كورونا × تركيا.. مستشفيات أردوغان تسقط باختبار الوباء.. دويتش فيله تكشف أسرار انهيار النظام الطبى أمام الفيروس.. ممرضة تفضح حكومة أنقرة لعدم توفيرها ما يكفى لإنقاذ المرضى من الموت.. وقونيا بؤرة لتفشى كوفيد 19

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 05:30 م
كورونا × تركيا.. مستشفيات أردوغان تسقط باختبار الوباء.. دويتش فيله تكشف أسرار انهيار النظام الطبى أمام الفيروس.. ممرضة تفضح حكومة أنقرة لعدم توفيرها ما يكفى لإنقاذ المرضى من الموت.. وقونيا بؤرة لتفشى كوفيد 19
كتبت : ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انهيار لم يتأخر كثيرًا، فبعد أشهر قليلة من ظهور وباء كورونا القاتل، سقطت أوراق التوت عن نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سريعًا، لتكشف عن بنية تحتية لا تصمد، ونظام طبى منهك، وآلاف الوفيات المعلنة، أخرى لم تعرف طريقها ـ سهوًا أو عمدًا للقوائم الرسمية لضحايا كورونا فى تركيا.

معاناة الأتراك مع كورونا فاقمتها سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث يواصل نظامه غزواته العسكرية وتمويله المفتوح للإرهاب والمليشيات على امتداد الخرائط فى منطقة الشرق الأوسط وآخرها داخل الأراضى الليبية.

وفى تقرير لها، سلطت شبكة "دويتش فيلا" الألمانية الضوء على الوضع داخل مدينة قونيا التركية، موضحة أن العاملين بالمستشفيات يعانون من غياب المستلزمات الطبية بعد امتلاء أسرة العناية المركزة، وشغل كافة غرفها.

وبحسب التقرير، توفى مريض كورونا وعلم بوفاته لاحقا بسبب عدم وجود أجهزة مراقبة بالغرفة التى كان يوجد بها.

وقال تقرير دويتش فيلا: "عندما دخلت الممرضة إلى الغرفة كان المريض قد تصلب بعدما فارق الحياه"، لتعقب الممرضة التى لا حيلة لها فى ظل نقص الإمدادات قائلة: "أنا أشعر بعذاب الضمير.. فنحن لا نجد ما يكفى للقيام بمهامنا، ونخسر المزيد من الأرواح كل ساعة دون أن نحرك ساكنا رغمًا عنا".

وأوضحت بأن جميع الأسرة ممتلئة بالمستشفى التى هى بسعة 1131 سريرا حيث يتم علاج مرضى كورونا فقط.

ونظرًا لعدم وجود مكان فى العناية المركزة، حتى المرضى الذين يعانون من ضيق فى التنفس ويحتاجون إلى الأكسجين ينامون فى الأجنحة العادية بالمستشفى، فالشروط ليست هى نفسها. ففى وحدة العناية المركزة يتم متابعة المؤشرات الحيوية للمريض ولا يوجد أجهزة مراقبة فى الغرف العادية.

فى حين أنه من المفترض أن تقوم ممرضة واحدة أو إثنين بمراعاة 2 من المرضى فى وحدة العناية المركزة أصبح الآن إثنين من الممرضات يقومون برعاية 20 مريض أحيانا، وبمعنى آخر زادت أعباء العمل 5 أو 10 مرات ولا يوجد أنظمة تتبع.

وتابعت "دويتش فيلا" فى تقريرها نقلًا عن عاملين بالمستشفى: "يجب تقليل التعامل مع مريض كورونا قدر المستطاع، لذلك، يمكن للممرضة أن ترى المريض 3-4 مرات فى اليوم فقط. كما تحتوى الأدوية المستخدمة فى العلاج على خطر التسبب فى حدوث انسداد (احتقان فى الوريد) أو نوبة قلبية.. فى مثل هذه الحالة، مطلوب التدخل الفوري. ومع ذلك، نظرًا لعدم وجود شاشة فى الغرفة، فمن المستحيل رؤيتها. وإذا كان المريض يستطيع الضغط على زر الاتصال فى تلك اللحظة، حينها فقط ستعرف الممرضة.

ويجب أن ترتدى الممرضة قبل الدخول إلى المريض الملابس الوقائية والأقنعة الطبية وبالطبع، يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن لا تزال هناك فرصة للتدخل. ولكن إذا لم يستطع المريض الضغط على الزر.. تدخل الممرضة على المريض لتجد أنه مات منذ فترة ".

وتقول ممرضة أخرى فى حديثها إلى DW والتى لم ترغب فى الكشف عن اسمها: "نحن تعبنا وانتهينا": "أصبحنا لا نعرف عدد المرضى الذين يموتون كل يوم فى المستشفى التى نعمل بها، ولا نعرف كم عدد الحالات الإيجابية بين العاملين فى الرعاية الصحية، حتى هذا لا يمكننا معرفته، إنه مثل السر، مثل الخطيئة..".

ويوضح أنه رغم المعلومات عن امتلاء الأسرة فى مستشفيات قونية، لا توجد صورة: "يوجد نظام كاميرا فى كل مكان فى المستشفى.. باستثناء غرفة خلع الملابس والمرحاض، تتم مراقبة كل مكان بالكاميرا. من سيصوّر ويشارك؟".

 

 

ومع زيادة الحالات فى قونية، تم تفعيل مستشفى المدينة فى 5 أغسطس، وتم إخلاء مبنى يضم 800 سرير فى مستشفى التعليم والبحوث بالكامل وحجزه لمرضى كوفيد -19. وفقًا للمعلومات التى قدمتها مديرية الصحة فى مقاطعة قونية، تم نقل 78 مريضًا غير مصاب بالفيروس تم علاجهم هنا إلى مستشفى المدينة بواسطة سيارات الإسعاف.

 

كما تم نقل الأجهزة الطبية فى المبنى الذى تم إخلاؤه، وبدأ بعض الموظفين العمل فى مستشفى المدينة. يُذكر أن عبء العمل قد زاد حيث انخفض عدد الموظفين المقيمين فى مستشفى التدريب والبحث.

 

لا يختلف الوضع فى مستشفى المدينة الذى افتتح مبكرًا بسبب الوباء. وفقًا للمعلومات التى حصلت عليها DW Turkish، فقد بدأ قبول المرضى، لكن لا توجد نقالة ولا ثلاجة لوضع الأدوية، حتى لوحة مفاتيح الهاتف ليست مفعلة بالكامل. نظرًا لعدم إمكانية ربط الأرقام الداخلية، يحاول الموظفون الوصول إلى بعضهم البعض عن طريق الهواتف المحمولة.

 

كما يستغرق وصول الأنابيب المستخدمة لسحب الدم من المريض إلى المستشفى ساعة، وهو ما أسموه "بدأت المستشفى فى تقديم الخدمات بكامل طاقتها" فى 5 أغسطس. لأن هذه الخدمات يتم تنفيذها من قبل مقاولين من الباطن. يجب أن يتواصل الموظفون أولًا مع الشركة ويخبرونها عن المواد المطلوبة. وبعد التوقيع على المستند الذى أحضره الموظف من الشركة، يمكن للمستشفى استلام المواد. وتحاسب الحكومة على كل معاملة.

 

وعلى الصفحة الرسمية لوزارة الصحة، كانت من بين "المستشفيات قيد الإنشاء" حتى 14 أغسطس، وكُتب أن 56 بالمائة منها قد اكتمل. وبحسب المعلومات الواردة فى الصفحة المحدثة فى 14 أغسطس، تبلغ مساحة المستشفى المغلقة 413 ألف 718 مترًا مربعًا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة