قرأت لك.. "عواقب المساواة" هل خلق الناس متساوون حقا؟

السبت، 22 أغسطس 2020 07:00 ص
قرأت لك.. "عواقب المساواة" هل خلق الناس متساوون حقا؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقرأ معا كتاب "عواقب المساواة" تأليف ماثيو س.باتاليولى، ترجمة حيدر عبد الواحد راشد، ويرى الكتاب أن الدعوات للتسوية ستدفعنا فى النهاية إلى مزيد من الفقر، وحرية أقل بكثير، والأمر كله يبدأ من تلقى الأطفال كؤوساً للمشاركة بدلاً من الفوز، فلا يوجد هناك خاسرون. والاعتداد بالنفس أهم من الإنجاز، وهذه النتائج تفصح عن نفسها في هيئة تشريعات تحيل توظيف الناس الى حقل ألغام من الدعاوى المحتملة. 

قرأت لك
 

ويقول الكتاب:

اليوم، وفي هذا الجزء المبكر من القرن الحادي والعشرين، تعدّ المساواة قوة شديدة التغلغل ترشد الكثير من السياسات العامة، فقد أثارت العديد من الحركات الاجتماعية الشعبية وأصبحت قيمة يدّعي كل القادة والأحزاب السياسية تبنّيها، ولكن السؤال هو: ما الذي تعنيه كلمة "المساواة" حقا في نظر من يدعمها سياسيا واجتماعيا؟ لقد قيل طوال القرون، كما في الكلمات الواردة في إعلان الاستقلال الأميركي، أن "جميع الرجال قد خلقوا متساوين" (ولو عدلناها إلى سياق حديث، فإن كلمة «men» الأصلية ستعني على الأرجح «الناس» عموما). ولكن هل خلق الناس متساوين حقا؟ لم تتعرض هذه النقطة لما يكفي من التفصيل على يد أي مدافع متحمس عن المساواة، أما جون لوك، الذي به تأثرت هذه العبارة المشهورة التي اقتبسناها للتو، فقد أراد لها أن تعنى عدم وجود ما يعرف بالطبيعة البشرية، وأن جميع البشر عند الولادة ألواح فارغة تخلو من أي أفكار فطرية. 

وسواء اتفق المرء او اختلف مع لوك، فهذا بالتأكيد ليس بالنحو الذي تطبق به المساواة اليوم، فلو كان الحال كذلك، لما وجدنا أي دوافع نحو المساواة كمسألة سياسية، اجتماعية، أو اقتصادية، إن الولع الذي قد يصيب المرء تجاه المساواة قد ينتهي ما أن يعترف بأنه عند ولادته لا يمتلك أي طبيعة بشرية، ولكن المساواة تستحضر اليوم في سياق العِرق، الجنس، الوضع الاجتماعي-الاقتصادي، الدين، والعديد من التصنيفات الأخرى، إضافة إلى التساوي في الفرص والتساوي في النتائج.
ومن الواضح أن الناس ليسوا متساوين فيما بينهم فى كل الأنحاء، فالمرء يحتاج فقط لأن ينظر لمن حوله ويلاحظ العالم كي يرى ذلك، فهناك أناس أطول من الآخرين، أضخم من الآخرين، أعلى ذكاءً، موهوبون بطبعهم فيما لا يجيده الآخرون، ويعدون عموما أجمل شكلا من بعض وآخرون بعكس ذلك، يملكون خصالا شخصية مختلفة قد تكون في أي وقت أنفع لهم أو أقل نفعا من الخصال الشخصية للآخرين، وهكذا. ويمكن عمليا أن يؤلّف كتاب كامل على شكل قوائم، يسطّر ببساطة جانبا بعد جانب مما يختلف فيه البشر.
 
ولكن بالطبع ما من داعية مساواة يمكنه أن يدّعي أن الناس متساوون حتى في الجوانب التي ذكرتها، فعلى كل حال، لم يتحول عالمنا إلى عالم جديد شجاع،  والصراع الذي ينتج من ثم هو أن المساواة بين البشر التي يسعى إليها ويرغب فيها عدد كبير من الناس، بسبب الخصال المتفاوتة بطبعها بين الناس، لا يمكن فعلا أن تتحقق إلى درجة معتبرة. فما الناس إلا تشكيلة من خصالهم وصفاتهم الفردية. وحين يقول أحدهم أنه يعتقد بأن البشر متساوون، فذلك لا يتضح في العالم الواقعي نظرا لكون خصالهم ومميزاتهم، ومن ثم نتائج تلك الخصال والمميزات، متفاوتة وبالتالي قادرة على إنتاج عالم من التفاوت. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة