اغتيل رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان فى 2005، وفيما يلى بعض التفاصيل عنه، ومقتله وتداعيات اغتياله، قبل أن يصدر يوم الجمعة حكم محكمة خاصة ساعدت الأمم المتحدة فى إنشائها :
من هو رفيق الحريري؟
شغل الحريرى منصب رئيس وزراء لبنان خمس مرات فى أعقاب الحرب الأهلية (1975-1990).، وهو ملياردير كون ثروته من العمل بقطاع الإنشاءات فى السعودية وكان السياسى السنى المهيمن فى النظام الطائفى فى لبنان.
وكانت أول مرة أصبح فيها رئيسا للوزراء فى 1992 فى حالة نادرة لزعيم لبنانى لم يشارك فى الحرب. وقاد جهود إعمار بيروت خاصة منطقة وسط العاصمة اللبنانية.
وكان الحريرى، صديقا مقربا للرئيس الفرنسى، الراحل جاك شيراك واشتهر بصلاته الدولية.
كما كان يحمل جواز سفر سعوديا واعتبر رمزا للنفوذ السعودى فى سنوات ما بعد الحرب والتى كانت سوريا تهيمن خلالها على لبنان.
فى 14 فبراير 2005، ركب الحريرى سيارته بعد أن زار مقهى كافيه إيتوال، بجوار مجلس النواب الذى كان عضوا فيه.
وبينما كان موكبه يمر على الكورنيش انفجرت شاحنة ملغومة فى سيارته وخلفت حفرة هائلة ودمرت واجهات المبانى المحيطة بالمنطقة.
ولقى 21 شخصا بخلاف الحريرى مصرعهم فى الانفجار الذى وقع خارج فندق سان جورج.
وكان من بين الضحايا حراس الحريرى، وبعض المارة ،ووزير الاقتصاد السابق باسل فليحان.
فى السنوات التى سبقت الاغتيال ، كان الحريرى طرفا فى خلاف حول تمديد فترة الرئيس المؤيد لسوريا إميل لحود.
وتحت ضغط سورى تم تعديل الدستور للسماح بتمديد فترته ثلاث سنوات. وعارض الحريرى هذه الخطوة لكنه وقع على التعديل فى نهاية المطاف.
وفى سبتمبر 2004، فرض قرار أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضغطا على سوريا بسبب دورها فى لبنان. ودعا القرار إلى إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وانسحاب القوات الأجنبية كلها وإلى تسريح الجماعات المسلحة فى البلاد والتى كان من بينها حزب الله المؤيد لدمشق.
وفى أكتوبر، استقال الحريرى من رئاسة الوزراء، وتزامن اضطراب الوضع فى لبنان مع اضطرابات فى المنطقة حيث انقلب ميزان القوى رأسا على عقب بالاجتياح الذى قادته الولايات المتحدة للعراق.
وهيأ ذلك الساحة لتصاعد المنافسة بين إيران الشيعية وحلفائها فى جانب بمن فيهم سوريا وبين دول الخليج السنية المتحالفة مع الولايات المتحدة فى الجانب الآخر.
أشعل اغتيال الحريرى "ثورة الأرز" ونُظمت احتجاجات شعبية على الوجود السورى فى لبنان، وتحت ضغط دولى متزايد سحبت سوريا قواتها فى ابريل .
وقاد سعد نجل الحريرى ائتلافا من الأحزاب المناهضة لسوريا عرف باسم 14 آذار ودعمته دول غربية والسعودية. وتجمع حلفاء سوريا اللبنانيون ومنهم حزب الله الشيعى فى تحالف منافس أطلق عليه اسم 8 آذار. وظهر انقسام طائفى بين السنة والشيعة.
ورجع زعيما الطائفة المسيحية المارونية الرئيسيان فى لبنان ميشال عون وسمير جعجع إلى الحياة السياسية. عاد عون من المنفى بينما خرج جعجع من السجن، وفاز تحالف 14 آذار بأغلبية برلمانية فى يونيو .
وتلا ذلك صراع سياسى استمر عدة سنوات بين التكتلين تركز جانب كبير منه على قضية سلاح حزب الله. وكانت المحكمة التى تشكلت لنظر قضية اغتيال الحريرى نقطة خلاف أيضا.
وبلغ التوتر ذروته فى تفجر قصير للصراع الأهلى فى 2008 سيطر خلاله حزب الله على بيروت.
بدأ التحقيق الدولى فى يونيو 2005 ، وتولى رئاسته فى البداية المدعى الألمانى ديتليف ميليس. وبحلول أكتوبر تشرين الأول أصدر تقريرا يورط مسؤولين سوريين ولبنانيين كبارا. ودأبت سوريا على نفى أى دور لها فى عملية الاغتيال.
وفى أغسطس، تم القبض على أربعة من كبار القيادات العسكرية فى لبنان ممن كانوا من أركان النظام الذى هيمنت عليه سوريا وذلك بناء على طلب ميليس.
وتم الإفراج عنهم بعد أربع سنوات دون توجيه اتهام لهم بعد أن قالت المحكمة إنه لا توجد أدلة كافية لتوجيه الاتهام إليهم. ودأب الأربعة على نفى أى دور لهم.
وتم تغيير ميليس فى أوائل 2006 وسار التحقيق ببطء. واستقال عدد من كبار الشخصيات، وسحب سعد الحريرى اتهامه لسوريا بأنها وراء مقتل والده فى 2010.
وفى 2011 ، أعلنت المحكمة أسماء أربعة من أعضاء حزب الله مطلوبين فى عملية الاغتيال.
وربطت عريضة الاتهام بينهم وبين الهجوم بأدلة ظرفية إلى حد كبير مستقاة من سجلات هاتفية، وتم توجيه الاتهام إلى عضو خامس فى حزب الله فى 2012.
ورفض حزب الله الاتهامات ، وقال إنها لا تتضمن أى دليل، ووصف الاتهامات بأنها ملفقة.
وقتل واحد من المتهمين الأربعة الأصليين، هو مصطفى بدر الدين، وهو من القيادات الكبرى فى حزب الله، فى سوريا عام 2016.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة