وُقعت اليوم الاثنين، مذكرة التفاهم بين جامعة بيروت العربية ومجلس الأعمال المصري - اللبناني، لإطلاق المبادرة المصرية التي تقدم من خلالها مصر منحا تدريبية مجانية بالكامل لشباب الجامعات اللبنانية في المصانع والمستشفيات المصرية؛ بما يؤهلهم للانخراط في سوق العمل اللبناني والالتحاق به مباشرة، وذلك في إطار حرص القيادة السياسية المصرية على دعم لبنان والوقوف إلى جانبه على كافة الأصعدة.
وجرت مراسم توقيع مذكرة التفاهم برعاية من سفير مصر لدى لبنان الدكتور ياسر علوي، والوزير المفوض الدكتورة منى وهبه رئيس مكتب التمثيل التجاري بالسفارة المصرية، وقام بالتوقيع على المذكرة الدكتور عمرو جلال العدوي رئيس جامعة بيروت العربية، ورئيس الجانب اللبناني بمجلس الأعمال الدكتور ربيع حسونه، والتي تنطلق المرحلة الأولى منها بطلاب من جامعة بيروت العربية.
وتمول مصر بصورة كاملة المبادرة التي تتضمن تدريب طلاب الجامعات اللبنانية داخل مصر، كما تتكفل بجميع تكاليف السفر والإقامة وكذلك كافة تكاليف عملية التدريب وتوفير المادة العلمية والأجهزة الإلكترونية المطلوبة، في مجالات الهندسة الميكانيكية وهندسة الاتصالات وهندسة البترول والصيدلة، وذلك برعاية من وزيرة التجارة والصناعة الدكتورة نيفين جامع، ودعم من رجال الصناعة في مصر ممثلين في المهندس أحمد السويدي رئيس الجانب المصري في مجلس الأعمال.
وقال السفير ياسر علوى إن المبادرة تأتي في سياق رؤية مصرية لدعم ومساندة لبنان والوقوف إلى جواره، موضحا أن هناك استنفارا مصريا شاملا وجّه به الرئيس عبد الفتاح السيسي للاصطفاف مع لبنان، إيمانا بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأضاف: "الشراكة بين القاهرة وبيروت كانت سببا رئيسيا لنهضة البلدين في السابق وكذلك في المستقبل.. دعم مصر للبنان لا يقتصر فحسب على الدعم الحكومي على أهميته، وإنما هناك أيضا الاستنفار على مستوى الشعب وطبقة رجال الأعمال في مصر مساندة للبنان".
وأكد أن القاهرة تؤمن أن التعامل مع بيروت لا يجب أن يقتصر على الجانب الإغاثي المتعلق بالظروف الاستثنائية الحالية، لأن ما يجمع البلدين كبير للغاية.. متابعا "نحن نفكر في الاستثمار للمستقبل، ولا يوجد في هذا المجال أفضل من إعادة إنتاج الشراكة بين عقول البلدين الشقيقين، وهذه الشراكة تبدأ اليوم مع الطلاب، على أن يلي ذلك إنشاء شبكات أعمال تقوم على أسس هذه الشراكة لتنتج مشروعات كبيرة".
وشدد على أن هذه المبادرة تمثل حلقة ضمن سلسلة مشروعات تستهدف تعزيز الشراكة بين مصر ولبنان، والاستثمار في البشر والمستقبل في ضوء أن العلاقات المصرية - اللبنانية ليست وليدة اللحظة، وإنما تمتد لسنوات طويلة من بينها دعم إنشاء جامعة بيروت العربية قبل نحو 60 عاما.. مضيفا: "نحن لسنا طارئين على المشهد اللبناني، واليوم نتواجد في بيروت، ولكننا غدا سنتواجد في كافة أرجاء لبنان لدعم تجاوز هذا الظرف الصعب، وحتى يستعيد لبنان موقعه الريادي في المنطقة العربية".
من جانبها، قالت الدكتورة منى وهبه إن المبادرة المصرية تستهدف الاستثمار في العنصر البشري، بما يدعم العلاقات الثنائية المصرية - اللبنانية، موضحة أن المبادرة ترعاها وزيرة التجارة والصناعة الدكتورة نيفين جامع ورجال الصناعة في مصر ممثلين بالمهندس أحمد السويدي رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري اللبناني.
وأضافت أن مصر تقدم من خلال هذه المبادرة منحا تدريبية في المصانع المصرية لشباب الجامعات في لبنان، ممولة بالكامل من مصر وترتبط باحتياجات سوق العمل ووفقا للأهداف التعليمية للجامعات اللبنانية.
وتابعت: "المبادرة ستُنفذ على عدة مراحل، تبدأ بجامعة بيروت العربية، ثم تنتقل إلى كافة جامعات لبنان، وتضم 40 طالبا وطالبة كدفعة أولى في تخصصات الهندسة والصيدلة، ويعقبها طلبة كليات الطب والتمريض لتدريبهم في المستشفيات المصرية".. مشيرة إلى أن التدريب سيبدأ اعتبارا من شهر أكتوبر القادم.
وشددت على أن هناك حرصا مصريا على ألا تقف المبادرة عند حدود التدريب، وإنما تقديم الدعم الفني للشباب الذين سيستفيدون من المنح التدريبية، لتمكينهم ومساعدتهم على بدء مشروعات صغيرة ومتوسطة مع شريك مصري عن طريق مبادرة ثانية وهي "حضانات الأعمال" والتي سيعلن عن تفاصيلها قريبا، مع قيام الجانب المصري بتوفير التمويل والأراضي المطلوبة لعمل المشروعات.
وقالت: "نحن ننظر إلى لبنان كشريك اقتصادي يمكن أن نحقق معه نموذج التكامل الاقتصادي والصناعي، نظرا لتكامل هياكلنا الاقتصادية، ولأننا حريصون على وجود تنمية صناعية في لبنان لمواجهة التحديات الحالية".. مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي يتناول في جزء منه السياسات الصناعية للدول النامية وتجربة مصر في تحقيق معدلات مرتفعة من النمو الاقتصادي، حتى يعود المتدرب اللبناني ويكون قيمة مضافة لواقع الصناعة اللبنانية.
من جهته، أعرب الدكتور ربيع حسونه رئيس الجانب اللبناني من مجلس الأعمال المصري – اللبناني، عن تقديره لجهود مصر، قيادة وحكومة وشعبا، على مساعدة لبنان ومساندته في كافة المجالات، والوقوف إلى جانبه في كافة المحن والأزمات.
وتوجه الدكتور ربيع حسونه بالشكر إلى الرئيس السيسي على كل ما تقدمه مصر من مساعدات ودعم، لاسيما من خلال الجسر الجوي الإغاثي المصري بما يعين لبنان على تجاوز تداعيات محنة انفجار ميناء بيروت البحري.
من ناحيته، أكد الدكتور عمرو العدوي أن هذه المذكرة هي بارقة أمل للطلاب والشباب اللبناني في ظل هذه الظروف الصعبة، باعتبار أن الشهادة الجامعية لا تكفي وحدها للانخراط في الحياة العملية بل أنهم بحاجة لمثل هذه الدورات التدريبية.
وقال العدوي: "علينا أن نعمل بتكاتف وتضامن لمساعدة الشباب اللبناني ودعمهم لتحقيق أحلامهم في ريادة الأعمال، ونشكر مصر قيادة وحكومة، على هذه المبادرات والتي كانت في صدارة الدول المساندة للبنان ومد يد العون له على مختلف الصعد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة