مين أين تسمية المصريين القدماء بالفراعنة وهل لفظ "الحضارة الفرعونية" خطأ شائع؟

الأحد، 23 أغسطس 2020 07:00 م
مين أين تسمية المصريين القدماء بالفراعنة وهل لفظ "الحضارة الفرعونية" خطأ شائع؟ الحضارة الفرعونية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جرى العرف أن نسمى حضارتنا القديمة باسم الحضارة الفرعونية، وكثيرا ما نفتخر بماضينا ونلقب أنفسنا بأحفاد الفراعنة، فنجدنا نقول منتخب الفراعنة، والفرعون المصرى، فوصف "الفرعونية" بات الاسم الشائع عن حضارتنا القديمة، إحدى أقدم حضارات الأرض وأكثرها أثرا وأهمية.

لكن الكثيرين يرفضون نعت الحضارة المصرية القديمة بالفرعونية بحجة أنه لقبا "توراتى" مدسوس وخاطيء، ولا يوجد دليل على وجود ملوك من مصر القديمة حملوا على هذا اللقب، وأنه مستمد من ذكر فرعون الخروج، فى قصة النبى موسى المذكورة فى الكتاب المقدس والقرآن الكريم.

لكن كبار علماء الآثار المصرية، استخدموا لفظ فرعون وفرعونية فى ذكر سير الملوك والحضارة القديمة، وهو اللفظ الذى استخدمه كثيرا عالم الآثار المصرية الدكتور سليم حسن، وعالم الآثار المصرية الدكتور عبد العزيز صالح، وحاليا عالم الآثار المصرية زاهى حواس.

وبحسب مقال سابق للدكتور زاهى حواس نشر تحت عنوان "فرعون.. لقب أم اسم علم؟" "لقد بُحث موضوع اشتقاق كلمة فرعون عن طريق علماء أجلاء على رأسهم أستاذنا العلامة الراحل الدكتور عبد العزيز صالح، الذى يقول بأن لقب فرعون مشتق من «برعا» بمعنى المنزل أو القصر العظيم ثم تحول إلى «فرعو» فى اللغة العبرية، ثم أضيفت إليه النون فى اللغة العربية. وهذا اللقب موجود لدينا منذ الدولة القديمة ضمن ألقاب الموظفين مثل «مفتش القصر العظيم»، و«مدير القصر العظيم»، و«كاتب القصر العظيم»، و«طبيب القصر العظيم» وهكذا فى دلالة على الموظفين الملكيين. والتحول الذى حدث فى الدولة الحديثة هو أن كلمة «برعا» أو فرعون أصبحت تشير إلى الملك نفسه فيقال: «خرج برعا وانتصر»، ويقول الدكتور عبد العزيز صالح إن الأتراك فى زمن الإمبراطورية العثمانية خاصة قبيل أفولها كانت تشير إلى السلطان بكلمة الباب العالي.. فيقال الباب العالى ولى...؛ الباب العالى قام بعزل... وهكذا. والآن يحدث نفس الشيء، فيقال أصدر البيت الأبيض.. فى إشارة إلى الرئيس الأمريكى".

وتابع "حواس": "لا يضر مصر أنه كان بها ملك واحد طاغية عصى أمر ربه فنال ما يستحقه من جزاء. وقد حكم مصر من قبله ومن بعده مئات الملوك العظماء الذين بنوا حضارة إنسانية لا ينكر فضلها سوى كاره أو جاهل. وكلمة «فرعون» لا تعنى الطغيان والتجبر والفساد.. وهل يدعو نبى قومه قائلاً «ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ» إلا ليقينه بأنها أرض الخير والأمن والأمان؟!".

وحسبما ذكر عالم الآثار المصرية الدكتور حسين عبد البصير، فى مقال نشر له تحت عنوان "الفرعون فى مصر القديمة": "كان يعيش الحاكم المصرى فى قصر يطلق عليه «بر عا» أو «بر عو» أى «البيت العظيم» نسبة إلى الحاكم. وكان يستخدم هذا المسمى حين الإشارة إلى الحاكم ومقر الحكم. ثم تحول لقب «برعو» إلى «فرعو» فى اللغة العبرية، وأضيفت «النون» فى اللغة العربية فأصبح «فرعون». وكان يستخدم لقب «فرعون» استخداما إداريا فقط، ضمن ألقاب الحاكم المصرى العديدة. وظهر هذا اللقب الملكى المصرى الجديد منذ عصر الدولة الحديثة (أى من حوالى 3500 سنة)؛ لذا لم يستخدمه القرآن عندما أشار إلى حاكم مصر فى عهد سيدنا يوسف عليه السلام وأطلق عليه لقب «الملك»، وهذا أقرب إلى أدبيات العصر الحالى عندما تٌطلق لفظة «البيت الأبيض» عند الإشارة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وسياساته".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة