عندما تراه لن تصدق من الوهلة الأولي أنه سائق توك توك فهو يرتدي بدلة كاملة كما أن حذائه يلمع دائما فقد اعتاد على هذه الأناقة منذ 15 سنة وعندما فقد عمله ظل معتادا على ارتداء البدلة والكرافتة حتى أثناء عمله سائقا للتوك توك .
محمد عبد الرحمن، 50 سنة، قال: منذ 15 سنة التحقت بالعمل في شركة كبري كسائق خاص لرئيس مجلس إدارتها كان لزاما علي أن أرتدى يوميا بدلة وكرافته يوميا خلال عملي والاهتمام بمظهري كان أساسيا من أول تلميع الحذاء حتى حلاقة الذقن وكنت سعيدا جدا بتلك التفاصيل المبهجة التى اعتدت عليها طوال هذه المدة .
وأضاف قائلا: لكن عيشي انقطع من الشغل في الشركة منذ 5 سنوات بينما أصبحت البدلة والكرافتة جزءا من شخصيتى وكان لزاما علي أن أبحث عن مصدر رزق جديد خاصة أننى متزوج ولدى زوجة مريضة وابنى الصغير مريض بالسكر وابنى الكبير بدون عمل ويحتاجون مصاريف العلاج يوميا بخلاف باقى التزامات الحياة الضرورية من طعام وشراب .
وقال : اشتغلت سايس في جراج مرة وسواق مرة أخري لكن راتبى لم يكفي احتياجات أسرتى فقررت أن أشتري توك توك وأعمل به في منطقتى وبالفعل بدأت رحلتى مع هذه المهنة منذ 5 سنوات قائلا: "مفيش يوم نزلت اشتغلت علي التوك توك من غير البدلة والكرافتة ويوم ورا يوم الناس اتعودت علي مظهري ولكن كانوا في البداية يسخرون مني ومنهم من كان يضحك علي ولكني كنت لا أبالي بتلك المواقف لأننى في المقابل كنت أجد تشجيعا كبيرا من معظم الناس التى كانت تركب معى التوك توك" .
وتابع: "الشغل مش عيب ولا حرام ونفسي في أي وظيفة تساعدنى علي مصاريف علاج زوجتى وابنى خاصة أن الديون تراكمت علي ورغم أننى أعيش في شقة أوضتين وصالة بالطابق الأرضى إلا أننى أصبحت لا أستطيع دفع إيجارها بشكل مستمر".
واختتم حديثه قائلا: "الناس بتشوفنى بتفكر إنى غنى لكن الحمد لله علي كل حال أنا معرفش أنزل من بيتي أشتغل إلا بالبدلة زي ما اتعودت لأن أهم حاجة نظافة الإنسان الشخصية ومظهره" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة