أكرم القصاص - علا الشافعي

صابر حسين

هل يريد برشلونة ميسي أم الـ 700 مليون يورو؟

الأحد، 30 أغسطس 2020 05:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحداث متسارعة وتطورات خطيرة فى أزمة ليونيل ميسى مع برشلونة، وآخرها تمرد النجم الأرجنتينى على ناديه بعدم حضوره إجراءات فحص كورونا تمهيداً لخوض أول تدريب استعداداً للدورى، وفى الوقت الذى يتمسك "البرغوث" بفسخ تعاقده مؤكداً صحة موقفه القانونى تؤكد إدارة النادى رفضها رحيل كابتن الفريق متمسكة أيضا بقيمة الشرط الجزائى البالغ 700 مليون يورو، وبين هذا وذاك يبقى السؤال، هل يتمسك برشلونة بـ"ميسى" أم بـالـ 700 مليون؟، وأيهما أكثر فائدة للعملاق الكتالونى الاحتفاظ بأفضل لاعب فى التاريخ أم الحصول على المبلغ "الخرافى" لإعادة بناء الفريق؟

إدارة برشلونة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو تدرك جيداً أنها أخطأت فى ملف تجديد عقد ميسي، وأنه كان يمكنها إدارة الملف بطريقة أفضل، لذا تحاول إنقاذ موقفها حتى لا يذكر التاريخ هؤلاء المسئولين بأنهم فرطوا فى أفضل لاعب بالتاريخ وسمحوا بخروجه بتلك الطريقة، وتحاول إدارة بارتوميو تأكيد صحة موقف النادى مستندين بالطبع على فريق قانونى للتأكيد أن ميسى لا يستطيع الخروج مجاناً، فى الوقت الذى يؤكد ميسي أنه يمكنه الرحيل المجانى وأن تطبيق بند الـ700 مليون انتهى بنهاية موسم 19/20 ، وبعد هذا الموعد لا يوجد شروط جزائية.

ولكن كيف يفكر مسئولو برشلونة؟.. هل بقاء ليونيل ميسي الأفضل أم السماح بخروجه مقابل الأموال، وهل تقبل جماهير البارسا فكرة رحيل "البرغوث"، والسؤال الأهم ألا يستحق ميسي بكل تاريخه وإنجازاته الخروج من الباب الكبير أو بطريقة أفضل من ذلك دون نزاعات أو محاكم؟!.

بعض الجماهير لا تستوعب فكرة رحيل ميسي من برشلونة، أو حتى رؤيته بقميص غير البارسا، لأنه حقا أمر مؤلم، وهو ما زاد الضغوط على إدارة النادى الفترة الأخيرة، وتجسد ذلك فى تلك الحشود التى اقتحمت مقر النادى رافعة لافتات تطالب برحيل بارتوميو وبقاء ميسي، ما أحداث زلزالاً داخل جدران قلعة العملاق الكتالونى لما يمثله البرغوث كأحد أهم الرموز  فى تاريخ كرة القدم وليس البارسا فقط.

إدارة برشلونة تعى جيداً أن دفع 700 مليون يورو مقابل ضم ميسي أمر مستحيل، خاصة مع قانون اللعب المالى النظيف الذى يجبر الأندية على سقف مالى محدد، فضلاً عن كونه مغامرة محفوفة بالمخاطر لأى نادٍ فى ظل تمسك البارسا بالشرط الجزائى، وحال تصعيد القضية لمحاكم برشلونة سيحدد القاضى المبلغ المقرر دفعه ويحتمل أن يكون الـ 700 مليون يورو، والذى يعجز ميسي أو السيتى أو أى نادٍ على دفعه، لذا يدرك الطرفان أنه لا حل إلا بالتفاوض.

أما ميسى.. هل حقاً يريد الرحيل وختام مشواه في ناد غير برشلونة؟.. أم يحاول الضغط على إدارة النادى لتقديم مشروع رياضى حقيقى يرضى طموحاته ويعيد أمجاد البارسا؟.. هنا لابد أن نؤكد على حقائق مهمة وهى أن برشلونة لن يقف على رحيل ميسي، لأن النادى أكبر من أى لاعب مهما كان اسمه، بدليل أن الحياة لم تتوقف برحيل الأساطير الذين سبقوا ميسي، ومنهم رونالدينيو  وتشافى وإنييستا وغيرهم ممن اختاروا الخروج من الباب الكبير، إلا أن طريقة رحيل أسطورة بحجم ميسي بالتأكيد لا تليق بتاريخه وما قدمه للنادى الكتالونى، لذا فإن سارت الأمور بهذا الشكل فإن الخروج لا يخدم مصلحة الطرفين، بالتأكيد سوف يتأثر البارسا برحيل قائد الفريق ويفتقد لمساته الساحرة وأهدافه الحاسمة فى الفوز  بالألقاب، وإن كان قد يأخذ وقتاً لترتيب أوراقه واستعادة شخصيته إلا أنه دون شك سيقف على قدميه يوما ويبنى جيلا جديدا يستعيد انتصاراته.

أما خروج ميسى بهذه الطريقة فلا تتناسب مع تاريخه الحافل بالإنجازات والألقاب فى برشلونة، إلا أن مستقبله ربما يكون غامضاً، خاصة حال انتقاله للدورى الإنجليزى من بوابة مانشستر سيتى مثلاً، والذى يعتمد على القوة البدنية الهائلة والسرعة الشديدة، ولن يكون ذلك ملائماً لقائد برشلونة الذى يبلغ من العمر الآن 33 عاماً، ولم يلعب سوى بالدورى الإسبانى الأبطأ كثيراً، ويجب أن ينظر إلى رونالدو بعد خروجه من عباءة الريال وكيف ضحى بأمجاده قبل الانتقال إلى الدورى الإيطالى في حين لم يحقق حلمه حتى الآن ولا طموحات اليوفى في التتويج بالأبطال.

أما السؤال الأهم ماذا إن أصدر كومان قرارا بالعفو عن سواريز ، كما سبق وفعل بيب جوارديولا مع صامويل إيتو، فماذا سيكون موقف ميسي، هل يتراجع عن قرار الرحيل أن يصر على قراره.. هذا ما تنتظره الأيام المقبلة.

وتبقى أخيرا موهبة ميسى التي لا يختلف عليها اثنان فهو أفضل لاعب فى التاريخ ويمتلك موهبة استثنائية يستطيع توظيفها فى أى مكان والتألق مع أى فريق، وهو ما تعول عليه الجماهير  المتعطشة لرؤيته يرتدى قميص فريقها فى أى نادٍ.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة