توفت أمس هدى صلاح بسبب فيروس كورونا، وهى أول ممرضة بمعهد القلب تتوفى بسبب الوباء، ورقم 3 من الفريق الطبي للمعهد، بعد الدكتور فريد الجندى استشارى القلب بالمعهد، والدكتور يسرى كامل نائب عميد المعهد.
اثناء وجودها بالرعاية
آخر كلمات قالتها على جروب الواتس المخصص لأطباء وتمريض معهد القلب" أنا في رعاية العزل على جهاز التنفس الغير نافذ الأكسجين "cpap"، ومبسوطة أن التليفون دخل لى وشكرا لكل من ساعد فى دخوله، وأنا فى حالتى دي علشان اعرف أشكركم جميعاً رغم أن الكتابة صعبه أوي، بس لازم أشكركم جميعا لاهتمامك، وكل من اشتري لي العلاج، الحمد لله على كل حال وعلى قضاء الله، رغم إني سمعت في مرور النهارده اني عايشه على 7% من الرئة فقط، بس الحمد لله".
وقالت: يمكن معرفش اكتب تاني، واشوفكم تانى علشان أشكركم بس الحمد لله، سامحوني لو مش بعرف ارد عليكم علشان أنا على جهاز التنفس" cpap "، كان نفسي ادخل ابني المدرسة، سامحني يا سيف يا بني، ابنى الصغير أول سنة يدخل المدرسة، كان نفسي أدخله أول سنه المدرسة، وأجيب لبس المدرسة زي أخواته، مش مهم لبس العيد، ما كده كده مش كل عيد بنجيب لبس علشان الظروف يا بني، لكن المدرسة معلش لو مقدرتش، والموت خدني منك ، سامحني يا يوسف، ابني الكبير خامسة ابتدائي، لو مقدرتش المره دي كمان مفيش كوره ولا نادي كان نفسه يطلع دكتور".
مع ابنها سيف
وقالت لابنها ياسين: "ابني رابعة ابتدائي، أكيد لو الموت سابقني أكيد اخواتي في المعهد هيسألوا عليك في مدرسة ابن خلدون ، معلش يا أمي وابي أنا الكبيرة بس غصب عني أكيد ربنا موجود معاكم من بعدي "شكرا لكم".
وتحكى سماح صلاح، أخت الشهيدة هدى صلاح ممرضة بمعهد القلب القومى، قصة وفاتها قائلة: هدى توفت أمس الساعة 6 صباحا، بعد إصابتها بفيروس كورونا، أول مرة كان قبل رمضان، في شهر ابريل، وذهبت إلى مستشفى هليوبوليس، وأخذت علاجها هناك، وتم عزلها، وتعافت، وتم إجراء مسحة 3 مرات، وظلت أسبوع هناك، والأسبوع الثانى تم نقلها إلى جامعة حلوان، حتى ظهرت التحاليل أنها سلبية، موضحة أنه غالبا لم تكن التحاليل سلبية لأنها كانت تعانى من مضاعفات بعدها، وظلت تشعر بمضاعفات شديدة في الصدر، ولفينا على أطباء لعلاجها لأنها كانت تشخص على أنها غير مصابة بفيروس كورونا، ولكن تم عمل أشعة مقطعية على الصدر والكل أجمع على أنها نتيجة مضاعفات فيروس كورونا، ثم حدث مضاعفات شديدة من شهرين عبارة تشنجات في اليد، وذهبنا بها الى مستشفى إمبابة العام، وتم اعطائها عقار ديكساميثازون، وعادت إلى المنزل وكانت تتناول العلاج،وكان عبارة عن أدوية للسيولة، ومضاد حيوى، لأنها كانت تعبانة، وظلت معنا في المنزل لدرجة اننى اتعديت منها، واصبت بكورونا، ووالدتى أصيبت بكورونا، وأخى أيضا.
ابنها سيف
وأضافت: شعرت هدى بالتعب، وحرارتها وصلت 39، وآخر يوم وصلت لــ 40 ، ونزلت الشغل وهى حرارتها مرتفعة، لأنه مفيش اجازات ليها تانى، وراحت الشغل وهى مريضة لمدة يومين قبل تدهور حالتها، وأخذتها لأقرب مستشفى، حيث ذهبنا إلى مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى، والمستشفى كانت عزل ،وكان ذلك يوم 8 /7 / 2020 ، أخذت أسبوع في عزل عادى، ثم تدهورت حالتها فتم إدخالها الى وحدة الرعاية المركزة ،ولم نعد نتواصل معها حيث تم أخذ الموبايل منها في الرعاية، ولكن رابع يوم في الرعاية زوجها طلع للطبيب، لإدخال الموبايل للاطمئنان على صحتها ومعرفة هل المياه والعصائر التي نرسلها إليها يوميا تصلها أم لا.
الممرضة هدى صلاح
وأشارت، إلى أنه عندما طلع زوجها للطبيب دخل اليها وارتدى ملابس الوقاية من فيروس كورونا، وتم إعطائها الموبايل، وكتبت على الواتس الساعة 5 الفجر أريد ميه، وعصير، وأكل، قلبى حيقف.
اولادها
وأكدت، أن الأطباء بمعهد القلب حاولوا يوفروا لها الأدوية التي يطلبونها من عقار الاكتيمرا، وعقار "ريميديسيفير"، لذلك حاولوا نقلها الى مستشفى العجوزة، وكان ذلك يوم 18 /7 / 2020 ، وذهبت لعمل الإجراءات، وأضافت: "وأنا داخلة أعمل الإجراءات، ودخلت اليها لم أجد حتى المياه أمامها، مضيفة انها لم تاكل منذ دخلت الرعاية المركزة".
وأضافت: "أنا مستعدة أخدم أختى واخدم المرضى كلهم الموجودين بالرعاية بس دخلونى"، ولكنهم رفضوا، والمهم أخذتها ووفرت لها مكان بالرعاية بمستشفى المطرية التعليمى، ورفضوا يدخلولى المستشفى، وأخذت موافقة بدخول الموبايل، وظلت في مستشفى المطرية من يوم 18 /7 إلى أن توفت يوم أمس، وكانت الوفاة نتيجة نقص في الأكسجين وتليف شديد بالرئة نتيجة مضاعفات كورونا، نتيجة 10 أيام قضتها بمستشفى عزل 6 أكتوبر".
وأضافت: عندها 3 أولاد يوسف 10 سنوات، وسيف 6 سنوات، وياسين 9 سنوات، وهمها قاعدين معايا حاليا بعد وفاتها.
من جانبه قال زوجها رضا محمد عبد الهادى: عيدنا عند المستشفى، وآخر حاجة اتكلمت فيها معايا كانت بتوصينى على ولادها، وكان كل حياتها عيالها، وآخر كلماتها عندما ذهبنا إلى المستشفى ليها: "قولى لبابا وماما محدش يزعل منى، ويبقوا راضيين عنى ومعلش حقوا عليا، زنبتكوا تحت على باب المستشفى، ودى كانت آخر كلمات كتبتها على الواتس، ويوم وفاتها لم ترد على الواتس، وقبل الوفاة وحتى الساعة 6 صباحا كنت براسل الدكتور باسل الطبيب المعالج، قال إن حالتها ساءت، والساعة 6 لم يرد علينا، وساعتها جاء لنا تليفون من رقم غريب يقول:" انت ليك أمانة بالمستشفى البقاء لله تعالوا خذها" والدكتورة راندا بمعهد القلب تواصلت مع مستشفى المطرية التعليمى، واتصلت باختها وقالت لها البقاء لله هدى توفت، ورحنا دفناها، وابنها الكبير مانع الاكل والشرب بعد وفاتها، وسيف ابنها الصغير بيقول نفسي أشوف ماما هى اللى كانت بتفرحنى".
وقالت الدكتور غادة قزامل استشارى القلب بمعهد القلب القومى، إن هدى صلاح، تعتبر أول واحدة في التمريض تتوفى بسبب فيروس كورونا، وهى ثالث واحدة في الفريق الطبي حيث توفى قبلها الدكتور فريد الجندى استشارى القلب بالمعهد، ثم الدكتور يسرى كامل نائب عميد معهد القلب القومى، موضحة أن الممرضة هدى صلاح، كانت تعمل في رعاية الجراحة بمعهد القلب وكانت تتميز بالأخلاق العالية، وشاطرة جدا في عملها، وقليلة المشاكل وقليلة الشكوى، وكانت من أوائل الفريق الذى اصيب بكورونا.
وأشارت إلى أن التمريض بالمعهد" غلابة" إلى أقصى حد، ويعانون من الإهمال الشديد، مضيفة: نحن كأطباء ناويين نروح نودى إبنها الصغير إلى المدرسة في أول يوم دراسة، والدكتور طارق عبد الفتاح، تعهد أن يقوم بالتقديم لابنها سيف 6 سنوات فى المدرسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة