أكرم القصاص - علا الشافعي

معتز بالله عبد الفتاح

السيسى و«كينز» والمشروعات القومية

الإثنين، 17 أغسطس 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - تابعت ما افتتحه السيد الرئيس أمس من مشروعات وتابعت كلمات السيد رئيس الوزراء والسادة المسؤولين وتعليقات الرئيس السيسى عليها. وتابعت تعليقات الناس عليها على السوشيال ميديا. ولى عدة ملاحظات. 
 
2 - هناك من ينظر للكون بافتراض سوء النية، وهناك من ينظر للكون بافتراض حسن النية، وهناك من ينظر للكون بالمعلومات. 
 
3 - أهل سوء النية والبحث عن السلبيات وتعظيم فكرة المؤامرة يرون فى كل خير شرا، وفى كل تقدم تأخرا، وفى خطوة للأمام خطوات للخلف. أهل حسن النية يسيرون على النهج المقابل تماما. 
 
4 - يقوم العلم على أن ينحى جانبا هذا وذاك، وإنما العلم يبنى قراره النهائى وحكمه على الأمور بالمعلومات أى بما هو قابل للملاحظة المباشرة من كلمات تقال ومن قرارات تتخذ ومن انتصارات مادية ومن إنجازات ملموسة أو العكس. 
 
5 - وما أطرحه على حضراتكم فى هذا المقال يحاول أن يعتمد منهجا علميا يقوم على فهم ما يحدث فى مصر فى ضوء ما كتبه الفلاسفة والمنظرون الاقتصاديون والذى درسته فى كتابى المتواضع: الوظيفة الاقتصادية للدولة. 
 
6 - السيسى «كينزى» والدولة المصرية تتبنى سياسات «كينزية» فى التوجه وفى الممارسة، وهى بهذا تسير على خطى دول كثيرة سبقتنا وتحديدا فى دول «النيكس» (NICS) أى الدول الصناعية الجديدة (Newly industrialized countries). 
 
7 - عانت مصر من أزمة ركود تصادى بعد الثورتين بسبب مخاوف رؤوس الأموال وتراجع رغبة المواطنين فى الاستهلاك فى السلع المعمرة أو فى الاستثمار فى الأصول طويلة المدى (مثل الطرق أو المصانع أو المدارس)، مع انسحاب واضح للاستثمار الأجنبى. ولا يكفى، من وجهة نظر «الكينزيين» أن تظل الدولة فى موقع الرقيب لهذه الدورة المختلة والركود الممتد ولكن عليها أن تتدخل لإصلاح أى خلل فيها عبر الإنفاق الحكومى الفعال. «كينز» قال هذا الكلام حينما ضرب الاقتصاد العالمى الكساد الكبير فى آواخر العشرينيات. 
 
8 - فى هذا السياق دافع «كينز» عن حضور الدولة الفاعل فى الحياة الاستثمارية، بمعنى آخر أن لا يُترك الاقتصاد للمستثمرين وتتدخل فيها الدولة ممثلة عن مصلحة المجتمع، وذلك باستخدام أدواتها النقدية (أسعار الفائدة) وسياساتها المالية (الضرائب والتسهيلات)، لكى تصلح العطب الذى يصيب أيًا من أجزاء الماكينة الاقتصادية. 
 
9 - لقد توافقت النظرية الكينزية فى هذا الوقت مع تطلعات الكثيرين، فهى التى أنقذت الرأسمالية الأمريكية من كساد الثلاثينيات، عندما ألهمت فرانكلين روزفلت، رئيس أمريكا آنذاك، برؤية اقتصادية جديدة تُعرف بـ New deal. والتى شملت أعمالاً فى البنية الأساسية ساهمت فى توفير فرص العمل ومن ثم تنشيط الاقتصاد مجددًا.
 
10 - كذلك قدمت الكينزية تصورًا أكثر تماسكًا من الفكر الرأسمالى الكلاسيكى السابق عليها عن علاقة عناصر الحياة الاقتصادية ببعضها وتحديدا الإنتاج الذى يوفر فرص العمل والدخول التى تستهلك والفائدة التى تتحكم فى حركة رؤوس الأموال، مما مهد لتطوير الحسابات القومية التى ترصد هذه الحركة فى صورتها الكلية وتخرج علينا كل عام ببيانات عن النمو الاقتصادى الذى يزيد بسبب أن الاستثمار الحكومى يدعم الاستثمار الخاص ويشاركه. 
 
11 - لقد انتقد كينز سلوك أسواق المال الذى يعتمد على المضاربات قصيرة الأجل، ولفت الانتباه لضرورة الاهتمام بالاقتصاد الحقيقى فى مواقع الإنتاج وبناء المدن والسكك الحديدية والطرق والمطارات والمدارس والمصانع والمستشفيات. ببساطة بناء ما ينفع الناس على المدى الطويل.
 
12 - كينز لم يدعُ الدولة للاستيلاء على أصول المستثمرين وإلغاء الملكية الخاصة كما قال الاشتراكيون وفعل عبد الناصر.
 
13 - أقول للجميع، مصر على الطريق الصحيح بإذن الله. ولو كان كينز حيا، لأشار للتجربة المصرية بأنها تجسيد مباشر لأفكاره التى أنقذت الكثير من اقتصادات العالم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة