الصورة ليست مجرد لحظة التقطتها عدسة كاميرا، إنها توثيق للحظة زمنية من عمر الإنسان الذى ظهر فى هذه اللحظة ومن عمر المكان ومن عمر البشرية كلها، ومن هنا لو تأملنا فى صورة المجرم النيوزيلندى "برنتون تارانت" سوف نحتار كثيرا، لأننا لن نجد فى الصورة سوى "الجمود".
فى البداية نشير إلى أن محكمة نيوزيلندية، حكمت أمس، على برنتون تارانت منفذ هجوم مسجدى كرايستشيرش، بالسجن المؤبد مدى الحياة دون عفو مشروط.
وفى المحكمة ظل "تارانت" الذى قتل 51 شخصا مسلما، فى عام 2019، صامتا، لا يتحدث، لا يعلق على شىء، ثلاثة أيام والناجون يواجهونه وهو لا يرد، وعندما سأله القاضى اختار الصمت أيضا.
ما الذى تقوله الملامح الجامدة فى الصورة، تقول لنا إن هذا المجرم صاحب الـ 29 عاما، توقفت به الحياة عند لحظة معينة يوم قرر ارتكاب جريمته وخطط لها، يوم كان محملا بأفكاره اليمينية المتطرفة التى تنحاز لطرف واحد وتلغى الآخر تماما، وقد ارتكب جريمته، وتوقف به الزمن، وفى رأييى سيظل هكذا لسنوات عدة.
وتقول الصورة إن عيون الرجل قد ماتت، فلا تحمل مشاعر، صارت خاوية من كل شيء، ليس بها ندم أو رغبة فى الرجوع ليس فيها أي رغبة فى الاعتذار، هذه العيون تدل على أن "تارانت" لا يزال محتفظا بموقفه لم يغيره، وسيظل سنوات طويلة قبل أن نسمع منه كلمة اعتذار واحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة