواصل مع مـصر
في ظل الظروف الراهنة في شرق المتوسط".
وبمطالعة تعليقات المحللين السياسيين الأتراك في الفترة الأخيرة ممثلة في أبرزهم المحلل السياسي
– حمزة تكين – وهو من المقربين إلى الرئيس التركى ، صرح بأن تصريحات مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي تصـريحات حقيقية وليست للشو الإعلامي بوصفه أن الجيش المصري عظيم ونحترمه لأنه جيش أشقائنا ومتانة العلاقة بين الشعبين المصري والتركي
وهي محاولة من الجانب التركي لتهدئة الموقف ومحاولة التجاذب مع الجانب المصري.
وإبان هذه التصريحات التركية الرسمية – دفع الجانب المصري بالرد عليها على لسان وزير خارجيتها سامح شكري مردداً ان القاهرة تريد أفعالاً من تركيا وليس أقوالاً، وأن مطالب القاهرة واضحة
وهي أن تنسحب القوات التركية من العراق وسوريا وليبيا وان تدعو لتهدئة الموقف المتوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وأعتقد ان مطالب الجانب المصري يصعب تنفيذها من قِبل الجانب التركي في ظل السياسات الحالية التي تستهدف احتلال الأراضي في العراق و سوريا وإفتعال أزمات مع دولتي قبرص واليونان والمدعومين من الإتحاد الأوروبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة