معتز بالله عبد الفتاح

إلى السيد وزير التعليم

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - هذه رسالة قديمة جديدة.. قديمة لأننى أرسلتها من قبل فى فبراير 2017، وجديدة لأنها كلام قديم يحتاج إلى تجديد. 
2 - قلت آنذاك، مع وزير تعليم جديد، مطلع على نجاحات الدول الأخرى، وله تجربة متميزة فى العمل العام والعلم والتعليم أتمنى أن نجد اهتماماً أكبر فى مقرراتنا التعليمية بالجانبين اللذين اختفيا من حياتنا التعليمية والعلمية، وهما جانبا القيم والسلوك من ناحية المهارات والقدرات من ناحية أخرى.
3 - مقرراتنا وطريقة امتحاناتنا تركز تماماً على الجانب الثالث من العملية التعليمية، وهو جانب المعلومات والاسترجاع. 
4 - على الطالب أن يحفظ قطع النصوص ومعادلات الكيمياء ورسومات الفيزياء وغيرها من المقررات التى تتبنى منطق «الطالب القفة»، أى الطالب الذى ينبغى أن يحفظ ويحفظ دون أن يداخله شك بأنه يستخدم جزءاً بسيطاً جداً من قدراته العقلية.
5 - الطالب مفروض أن ينطلق من العقلية الناقلة إلى العقلية الناقدة ثم العقلية المبتكرة، وإن لم يفعل فلن ينجح، ولن ننجح معه.
6 - كما أن طريقة تصحيح الامتحانات تشجع على ادعاء المعرفة من باب أن الطالب يكتب أى كلام ويحصل على أى جزء من الدرجة حتى لو كانت الإجابة خطأ تماماً.
7 - هل تريد أن تعرف لماذا بعض المرضى يموتون فى المستشفيات، وبعض العمارات والمبانى تنهار، وبعض القضايا نخسرها فى علاقتنا بدول أخرى.. لأننا عوّدنا أولادنا أن يقول الواحد منهم «أى حاجة» وسيأخذ جزءاً من الدرجة، هذا ما لا أفعله عندما أصحح الامتحانات فى الجامعة، الطلبة يعرفون أنهم إن أجابوا خطأ فسيُحسب لهم ذلك بالسالب، أى سيأخذ من درجات الإجابة الصحيحة لأن الخطأ فى إعطاء الدواء قد يسبب تضاعف المرض وموت المريض، والإجابة الصحيحة لها درجاتها، والأفضل للطالب ألا يكتب شيئاً إن كان لا يعرف.
8 - كما أن علينا أن نطّلع على ما وصلت إليه الدراسات العالمية فى تصنيف القيم والسلوكيات التى ينبغى أن يكتسبها الطالب. وقد جاء فى تصنيف منظمة «اليونيسيف» لهذه القيم والمهارات فى أحد تقاريرها الصادر فى 2005 ما يلى:
¿ مهارات التواصل بين الأشخاص، وتضم: التواصل اللفظى وغير اللفظى، والإصغاء الجيد، والتعبير عن المشاعر والآراء بطريقة متزنة، وإبداء الملاحظات بطريقة بناءة.
¿ مهارات التفاوض، وتضم: مهارات التفاوض وإدارة النزاع والاختلاف، ومهارات توكيد الذات، ومهارات رفض الرأى دون التهجم على الآخرين.
¿ مهارات التقمص العاطفى - تفهُّم الغير والتعاطف معه - وتضم: القدرة على الاستماع لاحتياجات الآخر وظروفه، وتفهمها والتعبير عن هذا التفهُّم، والتواصل على أساس من الرغبة فى بناء جسور التفاهم والبحث عن سبل التعايش.
¿ مهارات التعاون وعمل الفريق وتضم: مهارات التعبير عن الاحترام للآخرين، ومهارات تقييم الشخص لقدراته، وإسهامه فى المجموعة بإنكار للذات، ومهارات الإقناع، ومهارات الحفز، ومهارات صنع القرار الجماعى.
¿ مهارات جمع وتحليل المعلومات، وتضم: مهارات التفرقة بين أنواع المعلومات ومصادرها وتقييم مدى مصداقيتها وتقييم النتائج المستقبلية لاستخدام المعلومات، وتحديد الحلول البديلة للمشكلات، ومهارات التحليل المتعلقة بتأثير القيم والتوجهات الذاتية، وتوجهات الآخرين عند وجود الحافز المؤثر، وتحليل تأثير الأقران ووسائل الإعلام، ومهارات تحليل التوجهات والقيم والأعراف والمعتقدات الاجتماعية، ومهارات تحديد المعلومات ومصادرِ المعلومات، ومهارات التعامل وإدارة الذات.
¿ مهارات إدارة المشاعر والتعامل مع الضغوط، وتضم: مهارات إدارة امتصاص الغضب، ومهارات التعامل مع الحزن والقلق، ومهارات التعامل مع الخسارة والصدمة والإساءة، ومهارات إدارة الوقت، ومهارات التفكير الإيجابى، ومهارات تقنيات الاسترخاء.
إن تقدُّم غيرنا علينا ليس ناتجاً عن صدفة أو ضربة حظ. هى مسألة قصد وتخطيط واجتهاد.
يا رب يكون المقبل أحسن فى مجال التعليم وفى غيره.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة