السيد شحتة

جحيم فى بيروت

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 11:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بيروت زينة الدنيا تبكى.. تنتحب.. تنزف.. تتألم.. فالجراح كثيرة والهموم شتى وكأن الدنيا قد اجتمعت على أن تحول حياتها إلى جحيم دائم، فما كادت تفيق من صدمة حتى تلقى أخرى وكأنها تعيش فصلا جديدا من أسطورة سيزف الذى ما أن يصل بالصخرة إلى قمة الجبل حتى تسقط من جديد ليعيد الكرة ويعانى فصولا من العذاب التي لا تنتهى، وجاءت انفجارات بيروت بالأمس لتدمى قلوب العرب التي تبكى من الأعماق، بيروت التي كانت دوما رمزا لحب الحياة وجمال الخلق والخلقة.
 
بيروت ستنهض يوما من كبوتها رغم الحقد الدفين الذى يكنه البعض، فدرس التاريخ يعلمنا أن بيروت رغم الكيد والحقد والأطماع تبقى عصية على الانهيار، فهى على الدوام صامدة رغم الاجتياحات والحروب الأهلية ومحيط حزام البارود الذى تعيش فيه منذ سنوات طوال.
 
مشاهد انفجار بيروت بالأمس لن تمحى من ذاكرة الكثيرين بسهولة، وأظن أن سكان بيروت على وجه الخصوص واللبنانيون بشكل عام سيحتاجون إلى سنوات طوال حتى يتعافوا من وقع مشاهد الجحيم التي عاشوها بالأمس.
 
الحصيلة الكبيرة لضحايا الانفجار من القتلى والمصابين والمرشحة باستمرار للزيادة تفوق بكثير من خسارة لبنان في بعض الهجمات والغارات الإسرائيلية التي تطال أرضه باستمرار بين الحين والآخر، واللافت للنظر أن الحادث وقع بعد ساعات قليلة من تهديد صريح لنتنياهو بشن عدوان جديد على الأراضى اللبنانية.
 
موجة انفجارية هائلة طالت عنان السماء، تلك التي شهدها مرفأ بيروت تشابهت فى شكلها مع الموجة الانفجارية التى خلفتها قنبلة هيروشيما وناجازاكى في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، لتشكل سحابة سوداء ونيران برتقالية اللون، حجبت شمس النهار لبعض الوقت عن أعين لبنان فى مشهد مروع لا يختلف كثيرا عن الجحيم الذى طالما سمعنا به ولم نره من قبل حتى أصبح حقيقة واقعة أمام أعيننا في انفجار مرفأ بيروت.
 
أسباب الانفجار تحتاج إلى تحقيقات مطولة لا نعرف كم ستستغرق من الوقت؟ وبعيدا عن المسئول الرئيسى في هذا الحادث غير المسبوق فإن لبنان بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لالتفاف شعبى عربى ودعم رسمي عربى ودولى حتى يخرج من محنة التفجير الذى ضاعف من معاناة بلد يصارع الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية التي جعلت منه على الدوام وطنا في محنة.
داخليا فإن كل أطياف الشعب اللبناني مدعوة اليوم أكثر من أي وقت إلى الاجتماع على كلمة سواء والالتفاف معا حول وطن يجب أن يظل صامدا في وجه عواصف وأعاصير تحاول بشدة اقتلاعه بقوة من جذوره، يجب أن تتوارى الطائفية والمصالح السياسية والحزبية الضيقة في تلك اللحظة الدقيقة فالخطر يبدو وشيكا والتحدى كبيرا وغير مسبوق.
 
نحن كمصريين قلوبنا جميعا مع هذا البلد العربى الأصيل الذى نعتز به جميعا وبشعبه الذى نعرفه بطيبته ومعدنه الأصيل وحبه لوطنه مهما طالت المسافات أو دفعته ظروفه للبعد عنه لفترة من الزمن لسبب أو لآخر.
حفظ الله لبنان ومصر وكل شعوب العرب من كل مكروه وسوء
 
 
 
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة