لبنانيون يفضلون الاغتراب على وطن "لا أمل فيه" بعد الانفجار

الإثنين، 31 أغسطس 2020 09:43 م
لبنانيون يفضلون الاغتراب على وطن "لا أمل فيه" بعد الانفجار انفجار بيروت
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أيام من انفجار المرفأ الذي أصاب بالخراب مناطق واسعة من بيروت، أعلن مذيع للأخبار في قناة تلفزيونية حكومية لا يشاهدها الكثيرون أنه سيغادر لبنان إلى الأبد.

وقال وسيم عرابي في كلمة غاضبة موجهة للنخبة الحاكمة "لم أعد أستطيع البقاء في أرض هي مقبرة للأحلام. سأغادر لأنني (سئمت) منكم".

كانت تلك الكلمات مرآة صادقة عكست مشاعر اللبنانيين الذين ينحون باللائمة على زعماء الطوائف وكبار الساسة في دفع البلاد للخراب من خلال الفساد والتناحر على مدى عقود.

هذا الطريق يعرفه اللبنانيون منذ القدم.. الهجرة بحثا عن "أي صورة من صور الحياة طبيعية"، على حد قول مطورة شبكات الإنترنت الشابة دارين تامر، وهي تملأ استمارات الهجرة.

كان انفجار المستودع في الرابع من أغسطس، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 190 شخصا، جرس إنذار أخيرا لها ولكثيرين غيرها يتألمون تحت سياط انهيار اقتصادي لم يسبق له مثيل، وارتفاع في الأسعار وموجات الاضطرابات.

أصبحت دارين (30 سنة) في طريقها للانضمام إلى الشتات اللبناني الذي يبلغ عدد من فيه ثلاثة أضعاف من يعيشون في الداخل بفعل موجات الهجرة السابقة في تاريخ البلاد الحافل بالاضطراب.

تظهر مؤشرات موقع (جوجل) أن عمليات البحث عن كلمة "الهجرة" من لبنان وصلت لأعلى مستوى منذ 10 سنوات بعد الانفجار الهائل لمخزون ضخم من مادة نترات الأمونيوم، في مرفأ بيروت. وقال المسؤولون إن الكارثة وقعت بسبب الإهمال.

أصيب آلاف في الانفجار، ودُمرت منازل لبنانيين كانوا قبل قليل قد فقدوا وظائفهم وأصبحت مدخرات سنين عمرهم حبيسة البنوك.

وسيحرم أحدث نزوح لبنان من أكاديميين وأطباء وفنانين وغيرهم ممن يفترض أن تعتمد عليهم البلاد من أجل النهوض من جديد.

من بين هؤلاء لبنانيون كانوا قد عادوا في تسعينيات القرن الماضي اجتذبتهم طفرة في أعمال البناء بعد الحرب الأهلية التي استمرت 15 سنة، ولم يتعاف لبنان بشكل نهائي من جروحها حتى الآن. أصبح هؤلاء يرسلون أبناءهم إلى الخارج في الوقت الراهن.

كانت دارين الوحيدة بين إخوتها التي بقيت في لبنان. لم تفكر قط في أنها سترحل أيضا في يوم من الأيام. يعيش شقيقها في أستراليا، ورحلت أختها إلى كندا. أما هي فقد اضطرت للعمل في وظيفتين لتعويض الانهيار السريع في قيمة العملة. وأغلقت شركة ناشئة كانت تعمل فيها أبوابها هذا العام بعد أن جفت أموال الاستثمار.

وتقول دارين "لا قيمة للحياة هنا. لا يمكن بناء أي شيء. كل بضع سنوات، يتعين إعادة توفيق الأوضاع.. لا أمل. الاحتفاظ بالأمل ضرب من الجنون".

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة